أعلنت القوات المسلحة المصرية عزمها خوض غمار المواجهة ضد الجماعات الجهادية في سيناء، التي تعاني فوضى أمنية، خصوصاً أنها شهدت مواجهات مساء أمس الأول هي الأعنف منذ سنوات، بينما تتواصل المقترحات والمبادرات للخروج من الأزمة السياسية التي تعيشها مصر.

Ad

أعلنت المؤسسة العسكرية في مصر استعدادها لخوض غمار المواجهة ضد الجماعات الإرهابية المتمركزة في سيناء، بينما مارس الرئيس المصري المؤقت عدلي منصور صلاحياته أمس بحضوره الاحتفال بتخريج دفعات جديدة من طلبة الكليات والمعاهد العسكرية، في حضور النائب الأول لرئيس الحكومة وزير الدفاع الفريق أول عبدالفتاح السيسي.

ووجهت القوات المسلحة رسالة إلى الشعب المصري، في بيان لها خلال حفل تخرج الكليات العسكرية، أكدت فيها أن ولاء الجيش للشعب المصري فقط، وأن القوات المسلحة المصرية ستظل على قلب رجل واحد، مهما كانت التضحيات.

وكشف المتحدث العسكري باسم القوات المسلحة العقيد أحمد علي أن "ساعة النهاية للإرهاب في سيناء قد اقتربت"، محذراً من سماهم بـ"الحاقدين والكارهين والشامتين في شهداء وادي النطرون"، في إشارة إلى مصرع 17 ضابطاً وجندياً في حادث مروري أمس الأول، فضلاً عن الغدر والإرهاب في شمال سيناء ومن الاستهانة بصبر هذا الشعب المصري الأصيل.

وقال علي: "لكل شيء نهاية، أما الإرهاب الأسود في سيناء الحبيبة فقد اقتربت ساعة الحساب، ولن تأخذنا شفقة أو رحمة بكل من ارتدى عباءته مصري أو غير مصري"، ووجه حديثه إلى الجماعات الإرهابية قائلاً: "تذكروا جيداً أننا في شهر رمضان، الذي لم تراعوا حرمته ولكننا لا ننهزم فيه أبداً بإذن الله وأمره".

وفي سياق متصل قال مصدر عسكري مسؤول لـ"الجريدة": "إن مخططات تجري على قدم وساق، وعلى درجة عالية من التقنية والسرية للقضاء على العناصر التكفيرية الجهادية في سيناء"، مشيراً إلى أنه تم خلال الـ48 ساعة الماضية مقتل 3 من العناصر الجهادية في سيناء.

 

ساحة حرب

 

شهدت مدينة العريش عاصمة محافظة شمال سيناء، الحدودية مع قطاع غزة وإسرائيل، حرب شوارع حقيقية ليل الأحد- الاثنين، بين قوات الأمن وعناصر إرهابية، في ليلة كانت الأعنف في تاريخ المدينة منذ عقود، واستهل المسلحون الهجمات بقنص ثلاثة أفراد شرطة، بالتزامن مع هجوم مجموعات جهادية للارتكازات الأمنية والأقسام الشرطية في مختلف أنحاء المدينة، بخلاف هجومين على الأمن في مدينة رفح وقسم شرطة مدينة الشيخ زويد.

وقال شهود عيان لـ"الجريدة" إن العناصر الإرهابية استخدمت أسطح العمائر المشرفة على التجمعات الأمنية بميدان المالح وسط العريش، بدأت بعدها عملية قنص أفراد الشرطة ما أسفر عن سقوط ثلاثة شرطيين، والمواجهات بين قوات الأمن والمهاجمين، قبل أن يلوذوا بالفرار، فيما تعرض قسم شرطة ثان بالمدينة لإطلاق الرصاص من أعلى سطح بناية.

وتعرضت عدة نقاط أمنية في شمال سيناء لهجمات من قبل عناصر مسلحة، كما تعرض قسم أول العريش لهجوم مماثل وكذلك قسم ثالث العريش، وحاجز أبوسكر جنوب العريش، وحاجز مطار العريش الجوي، فضلا عن شن المجموعات المسلحة هجومين بالقذائف من "آر. بي. جي" و"الهاون" تجاه معسكر الساحة الرياضية برفح ومعسكر قوات الأمن المركزي بأحراش رفح وقد خلف الهجوم سبع إصابات بين أفراد الشرطة.

مقترحات ومبادرات

 

بدأت لجنة "الخبراء"، المكلفة بإجراء تعديلات على دستور 2012 المعطل، أمس بتلقي المقترحات والآراء الخاصة بمواد الدستور المقترح تعديلها من قبل مختلف القوى السياسية، وقال مقرر اللجنة المستشار علي عوض إن "اللجنة حددت مهلة أسبوعاً لتلقي مقترحات حول تعديل الدستور من الأحزاب والقوى السياسية والتيارات الشعبية"، مؤكدا أنه لا توجد أية إملاءات على عمل اللجنة أو آراء أو توجهات مسبقة، لافتاً إلى أن اللجنة منفتحة على الجميع.

وأضاف عوض، في تصريحات صحافية عقب الجلسة الأولى للجنة مساء أمس الأول، أن اللجنة في اجتماعها الأول حددت خارطة عملها، مشيراً إلى أنها ستجتمع على مدى أربعة أيام متواصلة أسبوعياً صباحاً ومساءً فيما عدا الاثنين والخميس، لإنجاز المهمة المكلفة بها، من خلال مراجعة الدستور مادة مادة، وتمسك حزب "النور" السلفي بالإبقاء على مواد الهوية الإسلامية والشريعة في الدستور دون تعديل.

من جهته، أكد مجلس الوزراء برئاسة الدكتور حازم الببلاوي في اجتماعه أمس الأول التزام الحكومة بالمضي قدماً في تحقيق مصالحة وطنية، في إطار عملية سياسية شاملة لا تقصي أحداً، ولا تستبعد أي فصيل أو تيار.

في المقابل، طرحت جماعة "الإخوان المسلمين"، التي شارك أنصارها في مليونية "عودة الرئيس" أمس للمطالبة بعودة المعزول محمد مرسي، مبادرة تهدف إلى إعادة الشرعية الدستورية "رئيسا ودستوراً وبرلماناً" في مقابل تنفيذ مبادرة الإصلاح التي تشمل تعديل الدستور وإجراء انتخابات برلمانية ومصالحة شاملة، إلا أن القيادي بحزب النور السلفي شعبان عبدالعليم رأى أن تلك المبادرة تأخرت كثيراً.

ووصف القيادي بحزب الوفد عبدالله المغازي مبادرة "الإخوان" بـ"الحالمة"، مؤكداً أنها لن تلقى قبولاً من الشعب المصري ومختلف القوى السياسية.

ميدانياً، وقعت اشتباكات بين أنصار الرئيس المعزول وبين معارضيه في مدينة السويس، ما أسفر عن إصابة أكثر من 99 مواطناً بالخرطوش، فيما وقعت اشتباكات أخرى بين الفريقين في مدينة دمنهور شمال غربي القاهرة، ولفظ عامل نسيج أنفاسه على يد أنصار المعزول في مقر اعتصام رابعة العدوية، وكشفت التحقيقات أن المتهمين عذبوا العامل وصعقوه بالكهرباء واعتدوا عليه بآلة حادة.