مجموعة العشرين أمام شبح اندلاع «حرب اقتصادية» بسبب العملات

نشر في 17-02-2013 | 00:01
آخر تحديث 17-02-2013 | 00:01
No Image Caption
مواجهة بين الغرب والصين بشأن اليوان ودعم الصادرات

بهدف تفادي اندلاع «حرب عملات» بسبب توالي تخفيض أسعار الصرف التنافسية، أكدت الدول الغنية في مجموعة السبع في بيان أنها تترك للسوق مهمة تحديد معدلات أسعار الصرف.
ستوجه القوى الكبرى في مجموعة العشرين في موسكو على الارجح رسالة حول العملات يفترض ان تبعد التهديد باندلاع «حرب اقتصادية»، وان تحاول كذلك تكييف التقشف المالي مع نهوض عالمي لايزال متعثرا بسبب الانكماش في منطقة اليورو.

واعلن وزير المالية البريطاني جورج اوزبورن في اليوم الثاني من اجتماع وزراء مالية وحكام المصارف المركزية في الدول العشرين الغنية والناشئة في موسكو، ان «على العالم ان لا يرتكب خطأ (...) استخدام العملات على انها اداة حرب اقتصادية».

وحتى وقت متأخر، كانت حرب اسعار صرف العملات تضع الغربيين خصوصا في مواجهة الصين التي يشتبه في انها تبقي على سعر صرف عملتها الوطنية، اليوان، دون قيمتها الفعلية بصورة مصطنعة من اجل دفع صادراتها.

لكن البنك المركزي الاميركي ثم في وقت لاحق البنك المركزي الياباني متهمان ايضا بانهما يفرطان في اصدار الاوراق المالية لدعم اقتصاد بلديهما ما يؤثر على خفض سعر صرف الدولار والين وينعكس سلبا على الشركاء التجاريين للولايات المتحدة واليابان.

تنديد الدول الناشئة

وتندد الدول الناشئة منذ وقت طويل بهذه الممارسات، لكن اوروبا التي تبدي بعض دولها وفي مقدمها فرنسا، قلقها من قوة سعر صرف اليورو الذي يعوق تنافسيتها، انضمت الى هذه المجموعة بعد التحول الياباني.

وبهدف تفادي اندلاع «حرب عملات» بسبب توالي تخفيض اسعار الصرف التنافسية، اكدت الدول الغنية في مجموعة السبع الثلاثاء في بيان انها تترك للسوق مهمة تحديد معدلات اسعار الصرف.

وقال جورج اوزبورن: «اعتقد ان مجموعة العشرين ستكرر هذا الامر». واعرب عن قناعته بان اعلان موسكو سيكون له «تأثير ايجابي»، على غرار ما قاله نظيره الفرنسي بيار موسكوفيسي الذي اعتبر ان هذه الرسالة ستسمح «باعادة توازن تدريجي» لتكافؤ اسعار العملات. وبالفعل، فان كلمات مجموعة العشرين لن تكون هي نفسها كلمات مجموعة السبع، كما اوضح مفاوضون لوكالة فرانس برس.

وقال احد هؤلاء المفاوضين ان «مجموعة العشرين تضم ايضا دولا تعتمد بوضوح سياسة التوجيه في مجال صرف العملات» مثل الصين، ولا يمكنها بالتالي ان تذهب ابعد من الدول الغنية. واكد مفاوض اخر «ان العقلية ستكون هي نفسها».

وقد حاول صندوق النقد الدولي والبنك المركزي الاوروبي ومنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية ايضا في الايام الاخيرة التقليل من مخاوف اندلاع «حرب عملات».

تنسيق السياسات

وبينما يفترض بمجموعة العشرين ان تنسق السياسات لمصلحة نمو «قوي ودائم ومتوازن»، يمكن لانكفاء الى استراتيجيات وطنية لا تتعاون فيما بينها ان يعرقل انتعاشا عالميا متعثرا.

وبالفعل، فان النمو يواجه صعوبة في الانطلاق بقوة، وهكذا فان اوروبا باتت مرة اخرى تحت المجهر: فالانكماش في منطقة اليورو اكثر خطورة مما كان متوقعا العام الماضي.

واقر بيار موسكوفيسي: «صحيح انه قلق اعرب عنه الكثيرون».

وبعد صندوق النقد الدولي الذي دعا الى تخفيف التقشف المالي بهدف عدم الاساءة اكثر الى الاقتصاد، والمفوضية الاوروبية التي باتت على استعداد للتفكير بمهل من اجل خفض العجز في الموازنات، فان محادثات تظهر خلافات بين الدول بشان مفاعيل التقشف.

واقر الوزير الفرنسي بان هذا «النقاش» حول «وتيرة التضامن المالي» وحول «التوازن في ايجاد الاستراتيجيات المشجعة للنمو» يتواصل.

وروسيا التي ترأس مجموعة العشرين هذه السنة، تأمل في تخفيف حجم الاهداف التي تحددت في 2010 في تورونتو عندما التزمت الدول الغنية في مجموعة العشرين بتقليص عجز موازناتها الى النصف بحلول 2013. لكن بعض الدول ومنها المانيا ترفض الذهاب بعيدا في تليين اجراءات التقشف.

واعلن كبير الاقتصاديين في منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية ان الدول الغنية والناشئة في مجموعة العشرين اكدت السبت في موسكو مجددا ضرورة تخفيض العجز في الموازنات وانما من دون تحديد اهداف جديدة مرقمة كما كانت عليه الحال في قمة تورونتو في 2010 والتي لم تتحقق حتى الآن.

وقال بيار كارلو بادوان: «تم التأكيد مجددا ان تعزيز الموازنات مسألة على علاقة بالمدى المتوسط».

وفي المقابل، فانه «لم يتحدد اي هدف لجهة الكم»، كما اضاف المسؤول في منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية.

وبحسب مصدر قريب من المفاوضات، فان البيان الختامي في موسكو لن يشير الى اهداف محددة الارقام، لكنه سيشدد على ضرورة تحديد استراتيجيات ذات صدقية على المدى المتوسط وذلك «عبر التكيف مع الوضع الاقتصادي ومع هوامش المناورة المالية لكل بلد».

الى ذلك، يدعو البيان بوضوح الدول التي تتمتع بفوائض مثل الصين والمانيا، الى المحافظة على نشاطها. وهي رغبة اعلنت في السابق لكنها لم تلق النجاح المنشود بعد، بحسب العديد من المندوبين.

back to top