رغم العوائق والعراقيل والخلافات، جددت واشنطن وموسكو التزامهما بالحل السلمي للأزمة السورية من خلال عقد مؤتمر «جنيف 2»، في وقت اتفق البلدان على تأجيل المؤتمر إلى ما بعد شهر أغسطس المقبل ما يعني أن المعارك الطاحنة ستستمر في كل المناطق السورية حتى إشعار آخر.

Ad

جدد وزير الخارجية الأميركي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف أمس بعد لقائهما في سلطنة بروناي على هامش «المؤتمر الإقليمي الآسيوي» التزام بلديهما بعقد مؤتمر «جنيف 2» حول سورية لكنهما رجحا انعقاده بعد شهر اغسطس المقبل.

وقال كيري بعد لقائه لافروف: «نحن متفقان على عقد المؤتمر في أسرع وقت»، مضيفاً أن المؤتمر الذي كان مقرراً اساساً في شهر يونيو لن يعقد هذا الشهر بسبب اجتماعات أميركية ـ روسية مقررة مسبقاً وأن «شهر اغسطس صعب جدا للاوروبيين وغيرهم». وأشار وزير الخارجية الأميركي الى أنه يشاطر لافروف الرأي الصادر في أعقاب «مؤتمر جنيف 1» في يونيو 2012 بأن العملية الانتقالية السياسية هي الحل الامثل للنزاع في سورية على أن يختار كل من النظام والمعارضة ممثلين لهم في الحكومة الجديدة.

من ناحيته، قال لافروف إن واشنطن تعمل من أجل توحيد المعارضة السورية وتعتبر هذا الأمر نقطة جوهرية في التحرك لتحقيق التسوية السياسية للأزمة.

في السياق، يعقد الائتلاف الوطني السوري المعارض اجتماعاً في اسطنبول غدا وبعد غد لبحث عدد من القضايا على جدول أعماله بهدف دعم الثورة. وأفادت مصادر في الائتلاف لـ«كونا» إن الاجتماع سيبحث موضوعات عدة منها قرار بشأن المشاركة في «جنيف 2». وأشارت المصادر الى أن ممثلي «الجيش السوري الحر» سيشاركون في الاجتماع.

نبل والزهراء

الى ذلك، هدد مقاتلو المعارضة السورية في محافظة حلب شمال البلاد أمس الأول بالاستيلاء على قريتين للشيعة تؤيدان نظام الرئيس بشار الأسد ما لم تستسلما للمعارضة. ويقول نشطاء إن حلفاء الأسد عززوا قريتي نبل والزهراء بقوات إضافية في الحرب التي تتخذ منحى طائفياً متزايداً وإن هذه القوات تضم مقاتلين من إيران وجماعة حزب الله اللبنانية الشيعية. وقال مقاتلو المعارضة في تسجيل مصور على الانترنت انهم يعلنون عزمهم «تحرير» قريتي نبل والزهراء من «أيدي النظام وميليشيا الشبيحة ومن عناصر حزب الله وإيران».

وأظهر تسجيل مصور بثه نشطاء قبل بضعة اسابيع ضابطا من الجيش يجند على ما يبدو بعض الأهالي الشيعة من قريتي الزهراء ونبل لتشكيل وحدات قتالية لدعم الجيش ضد مقاتلي المعارضة.

وقال بيان مقاتلي المعارضة المسجل انهم حددوا شروطاً لمنع إراقة قطرة دم واحدة والتوصل إلى حل سلمي من بينها استسلام قوات الأسد وتسليم أسلحتها وأن يعقب ذلك اتفاق لتقاسم السلطة بين السكان ومقاتلي المعارضة. وجاء في البيان انه اذا لم يستجب لهذه المطالب فستتعرض القريتان لعملية عسكرية كبيرة.

«الهيئة الشرعية»

الى ذلك، اثار قرار «الهيئة الشرعية في حلب» أمس الأول بـ «تحريم خروج المرأة متبرجة» غضب بعض السكان المحليين وناشطين معارضين. وقالت «الهيئة الشرعية في حلب ـ مركز الفردوس» في بيان نشرته في صفحتها على موقع فيسبوك فتوى تنص على إنه «يحرم خروج المرأة المسلمة متبرجة (بالألبسة الضيقة التي تظهر منها معالم الابدان أو مزينة بالاصباغ على وجهها)... فعلى جميع الأخوات الالتزام بطاعة الله والتمسك بآداب الإسلام».

وأدان بعض النشطاء البيان بينما أشاد به أنصار الإسلاميين.

انفجار دمشق

وانفجرت سيارة مفخخة مساء أمس الأول في احد احياء دمشق وفق ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان من دون أن يشير الى سقوط ضحايا. وقال المرصد السوري ان «انفجارا قويا هز حي كفرسوسة في مدينة دمشق بدا أنه ناتج من انفجار عبوة ناسفة في سيارة، ولم ترد معلومات عن خسائر بشرية». ويضم هذا الحي الذي يقع في جنوب غرب العاصمة السورية مباني حكومية عدة واخرى تابعة لأجهزة الاستخبارات السورية.

3500 طن من الأسلحة

في سياق آخر، أعلن الزعيم الأسبق لحزب الديمقراطيين الأحرار الشريك الأصغر في الحكومة الائتلافية البريطانية، اللورد بادي آشداون، أن ما يصل إلى 3500 طن من الأسلحة أُرسلت إلى الجماعات الجهادية في سورية، ودعا إلى ممارسة الضغوط على قطر والسعودية لقطع تمويل الأسلحة. ونقلت صحيفة «دايلي تلغراف» أمس عن اللورد آشداون، الذي شغل من قبل منصب الممثل الدولي السابق في البوسنة والهرسك، قوله خلال جلسة نقاش «إن 3500 طن من الأسلحة جرى شحنها من كرواتيا بمساعدة وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي آي إيه) وبتمويل سعودي قطري، وذهبت بشكل حصري تقريباً الى الجماعات الجهادية في سورية».

(دمشق، بندر سري بيغاوان -

أ ف ب، رويترز، د ب أ، يو بي آي)