ودع المنتخب الوطني الاول لكرة القدم بطولة خليجي 21، التي تختتم منافساتها غدا في البحرين، بعد خسارته في الدور قبل النهائي امام المنتخب الاماراتي بهدف دون رد، ليخسر الفريق لقبه الذي حققه في البطولة السابقة التي استضافتها اليمن.

Ad

ورغم أن الفريق ينافس على المركز الثالث، حينما يلتقي منتخب البلد المضيف غدا، فإنه في منزلة من ودعوا البطولة من الدور الاول، خصوصا أن المركز الثالث، الذي تم الاستغناء عنه، منذ البطولة الثامنة عشرة في قطر، وعاد في هذه البطولة بشكل مفاجئ، شرفي فقط، ولا يغني او يسمن من جوع.

الأحلام تصطدم بالواقع

وكانت جماهير الأزرق تمني النفس بحصد اللقب الحادي عشر، لذا دعمت وشجعت وآزرت الفريق حتى الثمالة، الا ان احلامها اصطدمت بواقع المنتخب الاماراتي، فالابيض يعيش تجربة رائعة لعل مسؤولي الاتحاد الكويتي يتعلمون منها، بدلا من خططهم الجهنمية، القصيرة ومتوسطة وطويلة المدى، وكلها خطط جلبت الفشل من بطولة ﻷخرى، ولا تبقى لنا الا الأحلام!

وتذوق القائمون على الاتحاد الاماراتي طعم الفشل والخسارة، فأبوا على انفسهم الا صناعة جيل يضم مواهب قادرة على تحقيق ما لم تستطع الكرة الاماراتية تحقيقه على مر عصورها، جيل يقوده المايسترو عمر عبدالرحمن القادر على خوض تجربة احترافية في أكبر الأندية الأوروبية بنجاح، ويقودهم من خارج الخطوط المدرب الوطني القدير مهدي علي، الذي تولى مسؤولية تدريب هذا الجيل منذ مرحلة الناشئين حتى وصل بهم الى المنتخب الأول.

الفوز كان متاحاً ولكن!

ويبقى السؤال، الذي طرحته الجماهير الكويتية عقب انتهاء المباراة: هل كان في مقدور الأزرق هزيمة المنافس والتأهل للدور النهائي؟ والإجابة: بكل تأكيد الفوز كان ممكنا جدا، خصوصا ان الأزرق مكتظ بعدد كبير من اللاعبين، لكن الجهاز الفني، بقيادة المدرب الوطني غوران تافاريتش ومساعده غوران ماتكوفيتش، جعل المنتخب في اللقاء بلا طعم او لون او رائحة! وقد لعب الجهاز الفني بطريقة 4-2-3-1، وهي الطريقة التي يعتمد عليها في معظم الاستحقاقات، رغم أن الطريقة الامثل التي كان يتعين عليه اللعب بها هي 4-4-2، فالطريقة الأولى، وفقا لامكانات المنتخب الاماراتي، لم تساعد على اللعب بأسلوب هجومي جيد.

وكذلك لم تساعد هذه الطريقة في النواحي الدفاعية، ليلعب الفريق مباراة مفتوحة بلا هجوم فعال او دفاع صلد، فليس من المنطقي ان يبدأ الفريق دفاعه من على حدود منطقة الجزاء، بدلا من منتصف الملعب، وهو ما استغله المنافس بطريقة رائعة ليفرض أسلوبه على المباراة، ويعلن سيطرته على اجزاء كثيرة منها.

أخطاء التشكيل

من ناحية أخرى، لم يكن التشكيل الاساسي، الذي تم الاعتماد عليه، مثاليا ولا مناسبا لهذا اللقاء، حيث تم الدفع بحمد امان والإبقاء عليه طوال زمن المباراة، رغم أنه بدا عليه الارهاق بشكل واضح، كما انه لا يملك خبرة هذه المواجهات.

وكان يتعين على غوران ورفاقه الاعتماد على فهد العنزي، بدلا من أمان منذ البداية، خصوصا ان الأول كان مؤثرا حين تم الدفع به في الشوط الثاني، وظهر بمستوى فني وبدني جيدين، ولم يكن للشد في العضلة الضامة اي تأثير عليه، وبنزوله في الشوط الثاني خسر الفريق تغييرا كان من الممكن أن يستفيد منه في مركز أو لاعب آخر.

وقد اثار عدم الدفع بالمهاجم عبدالهادي خميس في المباراة العديد من علامات الاستفهام، حيث يمتلك خميس السرعة والمراوغة والروح، وهي أمور كانت ترشحه ليكون واحدا من نجوم اللقاء، لكن الجهاز الفني دفع به أمام المنتخب العراقي، الذي يمتلك خط دفاع فولاذيا! ثم نسيه على الدكة في المباريات التي كان من الممكن أن يكون له دور مؤثر بها، حسب رأي الكثير من النقاد.

... والتغيير

أما المثير للجدل فهو خروج طلال نايف في نهاية الشوط الثاني، بعد تسجيل المنتخب الإماراتي هدفه، والإبقاء على فهد عوض المصاب، الذي بدا عليه التأثر بالاصابة بشكل لافت للنظر، ليخسر المنتخب جهود نايف وعوض معا!

والسؤال الذي يوجه إلى غوران، ومن شار عليه بهذا التغيير: ماذا كان سيكون مصير الفريق لو نجح في تسجيل هدف التعادل، وذهبت المباراة إلى التمديد؟ وكيف كان فهد عوض سيكمل اللقاء وهو مصاب؟

وفي النهاية، فإن الخسارة واردة في كرة القدم مثل الفوز تماما، لكن هل يتعلم مسؤولو اتحاد الكرة من اخطائهم في اعداد وتجهيز المنتخب للبطولات، وصناعة جيل قادر على استعادة امجاد الأزرق؟ وهل يتعلم الجهاز الفني من أخطائه، في التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس آسيا 2015 باستراليا؟ أم سنبقى نندب حظنا في كل مرة؟