«الائتلاف» يدعو إلى توسيع الحظر الكيماوي ليشمل سلاح الجو والصواريخ البالستية

Ad

اعتبر النظام السوري أن الاتفاق الأميركي-الروسي الذي يجبره على تسليم أسلحته الكيماوية تحت طائلة معاقبته في إطار الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة انتصاراً له، في وقت دعت المعارضة السورية إلى توسيع هذا الحظر على الكيماوي ليشمل السلاح الجوي والصواريخ البالستية التي يستخدمها النظام ضد السكان.

رحّب النظام السوري أمس بالاتفاق الأميركي-الروسي حول تفكيك الأسلحة الكيماوية السورية، معتبراً أنه يشكل «انتصاراً لسورية». وقال وزير المصالحة الوطنية السوري علي حيدر في مقابلة مع وكالة ريا نوفوستي الروسية «نحن نرحب بهذا الاتفاق، فمن جهة انه يساعد السوريين على الخروج من الأزمة، ومن جهة ثانية أتاح تجنب الحرب ضد سورية، بعدما حرم هؤلاء الذين كانوا يريدون شنها من حجتهم»، وأضاف: «إنه انتصار لسورية تم تحقيقه بفضل أصدقائنا الروس».

وأكد الوزير السوري أن «هذا الاتفاق أصبح ممكناً بفضل الدبلوماسية الروسية والحكومة الروسية»، معتبراً أنه «يؤمن دعماً دولياً لكي يجلس كل ممثلي الشعب السوري إلى طاولة المفاوضات ويحلوا مشاكلهم الداخلية في المرحلة التالية».

طهران

في السياق نفسه، اعتبر مساعد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان أمس، أنه لم يعد للولايات المتحدة أي ذريعة لشن عدوان على سورية بعد الاتفاق الأميركي-الروسي الذي تم التوصل إليه في جنيف أمس الأول. ورأى عبداللهيان أن «جبهة المقاومة حققت نجاحا بعدما أعطت واشنطن أولوية للحل الدبلوماسي»، محذراً «دعاة الحرب على سورية من الدخول في نفق لا نهاية له».

بكين

ورحبت الصين أمس بالاتفاق. وقال وزير الخارجية الصيني وانغ يي في بكين اثناء لقاء مع نظيره الفرنسي لوران فابيوس، إن الاتفاق «يسمح بفتح أفق لتسوية أزمة سورية بالسبل السلمية».

فابيوس

من جهته، اعتبر فابيوس أن الاتفاق الأميركي-الروسي «تقدم مهم، لكنه ليس إلا خطوة أولى»، مضيفاً «بالتأكيد الاتفاق لن يحل كل شيء، فهناك عدد معين من الإجراءات يجب النظر فيها، لكن يجب التقدم على أساسه». وسيجتمع فابيوس مع نظرائه الأميركي جون كيري، والبريطاني وليام هيغ، والتركي أحمد داود أوغلو في باريس، لبحث بنود الاتفاق وشروط تنفيذه. وكانت تركيا شككت أمس في امكان نجاح الاتفاق الأميركي-الروسي، مشددة على ضرورة عدم السماح للنظام السوري باستغلاله لـ«ارتكاب مجازر جديدة».

«الائتلاف»

وبعد رفض «الجيش الحر» أمس الاتفاق، طالب الائتلاف السوري المعارض أمس المجتمع الدولي بتوسيع حظر استخدام ترسانة الأسلحة الكيماوية التابعة لنظام الأسد وإتلافها، ليشمل منع استخدام القوة الجوية للنظام وصواريخه البالستية. واعتبر الائتلاف في بيانه أن «الاقتراحات الروسية تشجع النظام على الاستمرار في سلوكه العدواني داخل سورية، وتعطيه الحيز السياسي الذي يحتاج إليه لتصعيد حملته العسكرية».

وطرحت المعارضة حظر القوة الجوية والصواريخ، من ضمن خمس نقاط  «تلخص موقف الائتلاف في ما يتعلق بكيفية المضي قدماً لتلبية الجرائم المستمرة ضد الإنسانية التي يرتكبها نظام الأسد (...)، واغتنام الفرصة المتاحة حالياً لوقف الحملة العسكرية ضد المراكز السكنية، ووضع حد لاستمرار معاناة الشعب السوري»، في إشارة إلى النزاع المستمر منذ عامين ونصف العام.

واعتبر الائتلاف أن «تأمين الأسلحة الكيماوية يجب ألا يكون على حساب السعي لتحقيق العدالة، وتقديم مرتكبي الهجمات بالأسلحة الكيماوية إلى المحكمة الدولية».

وشدد على وجوب أن يتم التعامل مع المبادرة الروسية «بموجب البند السابع من ميثاق الأمم المتحدة، لمنع تملص النظام واجباره على الانضمام الى اتفاقية حظر استخدام الأسلحة الكيماوية في الصراعات المسلحة والحروب». كما دعا إلى «إعادة نشر الأسلحة الثقيلة (للنظام) بعيدا عن المراكز السكانية وحظر استخدامها لقصف المدن والقرى السورية».

«القاعدة»

وفي تطور آخر، طلب زعيم تنظيم «القاعدة» أيمن الظواهري من مقاتلي المعارضة السورية الإسلاميين تجنّب التحالف مع مقاتلين آخرين من المعارضة. وتعكس تصريحاته شقاقا يزداد عمقا بين مجموعات «الجيش السوري الحر» الذي يدعمه الغرب ودول عربية ومقاتلين متعاطفين مع تنظيم «القاعدة»، الذي يسعى إلى شن حملة على الغرب مثل «جبهة النصرة»، و»الدولة الإسلامية في العراق والشام».

ونقلت مجموعة «سايت» المتخصصة في متابعة المواقع الإسلامية على الإنترنت عن الظواهري قوله في رسالة صوتية بمناسبة الذكرى السنوية الثانية عشرة لهجمات 11 سبتمبر، إن الولايات المتحدة ستحاول دفع مقاتلي المعارضة للتحالف مع العلمانيين المتحالفين مع الغرب. وقال الظواهري إنه يحذر «إخوانه وشعب سورية» من «الاتحاد مع أي من هذه الجماعات»، ودعاهم إلى «الجهاد ضدها». ونشر موقع «سايت» أمس ترجمة كاملة لتصريحات الظواهري التي تضمنت فقرة عن سورية.

ويبدو واضحاً من كلمات الظواهري أنه يشير إلى «الجيش السوري الحر»، رغم أنه ليست كل الجماعات التي يتكون منها علمانية لكن قبوله الدعم من الغرب ومن دول خليجية يجعله غير مشروع في عيون تنظيم «القاعدة».

(دمشق، موسكو، بكين، طهران، واشنطن - أ ف ب، رويترز، د ب أ، يو بي آي)

الأسد قد يكرر «خدعة» القذافي «الكيماوية»

أشارت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية الصادرة أمس إلى التحديات التي تواجه الاتفاق الأميركي- الروسي لوضع الأسلحة الكيماوية السورية تحت إشراف دولي ومن ثم تدميرها، لافتةً إلى أن «دروس العراق وليبيا تلوح في الأفق بشكل كبير في الوقت الراهن».

وأوضحت الصحيفة أنه «عندما تخلى الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي عن الأسلحة الكيماوية في عام 2003، أدهش الدكتاتور الليبي المتشككين بالتحرك سريعاً في القضاء على الترسانة السامة لبلاده، وقام بتوقيع الاتفاقيات الدولية، وبنى مصنعا للتخلص منها، وسمح للمفتشين بالإشراف على تدمير أطنان من غازات الخردل»، وأضافت: «إلا أن ابتعاد القذافي المعلن عن أسلحة الدمار الشامل لم يكن كما بدا الأمر عليه. فعقب مقتله في عام 2011، علم المحققون أنه خبأ كمية كبيرة من الأسلحة الكيماوية. وفي مخبأ يقع في عمق التلال الصحراوية في جنوب شرق ليبيا، كان القذافي يدس مئات من الرؤوس المحملة بغاز كبريت الخردل المميت، والتي كانت جاهزة للاستخدام»، معتبرة أن «قصة الخداع والتضليل الذي مارسه القذافي تلوح في الأفق، في ظل محاولات جديدة لتفعيل خطة لتدمير الترسانة الكيماوية للرئيس السوري بشار الأسد».