كيف ترين موسم الصيف السينمائي؟

Ad

كان المشهد السينمائي معقداً بسبب الظروف السياسية، بالإضافة إلى نوعيات الأفلام التي طرحت خلاله ولم تكن على المستوى المأمول. باستثناء فيلم «الحرامي والعبيط» الذي شارك فيه كل من خالد صالح وخالد الصاوي وروبي، لم نشاهد أفلاماً جيدة على المستوى الفني، بالإضافة إلى الظروف السياسية التي جعلت الجمهور غير مهيأ للذهاب إلى دور العرض، الأمر الذي جعل الصيف أحد أسوأ المواسم السينمائية على الإطلاق في السنوات الأخيرة.

لكن «الحرامي والعبيط» واجه عدة انتقادات ولم يحقق إيرادات جيدة؟

يتمتع الفيلم بخصوصية نظراً إلى طبيعة رسالته السياسية، وثمة مجهود واضح من أبطاله الثلاثة الذين اجتهدوا لتقديم أدوار جيدة على رغم أن السيناريو لم يساعدهم في ذلك. فالفيلم واجه مشكلة في السيناريو ولولاها لخرج بشكل أفضل كثيراً. أما بالنسبة إلى الإيرادات، فهو أمر مرتبط بالظروف السياسية التي تزامن طرح الفيلم معها وتأثر مستواه النهائي بالسيناريو المكتوب بطريقة ضعيفة للغاية.

كيف ترين فيلمي السينما المستقلة «هرج ومرج» و{عشم»؟

قدم الفيلمان تجربة سينمائية مختلفة، وثمة فعلاً وجوه عدة للتشابه بينها، فكل منها لا يقدم سينما القصة القائمة على أبطال ولكن يتعامل مع الفيلم بشكل مختلف يدور حول تطور العالم المحيط بالأبطال، حيث شاهدنا أعمالاً فنية تقدم رؤية فنية مفتوحة بالإضافة إلى التعبير عن بعض الفئات المهمشة والتي ربما لم يتم التطرق إليها في الأعمال التجارية، فعلى رغم احتوائها على بعض الأخطاء الإخراجية البسيطة والمتوقعة باعتبارها التجربة الأولى لمخرجيهما، فإنها خرجت بشكل مبهر.

العملان قدما لنا سينما مختلفة وهي سينما المخرج المؤلف، فنادين خان وماجي مرجان قدمتا في تجربتهما الأولى أعمالاً من كتابتهما رصدتاها من خلال معايشتهما في المجتمع وهي نوعية من السينما غابت لفترة طويلة ولم تعد موجودة إلا مع بعض المخرجين القلائل، الأمر الذي ينبئ بمستقبل واعد لكل منهما.

لكن هذه الأفلام لم تحقق إيرادات.

بالتأكيد، فالأوضاع السياسية التي طرحت خلالها كانت غير طبيعة. وتظل مشكلة هذه الأعمال في عدم قبول الجمهور لها، بالإضافة إلى طرحها خلال موسم الصيف الذي يتركز فيه طرح الأعمال التجارية حيث يفضل الجمهور متابعة الأفلام المسلية لا الجادة، وهو أمر مرتبط بالأزمة التي تعيشها صناعة السينما منذ سنوات طويلة، فكبار المخرجين أمثال محمد خان وداود عبد السيد لا يستطيعون تقديم أعمالهم بسبب عدم الإقبال عليها تجارياً لصالح بعض الأفلام الأخرى.

إذا ما الحل من وجهة نظرك؟

أصبحت السينما الآن منقسمة بين الأفلام التجارية والمستقلة. حتى التجارية تتنوع بين التجارية بميزانية محدودة وبين الأفلام ذات الميزانية المرتفعة، بينما يسعى مخرجو الأفلام المستقلة إلى الحصول على دعم من الصناديق الفنية الخاصة ويبذلون جهداً كبيراً للخروج بأعمالهم إلى النور، ويضطرون أحياناً كثيرة إلى المساهمة في الإنتاج كي يخرج مشروعهم إلى النور. أعتقد أن السينما بعد الثورة المصرية ستمر بمرحلة تغير، إما أن تموت الأفلام المستقلة أو تنتعش ويقبل الجمهور عليها. وهو أمر لن يتبلور قبل عامين على الأقل.

كيف ترين مجموعة الأفلام ذات الميزانية المحدودة التي طرحت مثل «بوسي كات» و{متعب وشادية»؟

لدى بعض الأشخاص طموح لتقديم أفلام ومن ثم يقبلون على هذه النوعية من الأفلام إذا توافرت لديهم سيولة مادية. لكن في النهاية الطموح وحده لا يكفي، فمن لا يملك الموهبة لا يمكن له أن يقدم فيلماً جيداً، وهذه الأفلام واجهت مشاكل متعلقة ببناء الأحداث الدرامي وعدم وجود رؤية لدى مخرجيها تمكنهم من تقديم فيلم سينمائي متماسك فنياً، وهذه الأعمال يتم إنتاجها فقط كي يتم تسويقها للمحطات الفضائية ويكون عرضها سينمائياً أمراً عابراً.

لماذا تراجعت أفلام نجوم الصف الأول سينمائياً مثل أحمد عز وأحمد السقا؟

ثمة تخوف من شركات الإنتاج لما ستسفر عنه الأوضاع السياسية، بالإضافة إلى أن أعمالهم الأخيرة والتي لم تحقق الإيرادات المتوقعة منها وهو أمر تضعه الجهات المنتجة في اعتبارها، فالمنتج عندما يدفع لأي فنان تكون لديه رغبة في استعادة أمواله سريعاً من دور العرض وتحقيق أكبر عائد مادي متاح لهم.

لكن عادة ما يستعيد نجوم الشباك الإيرادات سريعاً مثلما حدث مع أحمد مكي.

لا بد من أن نعترف بتغير معايير النجاح بسبب التغير السياسي والاجتماعي في المجتمع، وكل مرحلة لها الفنانون المعبرون عنها وما كان ينجح مع الجمهور قبل 10 سنوات أصبح لا يناسبهم الآن، لذا فبعض الفنانين بحاجة إلى الوقوف مع أنفسهم لتحديد خطواتهم المقبلة بدلاً من أن يفقدوا النجاح الذي حققوه.