انتخاب روحاني ينعكس ارتياحاً محلياً ودولياً

نشر في 17-06-2013 | 00:02
آخر تحديث 17-06-2013 | 00:02
No Image Caption
• العاهل السعودي يهنئ الرئيس الإيراني ويشيد بتصريحاته • واشنطن تجدد عرض الحوار مع طهران
أحيا انتخاب رجل الدين المعتدل حسن روحاني، المدعوم من الإصلاحيين، الآمال في نفوس الإيرانيين ومعظم عواصم العالم في تهدئة التوترات الإقليمية والدولية التي تشغل المنطقة، لاسيما بسبب دعم إيران للنظام السوري، إضافة إلى برنامجها النووي.

نزل آلاف الإيرانيين إلى شوارع طهران للاحتفال بفوز رجل الدين المعتدل حسن روحاني بالانتخابات الرئاسية ورحيل سلفه محمود أحمدي نجاد المحافظ المتشدد الذي تولى الرئاسة على مدى ثماني سنوات لولايتين متتاليتين، مرددين شعارات مؤيدة للتيار الإصلاحي ومطالبين بالمزيد من الحريات.

وقالت طالبة قريبة من الإصلاحيين وقد انفجرت أساريرها فرحاً لدى وصولها إلى وسط المدينة الذي غص بحشود غفيرة ليل السبت/ الأحد: «أخيرا وبعد ثماني سنوات أرى سعادة في المدينة، أراها على وجوه الناس»، قبل أن يعلو خلفها هتاف المحتفلين بانتهاء عهد نجاد، مرددين: «أحمدي، باي باي».

وامتلأت غالبية الشوارع والساحات في وسط المدينة بجموع المحتفلين، في حين انتشرت أعداد كبيرة من قوات الامن تراقب ما يحدث عن بعد.

وهتفت الحشود: «قلنا لا للعسكري، لا لرئيس البلدية، نعم للشجاع روحاني» الذي فاز في الانتخابات من الدورة الأولى بعد حصوله على 18.6 مليون صوت من أصل36.7 مليون صوت، أي 50.68 في المئة في الدورة الأولى للانتخابات متقدماً بفارق شاسع على خمسة مرشحين محافظين، بينهم القائد السابق للحرس الثوري محسن رضائي ورئيس بلدية طهران محمد باقر قاليباف.

إلى ذلك، رحبت كل الصحف الإيرانية الصادرة أمس، بانتخاب رجل الدين المعتدل رئيساً للجمهورية الإسلامية، مشددة على التعبئة الواسعة للناخبين من أجل «الاعتدال» في مواجهة «التطرف».

وعنونت صحيفة أرمان»: «أشرقت شمس الاعتدال»، بينما تحدثت صحيفة اعتماد عن «ترحيب إيران بشيخ الأمل».

أما صحيفة «شرق» الإصلاحية، فرأت أن انتخاب روحاني يعني أيضاً «عودة الأمل وانتصار الإصلاحيين والمعتدلين».

في المقابل، فضّلت الصحف المحافظة التركيز على «انتصار الشعب الإيراني»، مكررة خطاب مرشد الجمهورية علي خامنئي، بينما بلغت نسبة المشاركة في الاقتراع رسميا 72.7%.

وكتبت صحيفة «طهران امروز» المحافظة المتشددة التي دعمت قاليباف في عنوانها الرئيسي: «المنتصر الحقيقي هو الشعب».

ارتياح دولي

وأثار فوز روحاني ارتياحاً دولياً كبيراً أيضاً، إذ أكد البيت الأبيض انه «مازال مستعدا» للحوار مباشرة مع الحكومة الإيرانية للتوصل إلى حل دبلوماسي بشأن برنامجها النووي.

وذكر البيت الأبيض، في بيان: «لقد تابعنا إعلان حكومة جمهورية إيران الإسلامية عن فوز حجة الإسلام الدكتور حسن روحاني بالانتخابات الرئاسية في إيران» معرباً عن أمله أن «تحترم الحكومة الإيرانية رغبة الشعب الإيراني وتتخذ خيارات مسؤولة تخلق مستقبلاً أفضل لجميع الإيرانيين».

وشدد على أن «الولايات المتحدة مازالت مستعدة للانخراط مباشرة مع الحكومة الإيرانية للتوصل إلى حل دبلوماسي يبدد بالكامل مخاوف المجتمع الدولي بشأن برنامج إيران النووي».

ترحيب خليجي

كذلك، رحب قادة من دول مجلس التعاون الخليجي بانتخاب روحاني، ووجه حكام الكويت والبحرين والإمارات وقطر برقيات تهنئة بدورهم إليه.

وبعث خادم الحرمين الشريفين، الملك عبدالله بن عبدالعزيز، ببرقية تهنئة إلى روحاني، قال فيها: «يسرنا بمناسبة فوز فخامتكم أن نبعث باسم شعب وحكومة المملكة العربية السعودية وباسمنا أجمل التهاني، وأطيب التمنيات بموفور الصحة والسعادة لفخامتكم، والتقدم والازدهار لشعب الجمهورية الإسلامية الإيرانية الشقيق، مشيدين بما عبرتم عنه في تصريحاتكم من حرص على التعاون وتحسين العلاقات بين بلدينا الشقيقين، متمنين للجميع دوام التوفيق والسداد».

من جهته، هنّأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، روحاني، مؤكداً استعداد موسكو لتطوير التعاون الثنائي بين البلدين.

وقال رئيس لجنة مجلس الاتحاد (الشيوخ) الروسي، للشؤون الدولية ميخائيل مارغيلوف، إن انتخاب روحاني كرئيس لإيران سيجعل الغرب يبحث عن طرق سلمية لحل مشكلة النووي الإيراني، مضيفاً أن روحاني «هو ليبرالي معتدل وفقاً للمعايير الإيرانية، ووجود رئيس ليبرالي في إيران سيجبر الغرب على النظر في طرق لحل مشكلة النووي سلمياً».

وفي السياق نفسه، وصف الأمين العام لـ «حزب الله» حسن نصرالله أمس، انتخاب رجل الدين المعتدل بأنه «محط آمال» للشعوب العربية والإسلامية.

كذلك، وجه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس الأول «تهنئة حارة» إلى الرئيس الايراني المنتخب، مؤكداً أنه «سيواصل حض إيران على أداء دور بناء في القضايا الإقليمية والدولية».

من ناحية أخرى، أعلن رئيس الوزراء السوري وائل الحلقي أمس، أن دمشق تأمل بتطوير العلاقات مع الرئيس الإيراني الجديد.

الموقف الإسرائيلي

في المقابل، حث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المجتمع الدولي أمس، على مواصلة الضغط على إيران لوقف برنامجها النووي وعدم الاعتقاد بأن انتخاب رئيس إصلاحي قد يؤدي إلى تغيير في سياستها.

وقال نتنياهو، في مستهل اجتماع حكومته الأسبوعي: «لا يجب أن يقع المجتمع الدولي في الوهم وينزع لتخفيف الضغوط على إيران لوقف برنامجها النووي».

(طهران ــــــ أ ف ب،

رويترز، يو بي آي)

back to top