الحمود: المرأة برزت في مواقع «التواصل الاجتماعي»
اختتمت الجامعة العربية المفتوحة المؤتمر الإقليمي "المرأة في مراكز القيادة في البلدان العربية"، الذي تعقبه ورشة عمل تخرج بتوصيات عامة.
أكدت رئيسة الجامعة العربية المفتوحة د. موضي الحمود أن "للمرأة تواجدا كبيرا في مواقع التواصل الاجتماعي، من خلال المناقشة والمحاورة"، لافتة إلى أنها "اصبحت جريئة في الطرح وتقلد المناصب القيادية، على عكس ما كانت عليه في السابق، تناقش باسم مستعار".جاء ذلك في اليوم الختامي للمؤتمر الإقليمي الذي تنظمه الجامعة، بعنوان "المرأة في مراكز القيادة في البلدان العربية"، تحت رعاية رئيسة الجامعة د. موضي الحمود، وبالتعاون مع مركز المرأة العربية للتدريب والبحوث في تونس، بمشاركة باحثين ومفكرين من مختلف الدول الخليجية والعربية، وتعقب المؤتمر ورشة عمل للخروج بتوصيات عامة تستمر إلى الغد.
وذكرت الحمود: "أن المرأة اليوم برزت في دور الإعلام الإلكتروني كناشطة سياسية تتطرق للعديد من القضايا على نطاق داخلي أو في الخارج في مختلف دول الوطن العربي، ولوحظ أن لها مشاركة في مختلف الميادين السياسية والاجتماعية والتطوعية"، مضيفة: "أصبحت المرأة تحدد الرؤية المستقبلية من خلال تبني العديد من القضايا"، متمنية أن تشارك المرأة في تقلد المناصب القيادية والمشاركة في شتى المجالات.وشارك نائب مدير الجامعة د. مصطفى عشوي، خلال الجلسة الختامية التي ترأسها د. ناصر زائري، بدراسة مقارنة إقليمية لم تكتمل نتائجها بشكل نهائي، بمشاركة عدد من المفكرين والباحثين، وحملت عنوان "الاتجاهات نحو المرأة في مراكز القيادة بالبلدان العربية".واكد د. عشوي انه "لا ينبغي أن يحكم على الاتجاهات في موضوع المرأة العربية في مراكز القيادة، انطلاقا من موقف منمط قائم على التعميم دون دليل علمي يستند إلى استقراء الواقع، وجمع البيانات وتحليلها تحليلا موضوعيا، وعليه يمكننا القول وبقدر كبير من الثقة إن الاتجاهات في البلدان العربية خاصة نحو موضوع المرأة في مراكز القيادة، واتخاذ القرارات تختلف اختلافا جوهريا حتى في المنطقة الجغرافية الواحدة (في العالم العربي)".أبحاث ودراساتأما الجلسة الثانية فقد كانت لرئيس قسم التربية في الجامعة د. سبيكة بورسلي، التي اكدت دور المرأة في المجتمع الكويتي وسائر المجتمعات العربية في كلمة موجزة افتتحت خلالها الجلسة لتطلق العنان للمشاركين في عرض وتناول الابحاث والدراسات المقدمة.وبدأت المشاركة الأولى من الجزائر للاستاذ الدكتور بوفلجة غياب بدراسة عن "نظرة النساء القياديات للاتجاهات الاجتماعية نحوهن"، وهي دراسة ميدانية تناول خلالها الباحث في دراسته عينة من 17 امرأة قيادية، وقد أثبتت النتائج وجود اتجاهات سلبية نحو المرأة القيادية في المجتمع الجزائري، من خلال تقييم عينة البحث لعلاقاتهن المهنية مع العمال من ذكور وإناث على السواء، في حين عبرت النساء القياديات عن كفاءتهن وقدرتهن على التعامل مع الجوانب التقنية والمهنية.وكانت المشاركة الثانية من الكويت من رئيس الفريق الإعلامي لمجموعة 29 منى عبدالرزاق، وقدمت دراسة حول "تمكين المرأة في مجال العمل التطوعي"، تناولت خلالها الواقع والتحديات لمجموعة 29 التطوعية التي اكدت خلالها ان "للمرأة الكويتية تاريخا مشرفا في المجال التطوعي والانساني، وان مجموعتنا انطلقت من مادة 29 التي تنص على ان: الناس سواسية في الكرامة الانسانية، وهم متساوون لدى القانون في الحقوق والواجبات العامة، لا تمييز بينهم بسبب الجنس أو الأصل أو اللغة أو الدين". متغيرات ديموغرافيةاما المشاركة الثالثة فكانت من لبنان للاستاذة يارا عبدالله، وقدمت خلالها بحثا عن "المرأة القيادية في لبنان"، حيث استخدمت الاحصاء الوصفي والاستدلالي لاختبار وتحليل البيانات التي قامت بجمعها، مؤكدة في دراستها ان "الموظفات يتمتعن بإيجابية أكثر في ما يخص القيادة النسائية في جميع انحاء المتغيرات الديموغرافية المختلفة على النقيض من قرينتها غير الموظفة".وقدمت الباحثة والمفكرة نجلاء الحميد من السعودية، في المشاركة الرابعة، "دراسة الذكاء الوجداني وعلاقته بالمهارات القيادية لدى القيادات النسائية في السعودية"، حيث اكدت أن الذكاء الوجداني من المفاهيم التي ظهرت في علم النفس وفي الفكر الاداري بشكل عام.وقالت الحميد إن الذكاء الوجداني يسهم في زيادة قدرة الفرد أو المدير على ادارة مشاعره ومشاعرالآخرين بغرض التأثير فيهم، لاسيما ان النهوض بالقدرات القيادية للمرأة السعودية، وتمكينها من المشاركة في عملية التنمية أصبح مطلباً رئيسياً ترتكز عليه التوجهات التنموية للدولة.وكانت المشاركة الخامسة من السعودية ايضا إذ قدم د. معن عبدالباري دراسة عن المرأة اليمنية ودورها القيادي في اليمن، تناولت تقديم عرض تحليلي موجز لإظهار الدور القيادي للمرأة اليمنية في عملية التنمية، وتحديد العوامل المساعدة والمعرقلة لتحقيق ذلك الدور، إضافة الى تبادل الخبرات عبر الاوطان العربية.مناصب قياديةواستهلت الجلسة الثالثة بمشاركة من الكويت للاستاذة منى الفزيع قدمت خلالها دراسة عن وضع المرأة في المناصب القيادية في الكويت، بعنوان "المرأة الكويتية محافظة ومختارة"، تناولت خلالها ملاحظات عن كثرة التجمعات السياسية، وابرزها التياران الليبرالي والديني، اللذان يؤكدان عبر التاريخ انهما خلافا لما يعتقده البعض من اختلافهم تجاه عدد من القضايا العامة، الا ان لديهما اتفاقا مشتركا غير صريح وهو عدم اخذ قضايا المرأة بجدية، ومنها المطالبات بمنحها الفسحة لمزيد من المشاركات القيادية في الدولة.وأكدت د. جميلة خليف من الكويت خلال دراسة "دورة القيادة التنظيمية في عمليات التغيير والتطوير ودور المرأة العربية فيه" ان دور المرأة في عمليات التغيير والتطوير من خلال ممارسة القيادة التنظيمية جزء لا يتجزأ من الدور الإنساني فيها، والتأكيد عليه هو ضمن سياق تأكيد ضرورة مشاركة المرأة العربية في كل الأدوار والمسؤوليات التي تنهض بالمجتمعات، فبصمة المرأة ذات تميز واضح تشهد لها به إنجازاتها على جميع الصعد وفي مختلف الدول.وقدمت د. هدى هلال من ماليزيا في دراسة حول تولية النساء مناصب قيادية، وهي دراسة تحليلية تناولت خلالها تحري مصداقية ما ورد في كتب التراث الإسلامي حول الامتناع عن تقليد النساء مناصب قيادية، من خلال محورين، الأول: استقراء الآيات القرآنية ذات العلاقة، والثاني استعراض سير نساء اتخذن مواقف قيادية في الحياة السياسية في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، والصحابة والتابعين، وتابعي التابعين.