الخالدي: الكويت توفر 15% من الاستهلاك النفطي للهند
أوضح لـ الجريدة. أن نيودلهي مرشحة لتتبوأ المركز الاقتصادي الثالث عالمياً خلال 3 عقود
أكد أن الكويت تساعد العمالة الهندية على تطوير ذاتها وتحتضن 650 ألف هندي
أكد أن الكويت تساعد العمالة الهندية على تطوير ذاتها وتحتضن 650 ألف هندي
أكد القنصل العام للكويت في مومباي سالم الخالدي أن مومباي بوابة الهند على المشرق العربي وقلبها التجاري والمالي.وقال في لقاء مع "الجريدة" ان الهند قد تتبوأ المركز الاقتصادي الثالث عالميا خلال الثلاثين سنة المقبلة ما سينعكس ايجابا على علاقاتها مع الكويت بزيادة اعتمادها بصورة اكبر على النفط الكويتي خصوصا أن الكويت توفر حوالي 15 في المئة من استهلاك الهند من النفط وأن هذه الحصة يتوقع أن تزداد خلال الأعوام المقبلة.
وفي ما يلي تفاصيل الحوار:• في البداية، كيف تقيمون العلاقات التاريخية بين مومباي والكويت؟في الحقيقة ان العلاقات بين الكويت ومومباي هي علاقات ضاربة في جذورها التاريخية من قديم الزمان، حيث كان الكويتيون يجلبون محصولهم المتوافر من اللؤلؤ الطبيعي ويبيعونه على المهراجات "ملوك الهند" وذلك لتزيين قصورهم ومعابدهم باللؤلؤ الذي يستخرجه أجدادنا الأولون من قاع البحر، ويقومون بعدها بشراء السلع الغذائية مثل الأرز والعدس والبهارات وغيرها بهدف توفيرها للشعب الكويتي قبل ظهور النفط، اضافة إلى ان الهند كانت محطة تجارية للسفن الكويتية الذاهبة الى شرق افريقيا، ولقد كانت الهند على مر التاريخ بلد الخيرات الذي يوفر ليس فقط للكويت وإنما للعالم الاحتياجات الحيوية والضرورية للبشرية، ولهذا كانت للهند مكانة مرموقة للاستعمار البريطاني، حيث كان يطلق عليها تاج العرش البريطاني لدرجة ان دول الحلفاء خلال الحرب العالمية الثانية يتزودون منها بالسلع الضرورية وكانت خلال الحرب العالمية هذه ايضا المزود الرئيسي للغذاء والمواد الضرورية للكويتيين الذين كانوا يبحرون سنويا بـ800 سفينة الى مومباي وكاليكوت وغيرها من الموانئ لجلب هذه المواد، وبفضل هذه الحركة الدائمة لم تواجه الكويت اي مجاعة خلال الظروف الصعبة التي مر بها العالم خلال الحرب العالمية الثانية. • مومباي تحظى بمكانة جيدة في قلوب الكويتيين فما اسباب ذلك؟لقد كانت السلطات البريطانية آنذاك تحكم الهند وتمددت الى اغلب مناطق الشرق الاوسط عن طريق مومباي، حيث وقعت اتفاقية الحماية مع الشيخ مبارك الصباح رحمه الله في عام 1899، وكانت بريطانيا تدير أمورها آنذاك في مناطق شرق السويس عبر شركة الهند الشرقية ـ في حين انها كانت تدير مستعمراتها الموجودة غرب السويس عن طريق لندن، فلهذا كانت مومباي المركز الذي يشرف على المناطق التي تسيطر عليها بريطانيا شرق السويس والتي من ضمنها الكويت والعراق وأبوظبي وسائر الإمارات الأخرى وقطر والبحرين والأردن واليمن الجنوبي وايران، ناهيك عن أن العملة الهندية الروبية كانت هي العملة المحلية المتداولة قبل الاستقلال في الكويت والدول الخليجية المذكورة.ان المكانة التي تحظى بها مومباي في قلوب الكويتيين ضاربة بعمق التاريخ بالنظر الى أنها كانت محطة يرتادها شيوخنا الكرام الذين لهم أملاك حيث كان على سبيل المثال أميرنا الراحل عبدالله السالم الصباح طيب الله ثراه يتردد باستمرار الى مومباي ولديه أملاك مازالت خاصة به موجودة، كما لا ننسى الرحلة التاريخية التي قام بها أميرنا الراحل الشيخ أحمد الجابر طيب الله ثراه باليخت الأميري عام 1948 الى مومباي وكراتشي وبعض المدن الهندية وهو الامر الذي يعكس مدى قوة ومتانة العلاقات بين البلدين.• ما تقييمكم للعلاقات المستقبلية وآفاقها بين الكويت والهند؟تعتبر مومباي هي بوابة الهند على المشرق العربي وقلبها التجاري والمالي، وبما أن الهند من الدول الصاعدة والواعدة والتي لديها نمو سنوي كبير رغم الأزمات الاقتصادية التي يمر بها العالم فإنها من المتوقع ان تتبوأ المركز الاقتصادي الثالث خلال الثلاثين سنة القادمة وان ذلك سينعكس ايجابا على علاقاتها مع الكويت في زيادة اعتمادها بصورة اكبر على النفط الكويتي، علما بأن الكويت توفر حوالي 15% من استهلاك الهند من النفط وان هذه الحصة متوقع ان تزداد خلال الاعوام القادمة، كما ان الكويت توفر المدفوعات التحويلية الكبيرة للعمالة الهندية التي تذهب الى الطبقات محدودة الدخل وتساعدها على تطوير ذاتها في ظل وجود حوالي 650 الف هندي يعيشون في امان بين أحضان الشعب الكويتي الطيب الكريم.