أكد الفنان علي نعمان أن تماسك العمل الفني يعتمد على توازن الضوء والظل في اللوحة، لافتا إلى أن المدرسة التجريدية تشهد رواجا راهنا.

Ad

واستعرض نعمان، في معرضه الأول بغاليري تلال، نحو ثلاثين عملا تجريديا، أنجزها خلال أربعة أشهر، مركزا على توزيع مساحة الضوء والظلال في لوحاته، باحثا عن التوازن في عناصر الاتجاه الجديد الذي يسلكه، وقال عن اللغة التجريدية في أعماله إنها «تجربة جديدة بالنسبة إلي، وإن احتفظت ببعض الملامح من أعمالي السابقة».

واعتبر هذا الاتجاه التشكيلي نقلة نوعية في مشواره الفني، ويعزي جنوحه إلى التجريد إلى رغبته في مجاراة ما يجري في المشهد التشكيلي، لاسيما أن أجواء التجريدية تشهد رواجا وإقبالا منقطع النظير، مقدما مجموعة أعمال تحفل بلغة تجريدية.

وبين أنه بدأ تنفيذ أفكاره في شهر سبتمبر 2012 لإنجاز محتوى المعرض، مشيرا إلى أنه أنجز نحو ثلاثين عملاً خلال هذه الفترة القياسية في محترفه بالبيت، مضيفا: «قدمت هذه المجموعة ضمن تكنيك جديد، وآمل أن تنال استحسان الجمهور، لأني سلكت اتجاهين مختلفين ضمن معالجتين متباينتين».

مساحات متساوية

وعن تركيزه على المرأة في بعض اللوحات، قال نعمان: «تناولت العديد من الأفكار خلال أعمالي السابقة، إذ ركزت على موضوع معاناة الصياد والألعاب الشعبية والموروثات القديمة البحرية والصحراوية، واحرص على توزيع النور والعتمة بقدر متساو»، لافتاً إلى أن الفن التشكيلي مادة بصرية لذلك تستقيم رؤيتها بتوازن الضوء والظل أو الألوان الفاتحة مع الألوان الغامقة، وكلما كانت مساحة الظل منسجمة مع كتلة الضوء خرج العمل أكثر تماسكاً وتشابكاً.

وحول سبب انتظاره نحو أربعين عاماً لتنظيم معرضه الشخصي الأول، أوضح أن ثمة أمورا كثيرة مجتمعة منعته من إقامة معرضه الأول، أهمها رغبته في تقديم رؤية بصرية جديدة تساهم في إثراء المشهد التشكيلي، ولا تهدف إلى تنظيم فعالية تشكيلية فقط، وارتباطه الوظيفي في وزارة التربية، ومشاغل الحياة، لكن عقب بلوغه سن التقاعد استطاع التفرغ لتنظيم معرضه الأول.

أربعة عقود

بدوره، أعرب مدير إدارة الفنون التشكيلية في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب محمد العسعوسي عن سعادته بحضور افتتاح المعرض الشخصي الأول للفنان علي نعمان، ممتدحا تجربته الممتدة على أكثر من أربعة عقود، مقدماً رؤية جديدة بتكنيك مختلف محافظا على مفردات البيئة المحلية.

وتابع العسعوسي: «يأتي المعرض عقب إعادة افتتاح المرسم الحر للمساهمة في تفعيل الحراك التشكيلي المحلي، لأنه يشكل حاضنة توفر مناخا مناسبا لكل الفنانين الكويتيين، وقد استفاد الفنان علي نعمان من هذا المناخ لإنتاج محتوى المعرض»، مثمنا دور غاليري تلال والمؤسسات الفنية في رفد المشهد التشكيلي بفعاليات فنية لفنانين من داخل الكويت وخارجها.

يذكر أن الفنان التشكيلي الكويتي علي نعمان من مواليد الكويت سنة 1952، وحاصل على دبلوم معهد المعلمين 1971، وشهادة بكالوريوس هندسة ديكور 1981، وانتسب إلى جمعيات وروابط فنية ومهنية منوعة، منها جمعية المعلمين الكويتية، الرابطة الدولية بباريس، الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية.

وشارك نعمان في معظم المعارض المحلية التي أقامتها الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية، ابتداء من عام 1968، كما شارك في المعارض التي أقامتها جمعية المعلمين الكويتية، وأنجز مجموعة تصاميم للبوسترات والشعارات للهيئات والمؤسسات الحكومية والشركات والهيئات الخاصة.

وعرض أعماله في مدريد وبرشلونة وصوفيا وموسكو وباريس وبكين ومسقط وبيروت والرباط والمنامة والرياض والشارقة وتونس ودمشق، كما أنه حاصل على مجموعة جوائز، منها ذهبية معرض الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية لعدة دورات، والشراع الذهبي في بينالي الكويت الدولي عام 1996، وجائزة الدانة الذهبية في معرض 25 فبراير 2003.