بايع الشعب المصري وزير الدفاع الفريق أول عبدالفتاح السيسي أمس مجددا كزعيم وطني للمصريين، بعد أن استجاب لطلبه النزول بالملايين إلى الشوارع، لتفويضه قيادة القوات المسلحة والشرطة، لمواجهة الإرهاب، الذي تقوده جماعة الإخوان المسلمين وحلفاؤها من الجماعات الجهادية، على مدار أسابيع احتجاجاً على عزل مرسي.
«الزعيم»، مكانة آخر من حصل عليها جمال عبدالناصر في تاريخ مصر المعاصر، لكن الشعب منحها مجدداً للسيسي، الذي نصبه المصريون خليفة لعبدالناصر، بعدما رفعت صورهما في ميادين «التحرير».المشترك بين ناصر والسيسي كثير، كل منهما قادم من خلفية عسكرية، من أبناء الجيش المصري، الذي كان طوال نصف قرن العنوان الأبرز في معارك الوطن العربي بدءا من حرب 1948، وليس انتهاء بحرب تحرير الكويت.السيسي، دخل إلى قلوب الشعب المصري من بوابة عبدالناصر بالانحياز إلى الشارع والتعبير عن مطالبه، والوقوف بصلابة أمام المشروع الأميركي الهادف إلى ترسيخ نفوذ واشنطن؛ منذ سياسة ملء الفراغ المعتمدة، عقب نهاية الحرب العالمية الثانية للتعامل مع دول المنطقة، التي طورت إلى مشروع «الشرق الأوسط الكبير» القائم على سياسة «الفوضى الخلاقة»، عقب انهيار برجي «مركز التجارة العالمي»، خلال أحداث 11 سبتمبر 2001.عبدالناصر، الذي تولى السلطة رسميا في نفس عام ميلاد السيسي 1954، دشَّن مكانته في قلوب ملايين المصريين، عندما وقف بشموخ ليتخذ قراره باسترجاع قناة السويس من مخالب الاستعمار الغربي في عام 1956، وليقود الجماهير الغفيرة لصد «العدوان الثلاثي»، بينما مضى السيسي على الخطى، بالقضاء على مشروع جماعة الإخوان المسلمين الهادف إلى بث الفوضى والقضاء على الدولة المصرية، عبر الإطاحة بالرئيس الإخواني محمد مرسي، استجابة للشعب الثائر في الميادين 3 يوليو.لغة الخطاب الواثقة التي ميزت خطابات عبدالناصر يتذكرها المصريون الآن عندما يتحدث السيسي في كلمات تمس القلوب، كما قال أستاذ علم النفس السياسي بجامعة الأزهر د. محمد المهدي لـ»الجريدة»، مضيفا: «المصريون في حاجة إلى شخصية قيادية حازمة تحسم الجدل والفوضى في الشارع، وهو ما توافر في شخص السيسي الذي ذكر المصريين بشخصية عبدالناصر»، فكل منهما، وفقاً لأستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأميركية مصطفى كامل، «أبدى عشقه لوطنه بالتركيز على مكانة مصر، باعتبارها أكبر دولة عربية تلعب أدوارا محورية في العالم بما يتجاوز حدود المكان».
دوليات
الشعب يُنصّب السيسي خليفة لعبد الناصر
27-07-2013