كان تلحين إحدى الأغاني لكوكب الشرق أم كلثوم، الحلم الأكبر في حياة الشيخ سيّد مكاوي، وإن شئت الدقة التحدي الأضخم، وعندما جاءته الفرصة، أراد أن يجعلها ذكرى لا تمحى وعلامة في مشواره الفني، والأهم أن يحفر اسمه بعمل رائع وسط زمرة كبار الملحنين الذين تعاملوا مع أم كلثوم طوال مشوارها الفني الطويل، لذلك قرر أن يفرض شخصيته كملحن عرف بانتصاره للموسيقى الشرقية على اللحن الجديد لأغنية أم كلثوم.

Ad

 وكانت ألحان أغاني أم كلثوم الأخيرة، بما فيها تلك التي لحنها محمد عبد الوهاب، وبليغ حمدي، ومحمد الموجي، وكمال الطويل، شهدت إضافة الآلات الغربية الحديثة في العزف مثل «الأورغ» و{الغيتار»، كأحد أنواع التجديد وإثراء الموسيقى الشرقية، إلا أن الشيخ سيّد أصر على استبعاد هذه الآلات الغربية في لحن «يا مسهرني» واستخدام الآلات الشرقية المعتادة فقط.

استجابت أم كلثوم لطلب الشيخ سيّد، وانتهت المراحل الصعبة، وقررت أم كلثوم البدء فوراً في البروفات، غير أنها لم تكن تدرك أنها المرحلة الأصعب في التعامل مع الشيخ سيّد، فالمشكلة الأساسية أن أم كلثوم لا تجري بروفات أغانيها إلا في التاسعة صباحاً، والشيخ سيّد لا ينام عادة إلا في السادسة صباحاً، فبين صرامة مواعيد أم كلثوم النهارية، وصخب حياة الشيخ سيّد الليلية، كان لا بد من بذل جهود للتوفيق.

لم يجد الشيخ سيّد خلال الأيام الأولى إلا أن يلتزم بالحضور في التاسعة صباحاً، حتى لو على حساب راحته وصحته، فلم يكن أمامه إلا أن يظل مستيقظاً يوصل الليل بالنهار ليذهب في موعد البروفة، لكنه لم يستطع ذلك، فأم كلثوم لا تجري بروفة أو أثنين أو حتى عشر بروفات. بل يمكن أن تصل البروفات إلى أكثر من عشرين أو ثلاثين بروفة، ولم يكد يمرّ الأسبوع الأول حتى وجد الشيخ سيّد نفسه عاجزاً عن الاستمرار في الاستيقاظ، والنوم ساعتين أو ثلاث يومياً.

وبدأت رحلة المعاناة مع التأخير، وهو أصعب ما يمكن أن تواجهه أم كلثوم، لدرجة أنها قررت أن ترسل سائقها الخاص «عم إبراهيم» إلى الشيخ سيّد يومياً، منذ السابعة صباحاً ليحضره من بيته، كمحاولة منها لإجبار مكاوي على الاستيقاظ مبكراً والحضور في مواعيده.

 أفلحت الحيلة خلال الأسبوع الأول، غير أن الشيخ سيّد وجد حلاً للهروب من صرامة ست الكل، فعندما يحضر عم إبراهيم السائق إلى منزل الشيخ، تخبره الخادمة أنه خرج منذ قليل متجهاً إلى منزل الست، فيذهب السائق ليخبر أم كلثوم بذلك ولا يجده، ومع تكرار الأمر. طلبت أم كلثوم من السائق أن يجند أحداً من الشارع الذي يسكن فيه الشيخ مكاوي، كالبقال أو «المكوجي»، ليخبره إذا كان مكاوي موجوداً في بيته أم خرج، غير أن هذه المحال تفتح أبوابها متأخرة، بعد الموعد الذي تريده الست، فلم يجد أمامه إلا متسوّلاً يجلس أمام بيت مكاوي بعد صلاة الفجر، فجنّده ليخبره إذا كان الشيخ قد خرج أم لا؟!

مخبر خاص

راح المخبر الخاص ينقل أخبار الشيخ سيّد، خروجه ودخوله إلى منزله، ومواعيد استيقاظه ونومه. غير أن هذه الحيلة لم تفلح، اكتشفها الشيخ سيّد، فضاعف من الأجر الذي يتقاضاه المتسوّل من أم كلثوم، فأعلنت استسلامها، ولم تجد إلا سلاح التهديد، فأرسلت له بأنه إذا لم يلتزم بالمواعيد ستقاطعه ولا تريده أن يحضر إليها، غير أن هذا التهديد لم يفلح معه، وفي اليوم التالي ذهب إلى البروفة في الحادية عشرة بدلا من التاسعة، ومنذ دخوله من باب الإذاعة وجد من يخبره بغضب أم كلثوم، وما إن وصل إلى باب أستوديو 46 في الإذاعة الذي تجري فيه البروفات وستسجل فيه الأغنية، دخل بهدوء وكانت أم كلثوم تغني في البروفة: طالت الأيام... تعاللي أوام... أنا عندي كلام بدي أقوله لك.

أشارت أم كلثوم بيديها بغضب إلى الفرقة الموسيقية، فتوقفت عن العزف، واتجهت إلى الشيخ سيّد وهي تستشيط غضباً، فاستقبلها قائلاً: لا مؤاخذة يا ست اتأخرت شوية... أصل أنا اللي جاي سايق والدنيا زحمة أوي.

سمعت أم كلثوم ما قاله، فسقطت على أقرب كرسي من شدة الضحك، وهزت رأسها بمعنى ألا فائدة منه.

بعد عدة بروفات في بيتها، وأكثر من خمس وعشرين بروفة في أستوديو 46 في الإذاعة، سجلت أم كلثوم الأغنية ونسخت على أسطوانات، ونشرت الصحافة كلماتها ليقرأها الجمهور ويعرف معانيها قبل أن تغنيها، لتستقر بعد ذلك كله على تحديد موعد الحفلة التي ستقدم فيها الأغنية.

في اليوم المحدد، ذهب الشيخ سيّد مبكراً إلى المسرح، أنهى البروفة الأخيرة مع الفرقة، اطمأن على كل شيء، ثم جلس في الكواليس، لا يتحدث إلى أي من الموجودين، كما لم يسمح لأحد بأن يتحدث معه، لم يستطع إخفاء قلقه وتوتره، فهذه المرة الأولى التي ستغني فيها أم كلثوم من ألحانه، وهو يثق بعمله وموسيقاه، غير أنه يريد أن يسمع رأي الجمهور في هذا اللقاء الذي أنتظره طويلاً، منذ بدأ خطواته الأولى في عالم الموسيقى والغناء.

وصلت أم كلثوم إلى مسرح «قصر النيل» الذي ستغني فيه الأغنية، ترتدي «بالطو» طويلاً فوق الفستان الذي ستغني به، كي لا يراه العازفون، ويكون مفاجأة لهم مثل الجمهور، ثم راحت تطمئن على جودة الآت الموسيقية وضبط أوتارها من رئيس الفرقة محمد عبده صالح:

= يا عبده... إيه الأخبار؟

- كله تمام يا ست الكل.

= طب أنت وريني الـ «ري» كدا... لا شد الوتر... اظبط.

وأنت شد الـ (دو) شوية... وريني كدا «النوا».

بعدما أطمأنت على الآلات الموسيقية، وضبط أوتار آلات العازفين، عادت أم كلثوم إلى حجرتها، وقرأت بعض آيات من الذكر الحكيم، واستعدت للخروج إلى خشبة المسرح.

سمعت أم كلثوم الدقات الثلاث لرفع الستارة، فاتخذت مكانها وجلست على الكرسي الذي يتوسط خشبة المسرح، أمام الفرقة الموسيقية، وفُتحت الستارة... صفق الجمهور، ثم بدأت الفرقة عزف المقدمة الموسيقية، ثماني دقائق مرت كدهر، حبس فيها سيّد مكاوي أنفاسه، لم يشعر بمرورها إلا عندما سمع تصفيق الجمهور يرج في أرجاء المسرح، ويطلب إعادة المقدمة، فانفرجت أساريره، واطمأن قلبه... ثم انطلق صوت كوكب الشرق:

ماخطرتش على بالك يوم تسال عني

وعنيا مجافيها النوم... النوم يا مسهرني

أنا قلبي بيسألني... إيه غيّر أحواله

ويقولي بقا يعني... يعني ماخطرتش على باله

امال غلاوة حبك فين ... وفين حنان قلبه عليا

وفين حلاوة قربك فين... فين الوداد والحنية

يا نسيني وأنت على بالي

وخيالك ما يفارق عيني

ريحني واعطف على حالي

وارحمني من كتر ظنوني

لا عنيا بيهواها النوم

ولا بخطر على بالك يوم

تسأل عني...

يااااااااااا يا مسهرني

اسأل عن اللي يقضي الليل

بين الأمل وبين الذكرى

يصبر القلب المشغول ويقوله نتقابل بكرا

وبكرا يفوت وبعده يفوت

ولا كلمه ولا مرسال

وهو العمر فيه كم يوم

وأنا بعدك عليّ طال

يا مسهر النوم في عنيا

سهرت أفكاري وياك

الصبر ده دا مش باديا

والشوق واخدني في بحر هواك هواك

أقول لروحي أنا ذنبي إيه

يقولي قلبي حلمك عليه

مصيره بكرا يعطف علينا

ونبقى نعرف هجرنا ليه... ليه ليه هجرنا ليه

هجرنا ليه

تعال خللي نسيم الليل على جناح الشوق يسري

الهجر طال والصبر قليل والعمر أيامه بتجري

طالت الأيام تعال لي أوام أنا عندي كلام بدي اقوله لك

أنا عندي عندي كلام وف قلبي هيام أوصفهولك

ونعيش أيام ولا في الأحلام

يا نسيني وانت على بالي

إرحمني من قسوة قلبك

ريحني وأعطف على حالي

خليني اتهنى بقربك

ولا عنيا يهواها النوم

ولا هاشكي ولا أقولك يوم

أسال عني...

يااااااااااا يااااااااا

يا مسهرني

تكريم غير مسبوق

انتهت الأغنية وارتفعت معنويات الشيخ سيّد إلى عنان السماء، وهو يسمع أصوات هتافات الجمهور وتصفيقه، وفيما هو يستمتع بهذا الانتصار العظيم، إذا بيد تمسك بيده، وتطلب منه أن يصحبها.

إنها أم كلثوم نفسها، تدخل للمرة الأولى في تاريخها الغنائي لتصطحب ملحن إحدى أغاها لتخرج به على خشبة المسرح وينال تحية الجمهور على عمله الرائع، وتضع على صدره وساماً جديداً من جمهورها الذي استقبله بحرارة جعلت دموع الشيخ سيّد تسيل تأثراً... فقد نجح، نجح مع أكبر صوت غنائي في الشرق كله... معتبراً ذلك تتويجاً لرحلته التي منح فيها ألحانه لجميع الأصوات، من «أم كلثوم» إلى «محمود شكوكو» وسط سعادة غامرة من أم كلثوم لنجاح أغنيتها معه بهذا الشكل المبهر.

أغلقت الستارة، لاحظت أم كلثوم دموع الشيخ سيّد، اقتربت منه ومسحت دموعه بيدها، فحاول أن يقبل يدها، فسحبت يدها بسرعة:

= ايدك اللي عملت الإبداع دا هي اللي تستاهل تتباس يا شيخ سيّد.

* انت النهارده رفعتيني للسما... ومنحتيني ثروة حلمت كتير بيها... النهارده أنا كسبت جمهور أم كلثوم كله.

= إنت تستاهل كل خير يا أبو السيد... لأنك موسيقار كبير أوي.

* بصراحة إنت اللي فيك سحر... أنا لأول مرة يطلع لحن أحسن ما أتخيلته وحلمت بيه... وأول مرة أشتغل وأنا سايب أيديا... لا خايف من طبقات صوت ولا خايف من مقامات.

بعد استبعاد الآلات الغربية من الفرقة، أعاد سيّد مكاوي أم كلثوم إلى الألحان الشرقية الأصيلة من خلال هذا اللحن، فقد اختار مقام «راست» في تلحين «يا مسهرني» واستعمل المقامات الشرقية والإيقاعات الشرقية «الواحدة الكبيرة، والمقسوم، والسنباطي» ونسمع {أدليب}، موسيقى من دون إيقاع، في بداية المقدمة... يتخللها {صولو} ـ عزف منفردـ من {الكمان} وعلى إيقاع «الواحدة الكبيرة» يدخل الإيقاع... مع جملة موسيقية رئيسة بكامل الفرقة، ويتغير الإيقاع إلى «المقسوم» مع دخول آلة «الأكورديون»... ويتبعه القانون بجملته الشهيرة الجميلة، وتغني أم كلثوم من «راست»: «ما خطرتش على بالك يوم... تسأل عني»، غير أن سيد مكاوي لا يبقى مع «راست» طيلة المذهب... إنما يعرّج على «هزام»... ثم ينهي المذهب بمقام «سوزناك» الذي هو خليط من «الراست والحجاز» معاً، ثم نسمع لازمة موسيقية من الراست أيضاً لتغني أم كلثوم «اسأل عن اللي يقضي الليل... بين الأمل وبين الذكرى» من الراست، ومع إيقاع الواحدة الكبيرة... تظل أم كلثوم مع «الراست» لكنها تنهي الكوبليه بالسيناريو نفسه... هزام ثم «سوزناك»، ولازمة موسيقية جديدة من مقام «الكرد»... يتخللها صولو أكورديون، وتغني أم كلثوم «يا مسهر النوم في عنيا... سهرت أفكاري وياك» من الكرد... لكنها تتحول للبياتي عند «والشوق واخدني لبحر هواك» ونفس التسليمة الموسيقية لتغني الست «أقول لروحي وأنا ذنبي إيه» من النهاوند، ثم تعود إلى البياتي عند «ونبقى نعرف هجرنا ليه»، بعدها تعود في «يا ناسيني وانت على بالي» والسيناريو نفسه إلى نهاية الكوبليه، لازمة موسيقية من مقام «النكريز» يتخللها صولو من الناي والأكورديون معاً، وتغني أم كلثوم «تعالى خلي نسيم الليل... على جناح الشوق يسري» من «النكريز»، ثم تتحول إلى النهاوند عند «الهجر طال والصبر قليل» وعودة للراست ثم البياتي... ونقلة جديدة للنهاوند مع «ونعيش أيام... ولا في الأحلام» بعدها عودة للراست لتنهي الكوبليه والأغنية.

فرحة النصر

شعر الشيخ سيّد أنه يريد أن يبتعد عن الساحة الغنائية ليرتاح قليلاً، أو بمعنى أدق أراد أن يكون ثمة فاصل بين صوت أم كلثوم وأي صوت آخر، غير أنه لم يستطع أن ينفذ ذلك، فقد أنهال عليه المطربون والمطربات، وقدم الألحان لكثر، من بينهم: شادية، صباح، نجاة الصغيرة، محمد عبد المطلب، وفهد بلان... ومع اقتراب شهر رمضان لعام 1394 هـ الموافق عام 1973م، راح يستعد لأعمال إذاعية، من مسلسلات وصور إذاعية، فضلاً عن كتابة فؤاد حداد ثلاثين حلقة جديدة من «المسحراتي».

ما هي إلا أيام حتى فاجأ الجيش المصري العالم بمعركة استرداد الكرامة والثأر، إذ قرر الرئيسان المصري أنور السادات والسوري حافظ الأسد، اللجوء إلى الحرب لاسترداد الأرض التي احتلها الصهاينة في نكسة 1967.

خططت المخابرات المصرية بالتعاون مع المخابرات السورية للحرب وخداع الاستخبارات الإسرائيلية والأميركية، ومفاجأة إسرائيل بهجوم غير متوقع من الجبهتين المصرية والسورية، فشنت مصر وسورية هجوماً متزامناً على إسرائيل في الثانية من بعد ظهر السادس من أكتوبر، الموافق اليوم العاشر من شهر رمضان، ويوم عيد الغفران اليهودي.

نجحت مصر في اختراق خط بارليف خلال ست ساعات فقط من بداية المعركة، بينما دمرت القوات السورية التحصينات التي أقامتها إسرائيل في هضبة الجولان، وحقق الجيش السوري تقدمًا في الأيام الأولى للقتال واحتل قمة جبل الشيخ ما أربك الجيش الإسرائيلي وحطم أسطورة الجيش الذي لا يقهر، في سيناء المصرية والجولان السورية، كما تم استرداد قناة السويس وجزء من سيناء في مصر، وجزء من مرتفعات الجولان ومدينة القنيطرة في سورية.

تدافع الفنانون والمطربون والمطربات والشعراء والملحنون، على مبنى الإذاعة والتلفزيون في ماسبيرو، للمشاركة في هذا الانتصار العظيم، ولم تمض الأيام الثلاثة الأولى من المعركة، حتى ظهرت عشرات الأغاني الوطنية التي تساند الجنود على جبهة القتال وتشد من أزرهم وعزمهم.

كعادته كان الشيخ سيّد وصديقاه صلاح جاهين وفؤاد حداد في مقدمة الصفوف، كتب صلاح أغاني لمطربين ومطربات، وكتب فؤاد حداد «مصر مصر دايماً مصر» ولحنها الشيخ سيّد، وقدمها بصوته لأجل مصر:

مصر مصر دايماً مصر... تحيا مصر

يا دعاء المؤمنين

فجر بينوّر سنين    

يا أحنّ من الحنين

وأم كل الإنسانية

تقسم اللقمة الهنية

في العمل والرزق ليا

مصر مصر تحيا

مصر مصر دايما مصر... تحيا مصر

أم فلاحها اللي قادر

يسقي كل الأرض حاضر

والغيطان تطرح بنادر

أم فنانها اللي راسم

عقد لولي وسن باسم...

قلب أخضر في المواسم

مصر مصر تحيا

مصر مصر دايما مصر... تحيا مصر

أم أبطالها البواسل

والأمل للفجر واصل

ينطلق يثبت يواصل

أم أولادها الملاح

في المعارك والسلاح

سينا... حي على الفلاح

مصر مصر تحيا

مصر مصر دايماً مصر... تحيا مصر

****

على رغم السيل الجارف من الأغنيات الوطنية، للمطربين والمطربات والمجموعة، ونجاحها، فإن أغنية الشيخ سيّد نجحت نجاحاً خاصا، ليس لتميز ألحانه وصوته فحسب، بل لخصوصية اللحن الذي قدمه، وهو ما لفت نظر الجميع، خصوصاً صلاح جاهين:

= مش ممكن اللي يسمع المقدمة ولا اللحن يقول بأن دي أغنية وطنية.

* قلعتها البدلة العسكرية ولبستها «قميص وبنطلون».

= أنت بتقول فيها... دا صحيح اللي أنت عملته... اللحن كله شقاوة ورومانسية... كأن واحد بيغني لحبيبته

* ودا اللي أنا كنت قاصده... ماهو مش علشان أغني وطني لازم أضرب «البروجي» وكأني بعلن الحرب... ولما آجي أغني لازم أزعق وأصرخ علشان أبقى حماسي.

= اللي بتعمله يا شيخ سيّد لسه هيدرسوه السنين اللي جاية.

لم يكتف فؤاد حداد وسيد مكاوي بأغنية «دايماً مصر» وقبل أن ينتهي شهر رمضان، قدما إحدى حلقات «المسحراتي» عن حرب أكتوبر، تحية للجنود العرب البواسل، ولشهدائنا الأبرار.

اصحَ يا نايم وحّد الدايم

وقول نويت بكره إن حييت

الشهر صايم والفجر قايم

اصحَ يا نايم... وحد الرزاق

رمضان كريم

مسحراتي ومعدي منقراتي ومين قدي

الطبلة عاليه في أحضاني

زي البيان زي النشرة

في ستة اكتوبر عشرة

من الهلال الرمضاني

كان قلبي صخر الحنيه

في المعركه للحرية

وللسلام اللي هداني

والنسمة هلت بحرية

يا مصر يا شهد الشهدا

الجنة شمسك وترابك

أصوم وأصلى في محرابك

واسمع الشط الثاني... الله اكبر وأداني

آه من هواي في اوطاني

آه من شقاي ومن طربني

الأرض تتكلم عربي

والدنيا تسمع بوداني

نور الوجود من وجداني

زقاقي يفتح لي ميداني

حبيبي خدني وعداني

المشي طاب لي والدق على طبلي

ناس كانوا قبلي قالوا في الأمثال

الرجل تدب مطرح ما تحب

وأنا صنعتي مسحراتي في البلد جوال

حبيت ودبيت كما العاشق ليالي طوال

وكل شبر وحته من بلدي

حته من كبدي حته من موال

دخلت دار بعد دار والكل بيحيي

انا اللي حي وشهيد في الجنه وفي حيي

الله اكبر كأن الشمس من ضيي

على أرض سينا في نار المعركة والصهد

وأنا والتراب المنور انتصرنا لبعض

وكنت صايم ملكت من السماء للأرض

وكنت عطشان ما حدش ارتوى زيي

اصحَ يا نايم وحّد الدايم

السعي للصوم خير من النوم

دي ليالي سمحه نجومها سبحه

اصحَ يا نايم يا نايم اصحَ

وحد الرزاق... رمضان كريم

(البقية في الحلقة المقبلة)