«ودي أصدق»!
![حمد نايف العنزي](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1461947116815412800/1461947124000/1280x960.jpg)
والفارق كما ترون في المصروفات شاسع بيننا وبينهم ولا مجال للمقارنة أبداً، فقد وصل تقريبا إلى ثلاثة أضعافه في السعودية، وسبعة أضعافه في قطر، وأكثر من عشرة أضعافه في الإمارات، فهل الوضع الصحي لدينا مشابه لما لديهم؟ بل هل سيصل إلى نصف مستواهم؟! من لا يعرف الإجابة فإن عليه التوجه إلى أقرب مستشفى ليجد الإجابة عند عتباتها!الوزير برر هذه الميزانية الاستثنائية والضخمة بأن: "الاعتمادات المالية في هذه الميزانية ركزت على إنشاء تسعة مشاريع لمستشفيات جديدة، وتوسعة مستشفيات قائمة عبر توسعة سريرية شاملة تصل إلى 5368 سريراً بما نسبته 80 في المئة من الأَسرة الحالية بمبلغ مليار وربع المليار دينار تقريباً، يتم بناؤها بنظام التصميم والبناء والتجهيز الطبي والصيانة خلال خمس سنوات"، وهو تبربر غريب للغاية، فسيادة الوزير يعلم قبل غيره أن ما ذكره عبارة عن مشاريع إنشائية تدخل ضمن ميزانية وزارة الأشغال لا وزارة الصحة!ومع هذا، كلنا "ودنا نصدق" ونتمنى أن يفي الوزير بوعوده، لكن التجارب السابقة والأحلام الوردية التي قدمها من سبقوه من الوزراء تجعلنا في شك وريب كبيرين، وكل المشاريع الحكومية الكبرى المتوقفة منذ سنين دليل على تحول هذه الأحلام إلى كوابيس لا تنتهي، وعلى الأرجح سنصحو يوماً لنجد هذا المليار والخمسمئة مليون دينار "فص ملح وذاب"، كما حدث مع مليارات التنمية الأخرى التي لا ندري أين ذهبت وأين صرفت؟ فلا أثر لها في معمعة "المال السائب" الذي عَلَّم الناس السرقة دون أثر لبصمة واحدة تدل على الجناة الذين نسمع قهقهاتهم من بعيد دون أن نستدل عليهم أو نعرف اسم أحد منهم!