يلفت رئيس قطاع الفنون في مصر د. صلاح المليجي إلى أهمية خدمة زيارة المتاحف الفنية عبر الإنترنت لجمهور الفن التشكيلي في أنحاء العالم، لأنها توفر عرضاً بانورامياً شيقاً، بنقرة واحدة على «بانوراما المتاحف الفنية والقومية» في الموقع الرسمي للقطاع على الشبكة.

Ad

يوضح المليجي أن هذه الخدمة تواكب حركة تطوير شاملة للمتاحف، وإنشاء صروح فنية جديدة، واستكمال ملامح خارطة مصر الثقافية، وتواصل مبدعيها مع أشقائهم في البلاد العربية، وإتاحة الفرصة لقطاع كبير من الجمهور العربي لرؤية هذه الكنوز الفنية.

يمكن لزائر الموقع مشاهدة مقتنيات وثروات فنية وتاريخية، وتفقّد أعمال أشهر الفنانين العالميين، ولوحات وتماثيل نادرة تزخر بها المتاحف المصرية، وتمكين الدارسين من اكتساب ثقافة تشكيلية والتعرف إلى المدارس الفنية المختلفة.

بدوره يؤكد علاء شقوير، مدير المركز المصري لتكنولوجيا المعلومات، أن الموقع على الإنترنت، يتيح زيارة متاحف تحظى بشهرة عالمية وتخضع لعمليات تطوير، من بينها متاحف: محمود خليل، الخزف الإسلامي، مصطفى كامل، وأخرى بعيدة عن القاهرة، مثل متحف دنشواي في محافظة المنوفية.

تمثل المتاحف الفنية تاريخ الشعوب وذاكرتها، وتوثيقاً للإبداع الإنساني، وتجليات الفن والثقافة عبر العصور، ومن خلالها يتواصل جيل الشباب مع منجز الأسلاف، ويرتبط بخصائص جذوره، وينطلق إلى تفرده وبصمته الإبداعية.

اعتبرت الأوساط التشكيلية أن موقع المتاحف الفنية على الإنترنت ليس بديلا عن التواصل المباشر، والزيارة الميدانية، وأهمية استعادة الزخم التشكيلي داخل هذه الصروح الثقافية، وسرعة الانتهاء من أعمال التطوير والترميم، وفتح أبوابها للجمهور.

مقتنيات عالمية

يعدّ متحف محمود خليل أحد أهم الصروح التشكيلية في مصر، وأكثرها إثارة للجدل، إثر الاختفاء الغامض للوحة فان غوغ الشهيرة «زهرة الخشخاش»، والبالغة قيمتها 55 مليون دولار، ومنذ تاريخ سرقتها في أغسطس 2010، لم تظهر اللوحة.

ويعود تاريخ المتحف إلى عام 1920، عندما شيد السياسي المصري الراحل محمود خليل قصره بالجيزة، وأقامه على الطراز الفرنسي، واقتنى عبر رحلاته إلى دول أوروبا، لوحات ذات قيمة فنية عالية، ظلت في قصره نحو 40 عاماً.

وقبل رحيل خليل سنة 1953، أوصى بتلك المقتنيات لزوجته، وطلب منها أن توصي بها كمتحف للحكومة المصرية بعد وفاتها. افتتح القصر، للمرة الأولى، أمام الجمهور عام 1962.

يضم المتحف: 403 لوحات زيتية ومائية وباستيل، رسمها 143 رساماً تشكيلياً عالمياً، 50 تمثالا من البرونز والجبس أبدعها 14 نحاتاً، وقد اقتناها خليل من مزادات خلال سفراته.

ومن أهم مقتنيات المجموعة الفرنسية في القرن التاسع عشر خمس لوحات لرينوار، وهي: {ذات الرباط الأبيض}، {ابنة رينوار} تبدو طفلة ترتدي قبعة، لوحتان لطبيعة صامتة، {منظر طبيعي في الربيع}، وهي ذات قيمة فنية ومادية كبيرة.

تضم مكتبة المتحف حوالى أربعة آلاف كتاب ومرجع فني، اقتناها خليل من دول مختلفة، وخصصت للمكتبة قاعة لاستقبال الرواد، للاطلاع وإقامة ندوات وفعاليات تشكيلية وثقافية.

يخصص متحف محمود خليل قاعات لأعمال كبار الفنانين العالميين، وفي كل قاعة مقاعد للجمهور، لتأمل اللوحة واكتشاف جمالياتها ومعايشة التناغم بين فضاء الألوان والوجوه والملامح وأسرار الطبيعة، وجوهر المدرسة الفنية التي ينتمي إليها صاحب اللوحة.

خزف إسلامي

يخضع متحف الخزف الإسلامي لأعمال التطوير، وهو أحد أقدم المتاحف الفنية المصرية. تأسس عام 1934 في قصر الأمير عمرو إبراهيم في حي الزمالك بالقاهرة، ويضم قطعاً أثرية نادرة من العصور الإسلامية المختلفة.

تكمن أهمية المتحف في حفاظه على تراث فني وإبداع أوشك على الاندثار. لا يعمل فيه سوى قلة من فناني الخزف، ويؤكد ريادة الفنان العربي في هذا المجال، ويوثق التطور الفني للخزافين الأسلاف.

يضم المتحف قاعة للخزف الفاطمي، تحتوي على 74 قطعة خزفية، وأخرى للخزف التركي الطراز (96 قطعة)، ومن العصور: الأموي والأيوبي والمملوكي والعثماني (39 قطعة).

متحف تراجيدي

ينضم متحف دنشواي في محافظة المنوفية إلى قائمة المتاحف المصرية المغلقة. يعود إغلاقه إلى ما قبل أربعة أعوام، ويطوي خلف أبوابه تراجيديا تاريخية، ولوحات فنية ووثائق للأحداث الدامية التي جرت في تلك القرية المصرية سنة 1906.

أقيم المتحف عام 1963 في فضاء الأرض التي شهدت الحادث التاريخي الشهير. وأعيد افتتاحه عام 1999 ليصبح مؤسسة ثقافية متكاملة، ويستقبل الجمهور ودارسي الفنون التشكيلية والتاريخ.

صممت قاعات العرض، وفق تسلسل تاريخي للأحداث، وتضم لوحات فنية وتماثيل مجسدة للمأساة. وقد خصصت قاعة لعرض الصور الفوتوغرافية التي التقطت للمحاكمات وأهالي القرية عام 1906.

يتزامن إطلاق موقع للمتاحف الفنية المصرية على الإنترنت مع ارتباك المشهد الثقافي والفاعليات في الفترة الأخيرة، ومطالبات باستئناف أنشطة المعارض التشكيلية، والانتهاء بسرعة من أعمال الترميم والتطوير لبعض المتاحف، وإعادة فتح أبوابها للجمهور.