فض اعتصامات «الإخوان المسلمين» قد يعيد إرهاب التسعينيات
توقع مراقبون تزايد موجات العنف في الشارع المصري خلال الأيام المقبلة، بما يعيد للأذهان تصاعد العمليات الإرهابية في حقبة التسعينيات، خاصة بعد تصعيد جماعة "الإخوان المسلمين" لتحركاتها الميدانية منذ أمس الأول الجمعة، رداً على قرار تفويض الحكومة لوزارة الداخلية فض اعتصام أنصار الرئيس الإخواني المعزول محمد مرسي في ميداني "رابعة" و"النهضة". وقد استنكر القرار "تحالف دعم الشرعية" المؤيد لمرسي، ووجه دعوة إلى المنظمات الحقوقية الدولية لمراقبة جميع الفعاليات الاحتجاجية لهم، للتأكد من سلميتها.
وتعززت مخاوف الصدامات الميدانية، بعد محاصرة أنصار المعزول لمدينة الإنتاج الإعلامي بمدينة السادس من أكتوبر أمس الأول، ومحاولتهم تدشين اعتصامات جديدة في ميداني "مصطفى محمود" بمحافظة الجيزة، و"الألف مسكن" (شرق القاهرة)، قبل اشتباك الأهالي معهم ومنعهم من الاعتصام، بينما استمر تحصين الإخوان لموقعي اعتصامهم في "رابعة" و"النهضة"، من خلال تشييد حواجز أسمنتية، وسواتر رملية، لقطع الطريق أمام محاولات فض الاعتصام. وتوقع الخبير في الحركات الإسلامية سمير غطاس أن تشهد البلاد موجة عنف، في حالة فض اعتصامات الإخوان، بما يعيد أجواء تسعينيات القرن الماضي التي شهدت عمليات إرهابية واسعة، موضحاً لـ"الجريدة" أن "الجماعة تُصعِّد داخلياً بتبنيها الاعتصامات لكسب أوراق جديدة للحوار مع الدولة، وخارجياً من خلال تهديدها بتصعيد دولي ضد وزير الدفاع الفريق أول عبدالفتاح السيسي في المحكمة الجنائية الدولية". وأشار إلى أن الإخوان ستستخدم أذرعها المسلحة وخاصة "الجماعة الإسلامية" وجهادي سيناء في مواجهة الدولة، "دون أن تتورط هي بشكل مباشر فيه، لتتجنب الإحراج الدولي". في السياق، وبينما توقع الكاتب الصحافي حلمي النمنم، تبني الإخوان بعد فض اعتصامهم العمل المسلح ضد الدولة، قال القيادي السابق في تنظيم الجهاد كمال حبيب إن الجماعة لا بديل لها عن الحوار مع الدولة للوصول إلى نقاط اتفاق يضمن بقاءها في المشهد، ويحقن الدماء التي ربما تسيل خلال الأيام المقبلة.