{أخونة} عقول أطفال مصر

في وقت يتصدى فيه السياسيون والمثقفون لمحاولات أخونة مؤسسات الدولة المصرية، تجري محاولات أخطر لأخونة عقول أطفال مصر، وذلك عبر دبلجة أعمال الكرتون ومسلسلات الأطفال بما يتناسب مع الفكر المتشدد الذي يحاول الإخوان  نشره.

تحت شعار «أسلمة الفن» حذفت قناة «مُريد الجنة» الموسيقى التصويرية من الأفلام الخاصة بالأطفال، واستبدلتها بأصوات أطفال، وأضافت عبارات مثل «سأدعو لك الله بأن تتوب»، وحذفت مشاهد لعب الأطفال ولهوهم.

كذلك طالبت القناة المشاهدين بنشر أفكارها تحت عنوان «انشر تؤجر» حول ما أطلقت عليه «أسلمة بوجي وطمطم»، وكتبت على موقعها الإلكتروني: «يسعدنا أن نقدم لكم الجزء الأول من مشروع أسلمة أفلام الكرتون وفيه أسلمنا مسلسل الأطفال الشهير «بوجي وطمطم»، واستبدلنا الموسيقى بأصوات الأطفال أو العصافير، وصوتي بطلي العمل الأصليين يونس شلبي وهالة فاخر بأصوات أشخاص آخرين».

جريمة بحق الفن

أثارت «أسلمة بوجي وطمطم» استياء هالة فاخر التي تعتبر هذا العمل أحد أهم أعمالها وأبرز العلامات في مشوارها الفني وفي الأعمال الخاصة بالأطفال التي ساهمت في تكوين وجدانهم، خصوصاً أنه المسلسل العربي الوحيد غير مأخوذ عن أعمال أجنبية مثل «عالم سمسم» وغيره.

اعتبرت ما حدث جريمة بحق الأطفال، مشيرة إلى أن المسلسل ساهم في ترسيخ قيم نبيلة بشكل غير مباشر، وليس كما يفعل الإخوان من خلال حوارات يوجهون فيها الطفل بشكل مباشر ما قد يأتي بنتائج سلبية، مثل: «هلموا إلى الصلاة» أو غيرها.

وتساءلت فاخر: «ما الذي يجب توافره في برنامج أطفال ليكون غير مخالف لشرع الله؟ المسلسل، كما شاهده الجميع ينادي بالقيم الفاضلة، وتعلق به الكبار قبل الصغار. ثم أين كان شرع الله عندما سمحوا لأنفسهم بتجاوز حقوق الملكية الفكرية، وعرضوا الحلقات على قناتهم من دون الرجوع إلى أصحابها؟».

أضافت هالة: «المسلسل من إنتاج التلفزيون المصري الواقع تحت سيطرة الإخوان، لذا هم يفعلون كل ما يحلو لهم، ومن دون محاسبة من أحد، لكنهم تناسوا أن ثمة فريق عمل شارك في خروج هذا المسلسل إلى النور، ومن حقه الاعتراض على جريمتهم»، مؤكدة أنها لن تسكت وستتقدم بدعوى قضائية لملاحقة هؤلاء المدّعين، مشيرة إلى أن قانون الملكية الفكرية لا يُطبّق في مصر على رغم تفعيله في الدول المتحضرة التي تحترم فنانيها ومبدعيها.

ولفتت إلى خطورة ما يحدث وطالبت بعدم السكوت عنه، لأنه خطوة في طريق أخونة عقول الأطفال لخلق أجيال تنتمي إلى هذا الفكر المتشدد، عقيمة وغير قادرة على الإبداع... وسيؤثر على مستقبل مصر في المجالات كافة وليس في الفن فحسب.

هراء وتشويه

أوضح الشاعر عوض بدوي (كتب أغاني للأطفال من بينها «شخبط شخابيط» لنانسي عجرم)، أن هذه الدبلجة هراء وتشويه للفن وللطفولة، ومحاولة من المتأسلمين ومن يطلقون على أنفسهم شيوخاً ودُعاة لتشويه معالم مصر الأصيلة، مشيراً إلى أن أفضل طريقة لتوجيه الأطفال هي البساطة وعدم المباشرة، لأنهم ينفرون من أسلوب التوجيه والنصح المباشر، لذا لا بد من التصدي لهذه المحاولات.

أما الناقد يعقوب وهبي فاستنكر ما حدث واعتبره جريمة بالمقاييس كافة،  وتساءل: «كيف لهم أن يشوهوا أحد أهم مسلسلات الرسوم المتحركة  في العالم العربي، التي تربى عليها أبناؤنا؟»، مشيراً إلى أن التشدد بلغ أقصى مداه بوصف هذه الحلقات بأنها مخالفة شرع الله، مع أن الأطفال أحبوها، وما حدث، برأيه، ناقوس خطر يؤكد أن المتأسلمين سيشوهون التراث ليتماشى مع معتقداتهم وأفكارهم التي تهدف إلى تغيير هوية المجتمع المصري.