نصرالله وبورجردي يبحثان «الضربة» على سورية
بري يدافع عن «خريطة الطريق»... و«المستقبل» يجدد رفضها
استقبل الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإسلامي في إيران علاء الدين بروجردي الذي وصل الى لبنان أمس الأول قادماً من دمشق. وقال بيان لحزب الله صدر أمس إنه جرى خلال اللقاء التداول في التطورات الحاصلة في المنطقة وخاصة في سورية ولبنان.وكان بورجردي التقى الرئيس السوري بشار الأسد وبحث معه الاستعدادات الغربية لشن ضربة عسكرية على سورية، كما التقى مسوؤلي الفصائل الفلسطينية الموالية لطهران ودمشق. وقالت المصادر إن بورجردي تشاور مع حلفائه بشأن طبيعة رد ما يسمى "محور الممانعة والمقاومة" على أي هجوم غربي، وأن المشاروات بينه وبين نصرالله انصبت في هذا الإطار. ويبدو أن طهران اختارت العاصمة اللبنانية بيروت لتوجيه رسالة الى الرياض، إذ أمل بروجردي بعد لقائه وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عدنان منصور، المحسوب على حزب الله وحركة أمل، أن "تبادر السعودية الى تغيير موقفها الداعي للتدخل الاجنبي في سورية وفي شؤون المنطقة".الى ذلك، نقلت تقارير صحافية نشرت أمس عن رئيس مجلس النواب نبيه بري شعوره بـ "شيء من الغصّة والانزعاج" بسبب تعامل بعض القوى السياسية مع المبادرة السياسية التي اقترحها. ودافع بري عن مبادرته، ولكنه لم يتحدث عن تمسكه بـ"سلاح المقاومة" وهو الملف الانقسامي الأبرز والأكبر في الساحة اللبنانية، خصوصاً بعد غرق حزب الله في الحرب السورية. وكان بري قد ضمّن خطابه يوم السبت الماضي بمناسبة ذكرى إخفاء الإمام موسى الصدر، مبادرة اقترح فيها ما وصفه بـ"خريطة طريق" تنص على: "الشروع فوراً بالحوار لمدة خمسة أيام متصلة، يدعى إليه الرئيس تمام سلام، لمناقشة شكل الحكومة وبيانها ومنح الجيش حقه في تطويع خمسة آلاف جندي جديد لإنقاذ البقاع وطرابلس وكامل الحدود الشمالية من فوضى السلاح والمسلحين، ووسائل إخراج التداخل اللبناني من الوضع السوري، وإعادة الحوار الى قانون الانتخاب، وبحث الاستراتيجية الوطنية للدفاع"، مشدداً على أن "كل سلاح خارج سياق سلاح الجيش والمقاومة مرفوض".في المقابل، رفض عضو كتلة "المستقبل" النائب عمار حوري مبادرة بري مرة اخرى، مؤكداً أن "إعلان بعبدا هو إعلان حياد لبنان وما طرحه رئيس مجلس النواب نبيه بري يختلف في هذا المجال، فهو لم يتمكن حتى الآن من تجاوز موضوع حزب الله وسلاحه"، داعياً إلى ان "يكون إعلان بعبدا نواة البيان الوزاري للحكومة العتيدة، فهو إعلان استراتيجي، أما مبادرة بري فتأتي تحت عنوان التكتيك".تشكيل الحكومةوبينما يتزايد الحديث عن مبادرة للرئيس اللبناني ميشال سليمان لتشكيل حكومة قد تبصر النور خلال أيام، بدا من المواقف السياسية التي صدرت من جميع الأطراف أن تشكيل الحكومة لن يكون قريباً مع تمسك حزب الله بشرط تمثيله مباشرة في الحكومة وسط تزايد شعوره بالخطر مع اقتراب الضربة الأميركية لسورية، وايضاً مع تمسك "قوى 14 آذار" بأن يعلن الحزب التزامه بـ"إعلان بعبدا" قبل إشراكه في أي حكومة.ودعا الرئيس اللبناني ميشال سليمان خلال لقائه بروجردي الى "وجوب تحييد لبنان من كل الأطراف الداخلية والخارجية عن تداعيات هذه الأزمة (السورية)، وتجنيب الأرض والأجواء اللبنانية والشعب اللبناني أي فعل أو رد فعل".