تنوع وإثراء للدراما الخليجية
بدر محارب
«في الماضي، كانت الأعمال الفنية تعتمد على بطولة مطلقة لفنانين من وطن واحد، ولم نكن نرى فيها خليطاً فنياً من دول أخرى. أما اليوم فاختلفت الأمور وباتت الأعمال المشتركة تشتت المشاهد لوجود أكثر من لهجة في عمل واحد»، يقول المؤلف والكاتب بدر محارب، مشيراً إلى أن العمل الفني الكويتي ذا نكهة كويتية خالصة، كذلك الأمر بالنسبة إلى البحريني والقطري والسعودي وباقي دول الوطن العربي، وأن هذه الأعمال تميّزت بالتجانس بين خطوط الدراما وبين الشخصيات باعتبار أنها تعتمد على اللهجة نفسها ومن دولة واحدة.يضيف: «اليوم اختلفت الأمور، إذ نجد في العمل الدرامي نفسه أماً بحرينية وأباً كويتياً وأبناء سعوديين... لا شك في أن هذا الخليط يفقد العمل الدرامي مصداقيته، وإذا أراد المنتج أو المخرج إخراج عمل مشترك متكامل، عليه البحث عن نص قوي أولاً، ثم توحيد اللهجات، فيعتمد المسلسل لهجة واحدة سواء كانت كويتية أو سعودية أو أي لهجة أخرى».يوضح محارب أن على المؤلف إيجاد مبررات للمشاهدين بشأن هذا الخليط من لهجات مختلفة، متمنياً أن «تتحسن الأمور في المستقبل ونشاهد عملاً فنياً مشتركاً متكاملاً بين دول الوطن العربي، مع توظيف الشخصيات ووضع المبررات لاختلاف اللهجات في العمل الفني الواحد».باسم عبدالأمير«تعتمد الأعمال المشتركة بشكل أساسي على الخبرات الفنية لأفضل الممثلين في الوطن العربي»، يوضح الممثل والمنتج باسم عبدالأمير، لافتاً إلى أن هذه الأعمال في حال احتوت على نص جميل، تتألق وتتميز وتبهر. يضيف: «لا تعتمد الأعمال في أيامنا هذه على مكان واحد أو دولة معينة بل هي مشتركة في غالبيتها بين دول الخليج ودول أخرى في الوطن العربي، ومن النادر وجود عمل فني يناقش قضية مهمة يعتمد على ممثلين من دولة واحدة، خلافاً لما كان يحصل في الماضي».يؤكد عبدالأمير أن الأعمال المشتركة تضيف إلى الفنان وتساهم في تطوره وتعمّق خبرته، من خلال مخالطته مع فنانين كبار، سواء من الكويت أو غيرها من دول الوطن العربي، لذلك هي أحد أنجح الأعمال.يشير إلى أن «وجود بطل واحد أو أكثر من دولة معينة بات صعباً في ظل التعاون المشترك بين فنانين كبار في دول مختلفة، ما يدل على أن الدراما تطورت وأصبحت تعتمد على خليط مشترك من أبرز الفنانين في الوطن العربي».عبدالإمام عبدالله «رائع هذا الخليط المشترك من دول مجلس التعاون الخليجي من دول الوطن العربي في الأعمال الدرامية»، برأي الفنان عبدالإمام عبدالله الذي يلاحظ أن الأعمال المشتركة أصبحت موجودة بكثرة، ليس على مستوى المسلسلات الدرامية فحسب، بل على مستوى السينما، {وهذا الأمر رائع بحد ذاته ويفرح المشاهد، ولا عيوب فيه باستثناء النص الذي ربما يفسد روعة هذا الخليط المشترك من الفنانين}.يضيف: «من السهل توظيف الشخصيات في عمل درامي مشترك في حال كان النص قوياً ويعتمد على بناء درامي صحيح، ولكن إذا كان النص الدرامي ركيكاً ومفككاً فمن الطبيعي أن يتأثر العمل بكامله، ولكن كتعاون مشترك بين فنانين من دول مختلفة فهو محبب ومتميز».يوضح عبدالإمام عبدالله أنه نظراً إلى وجود ممثلين من دول مختلفة، يتابع الجمهور في الوطن العربي عملاً درامياً موحداً، ما يحقق تواصلاً فنياً وثقافياً بين الشعوب متمنياً أن تزيد هذه الأعمال المشتركة في المستقبل وتصبح عادة في كل موسم سواء في شهر رمضان أو في الأشهر الأخرى.