أثار خطاب الرئيس الإخواني، محمد مرسي، الذي ألقاه في الساعات الأولى من صباح أمس، سخرية كثير من المصريين، لكونه استخدم كلمة «الشرعية» أكثر من 70 مرة، رغم أن نحو 22 مليون مصري خرجوا في تظاهرات «منذ 30 يونيو» حاشدة ليسحبوا منه «الشرعية» بالذات.
وكشف خطاب الرئيس، الذي ألقاه بملامح عصبية ووجه بدا متعباً واستمر «50 دقيقة»، عن تهديدات الرئيس للمصريين بأنه إذا لم يستمر رئيساً لمصر بموجب الانتخابات الرئاسية، فإن الفوضى ستكون هي المستقبل الذي يجب أن يخشاه المصريون، داعياً أنصاره إلى عدم الهجوم على مؤسسات الدولة خصوصاً الجيش والشرطة، في إشارة إلى تهديدات ينشرها أنصاره، المحتشدون بالآلاف في ميدان «رابعة العدوية» حول إمكانية مواجهة القوات المسلحة المصرية.واعتبر نشطاء على مواقع التواصل «فيسبوك» و»تويتر» حديث الرئيس عن أنه «لا بديل عن الشرعية الدستورية» مردفاً: «أريد الحفاظ على الجيش... ولن أسمح لأحد أن يسيئ له».ولفت النشطاء، إلى أن عبارة الرئيس «متمسك بالشرعية وأقف حامياً لها وحياتي ثمنها أريد الحفاظ على الأطفال والبنات والأمهات والرجال».. وهي عبارة تعكس رغبته في إثارة حرب أهلية، ليكون مرسي هو أول رئيس في العالم يثير خطابه الأخير بوادر حرب أهلية.ولم تحظ تعبيرات اليد والرأس والعين، التي أكثر مرسي من استعمالها في خطابه، في إقناع المصريين المحتشدين في عشرات الميادين أمس الأول، والذين ردوا على الخطاب، بعبارة «ارحل... ارحل» حتى الساعات الأولى من صباح أمس، في مشهد احتفالي بسقوط حكم الرئيس الإخواني.ورفضت القوى السياسية المحتشدة مع الملايين في الميادين، خطاب مرسي أيضاً، معتبرة إياه دعوة صريحة للقتل في الشوارع، بين المؤيدين والمعارضين، وهو ما ثبتت صحته، حيث اجتمع المئات من الإسلاميين قرب جامعة القاهرة بعد الخطاب حاملين أسلحة آلية وأسلحة خرطوش وعصي وهراوات واشتبكوا مع معارضين، حيث سقط نحو 16 قتيلاً في صفوف المعارضة.في الأثناء، دعت دار الخدمات النقابية والعمالية، كبرى التنظيمات المدنية المعنية بقضايا العمال، القطاعات العمالية أمس إلى «الإضراب العام»، عقب الخطاب، وقالت في بيان لها إن الإضراب العام ووقف العمل في كل المصانع واحتلال الطرق الرئيسية داخل المحافظات، هو الطريق الوحيد أمامنا لإنقاذ بلادنا، وهو الرد الوحيد على خطاب محمد مرسي، وهو الوسيلة الوحيدة لإفشال مخطط الإخوان».
دوليات
الخطاب الأخير يثير سخرية المصريين
04-07-2013