ضمن فعاليات مهرجان ربيع الشعر العربي للموسم السادس عُقدت مساء أمس الأول في مسرح مكتبة البابطين ندوة أدبية عن الشاعرين عبدالله سنان محمد ومحمد السيد شحاتة، بمشاركة يعقوب الغنيم، ومحمد حسن عبدالله، ومرسل العجمي وسماء أحمد عيسوي، وأدار الندوة خالد الشايجي.
في مستهل الندوة، تحدث الدكتور يعقوب الغنيم متطرقا إلى الجانب الإنساني والاجتماعي لدى الشاعر الكويتي عبدالله سنان محمد، مؤكدا أن سنان كان شاعراً شديد الحساسية مُحباً للأدب وبخاصة الشعر الذي يقرأه ويحفظه، ويخالط شعراء زمانه ويستمع إلى أشعارهم ويسمعهم ما يقوله من شعر رقيق يطربون له، وأضاف: «أعرف الشاعر عبدالله سنان منذ مدة طويلة، فقد كان لخالي إبراهيم سليمان الجراح دكان في سوق الخضرة، وكنت أتردد عليه وبخاصة عند نهاية الدوام الدراسي، إذ كنت طالباً يومها في معهد الكويت الديني، وعندما ينتهي دوام المساء أذهب إلى الخال في الدكان إذ كان المعهد في المكان المسمى الآن سوق الذهب».وقال الغنيم: «إن الجانب الإنساني كان واضحاً في شعره، وكذلك الاجتماعي، يتضح ذلك من خلال دواوينه الشعرية وأولها «نفحات الخليج» ومنها «البواكير» و»الله والوطن» و»الإنسان»، ولقد رأينا إحساس عبدالله سنان بمآسي الناس وبخاصة أولئك الذين ارتبط معهم برباط المعرفة والصداقة، ومشاعره الإنسانية التي يعبر عنها في حبه للناس كثيرة».وأخيراً أكد الغنيم أن عبدالله سنان لم يهمل شيئاً يهم المجتمع إلا تحدث عنه، وهذه قصيده له يتحدث فيها عن أدب سوق السيارات، واحترام المرور، مع طلبه الحفاظ على أرواح الناس: تمهل أيُها السائق..فما طيُشكَ باللائق.. تمّهل إنما الطيشُ، طريقٌ للردى ماحق.التعالقات النصيةمن جانبه، تحدث د. مرسل العجمي عن التعالقات النصية في شعر عبدالله سنان، وقال: «يمكن توزيع التعالقات النصية في شعره على محورين متكاملين، الأول «محور التعالقات الموضوعية» التي تتأسس على موضوعات مطروقة وناجزة في الديوان العربي منذ بدايته مع الشعر الجاهلي، حتى مطلع القرن العشرين مع الشعر الإحيائي، ويظهر في ديوان الشاعر مجموعة من القصائد التي يمكن أن نطلق عليها قصائد الحنين وتتقاطع مع القصائد الجاهلية الإحيائية.أما المحور الثاني « محور التعالقات التعبيرية «: وفي هذا النوع من التعالقات يظهر الشاعر مغرقاً في التقليدية المتأخرة، وذلك عندما مارس « تشطير « بعض القصائد القديمة من جانب، أو اعتمد على حساب الجمل في التأريخ لأحداث بعض قصائده.شحاتهأما سماء أحمد عيسوي ومحمد حسن فقد تحدثا عن الشاعر محمد السيد شحاتة المشهور بـ» شاعر البراري»، وتحدث وأكد محمد حسن عبدالله بداية أن شاعر البراري كان يعرف إمكاناته جيداً، ويدرك بالتجربة العملية انه غير قادر على صناعة القصائد الطوال التي تعتمد على ثقافة غزيرة، واطلاع واسع، وصبر على توليد الصور وتعقب المشاعر في مساربها، وتوسيع مساحة المشهد، كما أنه قرأ قصائد مثل «كبار الحوادث في وادي النيل» و»أيها النيل» لشوقي، فضلاً عن مدائحه النبوية.وأكد أن محمد السيد شحاتة خط عدداً من القصائد عن الطبيعة، وعن الريف، وحياة الناس فيه، تتجاوز حجماً وتنويعاً وتلويناً جُهد أي شاعر آخر في مصر حاول أو يحاول أن يضع نفسه في مضمار المنافسة، وأضاف: «إن محمد السيد شحاتة بهذا الصنيع رد إلى الطبيعة المصرية كرامتها في جمالها ومسالمتها، وتنوعها، وتفاعلها مع أهلها، وأن السيد شحاتة بهذا الصنيع أيضاً قد رد الشعر إلى مصدره الصافي الذي لا يغيض ولا يختلف عليه فقد رده إلى الطبيعة».أما د. سماء عيسوي فقالت: «استوقفني تغزله حتى في تراب قبره وشوقه العجيب إليه، ومتى سيُناديه، ليكون بين أحضان محبوبته الطبيعة للأبد، كما استوقفني روح الفكاهة في بعض أبياته، والطرافة في معانيها، فقد ذهب وهو مريض يوماً لصديق له طبيب يسمى زكي الذي أراد أن يرحب به فانتزع بسرعة وردة من باقة على مكتبه ليقدمها لصديقه الشاعر وإذا بها صفراء اللون فقال له شاعر البراري في مطلع قصيدته: لم يا «زكي» قدمّتها .. صفراء يعلوها الوجل، هلاّ رحمت شبابها .. وحقتنها بدم وطل.وأخيراً أكدت عيسوي أنها لمست في بعض قصائده شعر الرأي ففيه تعبير عن الرأي بجهارة، ودفاع عن قضية أو رؤية، فقد كان له رأي في قضية حجاب المرأة وسفورها، حتى انه أرسل ستين بيتاً من الشعر حملها البريد المسجل في برقيات إلى اثنين وثمانين عضواً من أعضاء مجلس الأمة سنة 1957 ليسجل موقفه حول ملابس النساء.يذكر أن فعاليات مهرجان الربيع مستمرة إلى يوم الثلاثاء خلال أمسية شعرية ثانية تتخللها قراءات نصوص شعرية للشاعر محمد السيد شحاتة «شاعر البراري».
توابل - ثقافات
«البابطين» تعقد ندوة عن الشاعرين عبدالله سنان ومحمد شحاتة في «ربيع الشعر»
27-03-2013