التقى سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، فخامة الرئيس الأميركي باراك أوباما في زيارة له الأسبوع الماضي في البيت الأبيض بواشنطن. كان اللقاء كما صرح الطرفان حميماً ومفيداً ومثمراً، وسأتوقف عند الكلمة الأخيرة، ألا وهي "مثمراً"، حيث وصلت أنباء تؤكد أن ثمار الزيارة كانت قبول الولايات المتحدة طلب أمير دولة الكويت بالإفراج عن المعتقلين الكويتيين في غوانتنامو، الكندري والعودة، وهو يعتبر إنجازاً طيباً من هذه الزيارة (قرأت عن شروط أمنية بشأن طريقة الإفراج عنهما منها استمرار سجنهما إن وصلا الكويت، إنما الأهم هو عودتهما، بعدها سيكونان في أيد أمينة ولا خوف عليهما).

Ad

الرئيس أوباما استقبل سمو الأمير بحميمة وتقدير، لأنه يعلم مسبقاً مدى التزام الكويت بعلاقاتها الدولية، وأخذها دور صديق الجميع، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، ويعلم الرئيس الأميركي أيضاً أنه سيقابل رجلاً صادقاً ومخلصاً في علاقاته الدولية وحليفاً موثوقاً به.

هنا أستطيع أن توقع أن الحديث بين الرئيس والأمير كان صريحاً، وأظن أن الزيارات الماضية لسلطان عمان لطهران وولي عهد أبوظبي إلى موسكو كانت ضمن النقاش، ولا أستبعد أن زيارة الأمير للرئيس الأميركي استكمال لهذه الزيارات.

لابد من وجود سورية ضمن قضايا هذا اللقاء، وأتوقع سؤال الأمير للرئيس عمّا حدث في الكونغرس، وعن تردده بخصوص الضربة العسكرية للأسد، والشأن السوري الذي أظن أنه هيمن على أغلب الحديث في الشأن الدولي.

فما يحدث في سورية مؤلم، وما نراه من ممارسات تفتقر إلى الأخلاق من حلفاء الأسد وما يلعبونه من ألعاب لكسب الوقت والمساومة السياسية يبعث على الريبة، ولاشك أن سمو الأمير فطن ويعرف تماماً أبعاد ما يحدث، ويعلم أن الضحية الأكبر هو الشعب السوري الشقيق في حرب لا رابح فيها.

وأتوقع أيضاً حصول مصر على جانب من الحديث بين الأمير والرئيس الأميركي، وفي مثل هذه اللقاءات ليس كل ما يعرف يقال، وقد يقول قائل إن إيران كانت محوراً بارزاً في الحديث خلال هذا اللقاء، خصوصاً بعد اعتراف واشنطن بمكالمة هاتفية بينها وبين روحاني الرئيس الإيراني الجديد، وبالطبع نقول هنا... وهل يخفى القمر؟

لابد من النقاش والتباحث بخصوص إيران التي تحاول الحصول على رخصة دولية لتكون شرطي المنطقة!

وتشكل تصرفات إيران، ولا أقول سياستها، ضيقاً وهاجساً لدى جيرانها، إذ لا تتوانى عن التدخل في شؤون عدد من جيرانها، فمرة علناً في البحرين، وفي سورية "على عينك يا تاجر"، و"ميليشيات" في العراق ولبنان، و"خلايا نائمة" هنا وهناك. فإيران دولة لا تعشق السلام ولا تقدر الجيرة، وتشكل هاجساً أمنياً عند جيرانها.

ومن طرائف ما نراه عندما نقرأ اسمها الرسمي الذي تقرن به صفة الإسلامية، وهي لا تمارس الصفات الإسلامية في علاقاتها مع جيرانها.

حفظ الله سمو الأمير في حله وترحاله، ووفقه لما يحبه ويرضاه.