• طهران: العقوبات ضد قطاعنا النفطي إجراءات معادية   • صالحي: يمكن لبرلين لعب دور محوري

Ad

شهد اليومان الماضيان حراكاً عربياً واسعاً ضد التجاوزات الإيرانية المرتكبة بحق المنطقة العربية عامةً والخليجية خاصة، إذ دعا مجلس التعاون إلى العمل لدرء الأخطار البيئية التي يمكن أن يسببها مفاعل بوشهر النووي، في حين طالبت اللجنة التنفيذية للاتحاد البرلماني العربي إيران بالكف عن التدخل في شؤون دول الخليج.

طالب الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني بعمل «جاد مشترك» بمواجهة مفاعل بوشهر النووي الإيراني الذي وصفه بأنه «مصدر تهديد خطير» للبيئة في منطقة الخليج.

وقال الزياني خلال مؤتمر لوزراء البيئة في دول المجلس الست في جدة مساء أمس الأول، إن بين «التحديات البيئية التي ينبغي على دول المجلس أن تواجهها بعمل مشترك جاد هو بدء تشغيل مفاعل بوشهر النووي».

وأضاف: «رددت وسائل الإعلام مؤخراً وقف تشغيل المفاعل لفترة محدودة بعد خلل فني لقد أصبح يمثل مصدر تهديد خطير للبيئة في منطقة الخليج، ما يضع على دول المنطقة عموماً مسؤولية مشتركة لاتخاذ الاحتياطات والإجراءات الضرورية لتحاشي الأخطار التي قد يسببها تشغيله».

ودعا الأمين العام إلى أن يكون بوشهر «محل اهتمام وتركيز ومتابعة مستمرة من قبل الخبراء والمختصين بهذا الشأن في الوزارات والأجهزة المختصة بشؤون البيئة في دول مجلس التعاون».

ومفاعل بوشهر الذي بدأت ألمانيا تشييده قبل الثورة الإسلامية في عام 1979 واكملته شركة روساتوم الروسية، تعرض لمشاكل فنية وتأخير.

وفي سياق متصل، طالبت اللجنة التنفيذية للاتحاد البرلماني العربي بـ»الكف عن التدخل في الشؤون الداخلية لدول مجلس التعاون الخليجي، ما يمثل انتهاكاً لسيادتها واستقلالها».

الجزر الثلاث

من ناحية أخرى، استنكر المجلس الوطني الاتحادي الإماراتي أمس، اعتزام أعضاء بمجلس الشورى الإيراني القيام بجولة تفقدية للجزر الإماراتية المحتلة طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبوموسى.

وأعرب المجلس في بيان أن «المجلس إذ يستهجن مثل هذه الخطوات الإيرانية الاستفزازية، يؤكد أنها تعتبر سوابق خطيرة وانتهاكاً لسيادة الإمارات العربية المتحدة على أراضيها ونقضاً لكل الجهود والمحاولات التي تبذل لإيجاد تسوية سلمية لإنهاء الاحتلال الإيراني للجزر الإماراتية».

«إجراءات معادية»

في غضون ذلك، وصف المتحدث باسم الخارجية الإيرانية رامين مهمانبرست العقوبات الأميركية الجديدة على القطاع النفطي الإيراني بأنها سلسلة من الإجراءات «المعادية».

ونقلت وكالة مهر للأنباء عن مهمانبرست قوله رداً على سؤال عن العقوبات النفطية الجديدة على إيران: «إن العقوبات التي تبدأ حيز التنفيذ اليوم تمنع الدول التي تشتري النفط الإيراني من دفع المستحقات نقداً، وبإمكانها فقط تقديم سلع مقابل النفط». وأضاف أن اللافت «أنهم لم يكن لديهم إلى الآن ولا وثيقة واحدة ضد نشاطاتنا النووية، ليثبتوا بها أن نشاطاتنا النووية انحرفت عن المسار السلمي». وأضاف: «إن دليلهم الوحيد أنهم يخشون أن تتجه إيران إلى النشاطات النووية غير السلمية في المستقبل. وهذا أمر غير منطقي».

من جهة ثانية، قال مهمانبرست: «إننا نعتقد أن دول منطقة الخليج إذا أرادت أن تكون قوية ومقتدرة، فإن ذلك لا يتحقق بالاعتماد على الغرب وشراء السلاح منه، بل إن السبيل إلى القوة والاقتدار هو الحصول على دعم أغلبية شعوبهم». وأضاف: «إذا أراد أصدقاؤنا في البحرين أن يكونوا أقوياء، فعليهم بدلاً من قمع الشعب، أن يستمعوا إلى مطالبه وأن يبادروا إلى تلبيتها».

دور برلين

من ناحية أخرى، أعرب وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي عن اعتقاده بأن برلين يمكنها لعب دور محوري في الخلاف النووي بين إيران والغرب.

وقال صالحي أمس في مقابلة مع وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية «إرنا»: «لدينا علاقات جيدة مع ألمانيا التي لديها من جانبها علاقات جيدة مع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، لذلك يمكن لبرلين أن تتولى مسؤولية أكبر في الخلاف النووي وتلعب دوراً محورياً في الحل».

إلى ذلك، صرح نائب وزير الخارجية الروسية سيرغي ريابكوف أمس، أن موسكو تأمل تحقيق «تقدم مهم» في المفاوضات حول الملف النووي الإيراني التي ستستأنف في 26 فبراير بين إيران والقوى العظمى في كازاخستان. وأضاف: «لانزال في الوقت الحاضر عند النقطة نفسها التي كنا عليها في يونيو الماضي. أضعنا الكثير من الوقت».

كذلك دعت الصين أمس، المشاركين في جولة المحادثات في كازاخستان، إلى بذل الجهود لتحقيق تقدم فيها، مشيرة إلى أن هذه المحادثات تدخل «مرحلة حاسمة».

من جهة ثانية، أعلنت وزارة الأمن الإيرانية أمس، اعتقال عدد آخر من الشبكة المرتبطة مع هيئة الإذاعة البريطانية، كما كشفت عن تفاصيل جديدة عن هذه الشبكة.

(الرياض، طهران ــــــ أ ف ب، رويترز، يو بي آي)