الثابت الوحيد في هذا العالم هو التغيير بحد ذاته!

Ad

لاشك أن ظهور الشخصانية والتطرف الفكري والإقصاء والعنصرية لدى البعض، وحدوث اختلاف هنا وتباين هناك لا يلغي حاجة المجتمع إلى حراك حقيقي يفرز آراءً وأفكاراً لانتشاله من حالة الجمود التي تعتري جوانبه وأصابت الدولة بالشلل والتراجع الواضحين على جميع الصعد السياسية والاقتصادية والتعليمية والصحية والثقافية.

الخطورة الحقيقية على مستقبل الكويت تكمن في حالة الجمود وقمع الحريات لفترات قد تطول أو تقصر، لكن دروس التاريخ تقول إن مثل تلك الفترات يعقبها انهيار قد يحدث سريعاً... وعادة ما يحدث ذلك في مجتمعات ألغت عقولها ونظرت إلى مشكلاتها من منظور أمني بحت، هذا بخلاف الميل إلى اللعب على وتر الطائفية تارة والقبلية أو العشائرية تارة أخرى، لتكون المحصلة هي خسارة الجميع في النهاية.

ولضمان نجاح أي حراك يسعى إلى إحداث تغيير إيجابي، يجب جذب العقول والأفكار المبدعة والعمل على إبعاد أي فكر إقصائي عنصري يلغي الآخر، وإدراك أن الوطن أكبر وأشمل وحاضن للجميع مهما اختلفت أفكارهم وتوجهاتهم، فلا أمان لوطن ممزق تسعى أطرافه إلى صبغ المجتمع بلونها الواحد!

والأهم هو وجود برنامج واضح المعالم يتفق عليه أصحاب الفكر من قادة الحراك، للعمل على تطوير جذري وشامل للعملية السياسية، بحيث يتم إعداد مشروع قانون لإشهار الأحزاب وفق قواعد سياسية وقانونية تمنع تأسيس أي حزب أو جماعة سياسية على أسس عنصرية أو طائفية أو قبلية أو عائلية، لضمان قيام أحزاب قوية تستند إلى برامج تنموية حقيقية ورؤية حضارية لمستقبل الكويت.

أما قضية وجود نائب هنا، أو تصريح هناك، وأربعة أصوات أم صوت واحد، فهذا تبسيط مخل للحياة السياسية ليس له علاقة بإصلاح العملية السياسية أو تطويرها.

ورغم إقرارنا بحق الناس في التظاهر وفق ما بيّنه القانون، فإننا نرى الإفراط فيه دون اتفاق أو تنسيق بين أغلب الأطياف السياسية أمر غير مجدٍ، فضلاً عن خطورة استخدام الشارع وشحن العواطف بلا مشروع واضح ومتكامل المعالم.

ختام القول:

همسة في أذن الحكومة: قضية الكويت ليست في الافتقار إلى الخطط والعقول والمبدعين بل فقط في القرار والتنفيذ... وهذا ما سنتابعه في مرحلة ما بعد 16/ 6 بإذن الله... فـ"إذا هبّت رياحك... فاغتنمها"!