بعد يوم من تأكيد إيران أن العرض السابق الذي قدمته مجموعة «5+1» خلال اجتماعين في ألماتي (عاصمة كازاخستان) قبل انتخاب الرئيس حسن روحاني لم يعد قائماً، رفض وزير الخارجية الأميركي جون كيري أمس وجهة النظر هذه، مشدداً على أن تقديم اقتراحات جديدة في المفاوضات النووية، التي من المقرر أن تبدأ منتصف هذا الشهر في جنيف، يقع على عاتق القيادة الجديدة.

Ad

وقال كيري، الذي رحب ببادرات الانفتاح الأخيرة وبينها الاتصال التاريخي بين روحاني والرئيس الأميركي باراك أوباما، إن «الكرة لاتزال في ملعب إيران»، مشيراً إلى أن «مجموعة الست قدمت اقتراحاً في ألماتي، ولا أعتقد أن إيران ردت فعلاً على هذا الاقتراح المحدد».

وأضاف كيري، بعد لقائه نظيره الروسي سيرغي لافروف على هامش مشاركته في قمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ (أبيك) في جزيرة بالي الاندونيسية أن «ما يلزمنا بالتالي مجموعة اقتراحات من جانب إيران تكشف تماماً كيف سيتمكنون من أن يظهروا للعالم أن برنامجهم سلمي».

وأثناء الاجتماعين في ألماتي في فبراير وأبريل الماضيين، قدمت القوى الكبرى (الولايات المتحدة، فرنسا، بريطانيا، روسيا، الصين، ألمانيا) عرضاً يتضمن وجوب موافقة إيران على وقف تخصيب اليورانيوم إلى درجة نقاء 20 في المئة ونقل بعض مخزوناتها إلى خارج البلاد وإغلاق منشأة فوردو الواقعة تحت الأرض على بعد 100 كلم جنوب طهران، مقابل تخفيف بعض العقوبات المفروضة على تجارة الذهب والقطاع البتروكيماوي.

في المقابل، أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية أجرت خلال الأعوام العشرة الماضية عمليات تفتيش في إيران أكثر من أي دولة أخرى ولم تعثر حتى على أدنى وثيقة تثبت انحراف برنامجها النووي عن الطريق السلمي.

وقال ظريف، في مقابلة أجرتها معه شبكة «سي إن إن» الأميركية أمس: «نرغب بالتعاون مع الوكالة وسنرد على الأسئلة السابقة وسنمهد الأرضية لمسيرة بناء الثقة والشفافية لإزالة أي شكوك محتملة لأنه مثلما قلت فان من مصلحتنا أن يعلم المجتمع الدولي أن برنامجنا سلمي تماما».

وفي ما يتعلق بخطاب رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو في الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، قال ظريف: «نتنياهو يفبرك الأكاذيب هنا وهناك حول إيران كي يتمكن من إخفاء الحقائق التي تشمل أساليب الكيان الصهيوني كأكبر تهديد لانتهاك أمن المنطقة وانتهاكات حقوق الإنسان بحق الشعب الفلسطيني».

(جاكرتا، طهران- أ ف ب، د ب أ)