معالي زايد: «دولت» هي مصر في «موجة حارة»

نشر في 11-08-2013 | 00:01
آخر تحديث 11-08-2013 | 00:01
No Image Caption
أرشيفها زاخر بأعمال درامية وسينمائية مميزة حققت لها مكانة مهمة على الساحة الفنية وبات حضورها مقياساً لنجاح الأعمال التي تشارك فيها، إنها الفنانة معالي زايد التي تعود إلى الدراما التلفزيونية، بعد غياب ثلاث سنوات، في مسلسل «موجة حارة».
عن دورها فيه، وردود الفعل حوله كان الحوار التالي معها.
ما سبب غيابك عن الساحة الفنية منذ شاركت في مسلسل «ابن الأرندلي»؟

بحثي المستمر عن عمل جيد متكامل الأركان، استمتع فيه بوجودي ضمن فريق العمل، فقد اجتهدت في بناء جسر ثقة بيني وبين المشاهد يعززه احترامي له وحرصي على تاريخي الفني، ما يجعلني أختار أفضل الأعمال لأشارك فيها، وليس مجرد تحقيق حضور على الشاشة.

ما الذي حمسك للعودة من خلال «موجة حارة»؟

رواية «منخفض الهند الموسمي» التي كتبها أسامة أنور عكاشة، فأنا أعشق أدبه، وهو يكتب حواديت وروايات تجسد هموم المواطن المصري ومشاكله، وتجبر الممثل على تقديم أفضل أداء لديه، لذا لم أتردد لحظة في المشاركة في المسلسل، بالإضافة إلى انبهاري بالسيناريو الذي كتبته مريم نعوم وحاولت فيه الاقتراب بقوة من قصة عكاشة، فهي سيناريست موهوبة، إلى جانب مشاركة مجموعة من النجوم من بينهم: إياد نصار، رانيا يوسف، خالد سليم، مدحت صالح، جيهان فاضل.

حدثينا عن دورك في المسلسل.

أجسد شخصية دولت (ترمز إلى مصر)، أم مصرية أصيلة تنتمي إلى الطبقة المتوسطة، تتمتع بشخصية قوية وتشبه نماذج لسيدات كثيرات في مجتمعنا. بعد وفاة زوجها أصبحت هي الأم والأب لأبنائها الثلاثة، تحمل همومهم وتتابع شؤونهم. فقدت أحدهم في حادث، فيما الثاني يعمل ضابط شرطة وحياته مليئة بالمغامرات، وتتميز علاقته بزوجته بالغرابة والشكوك، أما الثالث فيساري التوجه وتقع خلافات فكرية بينه وبين والدته... باختصار هي شخصية مليئة بالمشاعر والأحاسيس  والتحولات النفسية التي تحمس أي فنان لتجسيدها.

كيف وفقت بين الدراما والكوميديا التي يتّسم بها دورك؟

الشخصية مكتوبة بهذه السمات فهي قوية حادة وحزينة على فقدان ابنها، وخفيفة الدم في الوقت نفسه، لكنها ليست كوميدية، تطلق إفيهات ولا تبتسم لأن ابتسامتها عزيزة عليها ولا تظهرها بسهولة، كل  ذلك وفق الموقف نفسه، وما إذا كان يتطلب منها ذلك أم استخدام ألفاظ قوية لها مغزى، فهي تتمتع بالوعي رغم تعليمها البسيط.

أثار مشهد اتهامك لابنك بالإلحاد جدلا... كيف  تردين؟

ثمة خلط بين مصطلحات الاشتراكية والشيوعية والإلحاد، وهو خطأ منتشر، لم أقصد منه الإشارة إلى تفشّي الإلحاد نفسه لأن مصر بلد الأزهر والإسلام فكيف يكون فيها ملحد؟ كلنا مؤمنون بالله، إنما المشكلة أن ثمة مواطنين يتأثرون بأحاديث شيوخ يُحسبون على الإسلام رغم أنهم يتاجرون بالدين، أمثال سعد العجاتي المتطرف الذي يعيش حياته كما يشاء، وهو لفت نظر «دولت» أو مصر إلى أن ابنها قد يكون ملحداً ما دفعها إلى طرده من البيت وكأنها تطرده من الوطن. يؤكد المسلسل على خطر وجود مثل هؤلاء الشيوخ على مصر.

وما أكثر المشاهد صعوبة؟

المسلسل بأكمله صعب من ناحية التنفيذ، وتجسيد الشخصيات بما تحمل من مشاعر مشحونة، وفقاً للأحداث الطارئة على الساحة المصرية، من خلال مجموعة علاقات متشابكة، لكن المشهد الذي أبكاني هو مشهد لقائي بابني (رمزي لينر) الذي يعود بعد فترة طويلة وكنت فقدت الأمل في عودته، وقد ساعدني المبدع محمد ياسين على الاندماج في الدور والحالة التي تواجه هذه الأم، عندما تلتقي بابنها من جديد لدرجة أننا استمرينا في تصويره من الثالثة عصراً حتى الحادية عشرة مساءً.

وكيف تقيّمين  التعاون الأول مع محمد ياسين؟

هو مخرج مبدع يمكنه قيادة فريق العمل وتوجيه كل ممثل لأداء دوره على أفضل حال، ولطالما تمنيت العمل معه منذ  شاهدت له مسلسل «الجماعة» وإشادة الجميع به.

وماذا عن ردود الفعل حول دورك؟

إيجابية ليس على  دوري فحسب بل على العمل ككل الذي أعتبره أحد أهم المسلسلات المعروضة على شاشة  رمضان، وأنتظر الآراء كافة بعد انتهاء العرض وتقييم الجمهور والنقاد له، ضمن مجمل الأعمال المشاركة في هذا الموسم.

وما رأيك بتجربة تحويل الروايات إلى أعمال درامية؟

ليست تجربة مستحدثة بل موجودة منذ سنوات، صودف هذه السنة أن يكون مسلسلا «موجة حارة» و{ذات» من هذه النوعية، وقد نفذا بطريقة جيدة وناجحة. رواية «منخفض الهند الموسمي» لأسامة أنور عكاشة جديرة بهذا التحويل وبعرضها، وأثبت إعجاب الجمهور بها ذلك، ولو بقي عكاشة على قيد الحياة لكان كتب السيناريو والحوار كما اعتاد وبالتأكيد كان المسلسل سيخرج أكثر تميزاً. الحال نفسه بالنسبة إلى رواية «ذات» للروائي الكبير صنع الله إبراهيم، سيناريو وحوار مريم ناعوم، إخراج كاملة أبو ذكري، فهي ترصد حال المجتمع المصري منذ الخمسينيات حتى الآن، وقد تابعت هذا المسلسل العظيم.

كيف تقيّمين المنافسة بين الأعمال الدرامية في رمضان؟

اعتاد صناع الدراما تقديم أفضل ما عندهم في شهر رمضان لإرضاء أذواق المشاهدين، ولكن للأسف أدّت الظروف الإنتاجية الصعبة إلى تضاؤل العدد حتى وصل إلى 74 مسلسلا، مع أنه  يفترض أن يزيد عن ذلك لتغطية القنوات الفضائية المتاحة، وإن كنت سعيدة بدخول دم جديد من السينما إلى الدراما وبالتجارب المختلفة.

ما جديدك؟

لا أعمال جديدة أشارك فيها سوى مسلسل «بين شوطين» الذي توقف تصويره منذ السنة الماضية لأسباب أجهلها، ولم يحدد مصيره وما إذا كنّا سنستكمله أم نلغيه، يشاركني بطولته النجم نور الشريف.

back to top