بعد أيام سيتوجه المواطنون في الكويت إلى صناديق الاقتراع لانتخاب أعضاء مجلس الأمة الجديد بعد أن أصبح قانون الصوت الواحد أمراً واقعاً، يلبي طموحات الشعب الكويتي وتطلعاته، بعيداً عن وصاية أحد أو توجيهات من أحزاب ومنابر وتحالفات وجماعات دينية أو قبلية أو طائفية.

Ad

لأني أحب الكويت من الأعماق، ولأني أحب هذه الأرض التي سكنت الوجدان، وضم ثراها أجساد أسلافنا منذ قرون، سأشارك في الانتخاب.

نعم... سأشارك احتراماً وتقديراً لأولئك النخبة من رجال الكويت ممن كانت لهم المساهمة في إرساء هذا النظام الديمقراطي منذ ما ينيف عن نصف قرن من الزمان، لا أن نأتي اليوم ونتخلى عن المشاركة لأن قانون الصوت الواحد لا يحقق طموحات البعض وأهدافه.

ومع كل الاحترام والتقدير لكل من اختار المواقف السلبية والمقاطعة لقناعة شخصية فهذا من حقه، ولكن بالتأكيد ليس من حقه فرض آرائه وتوجهاته على الآخرين، وليس من حقه تخوين من يصوت ويشارك في الانتخاب.

فليس من حق أحد أن يقوم بتوزيع صكوك الوطنية، وإن كان هناك بعض ضعاف النفوس ممن يحاول تشويه هذا المظهر الحضاري، فهذا يفرض عليكم المشاركة الإيجابية لإبعاد مثل هؤلاء ودعم من يستحق لحمل شرف تمثيل الأمة.

أما إن كان لديكم الرغبة في تغيير بعض القوانين أو بعض مواد الدستور، فبالتأكيد ليس مكان ذلك الشارع أو الجاخور أو الشاليه إنما هي قبة قاعة "عبدالله السالم".

لنشارك لأن نجاح العملية الانتخابية نجاح للكويت بأسرها، فلماذا لا نشارك في نجاح الوطن الغالي؟ لماذا الإصرار على وجهة نظر واحدة... إما تتبعوننا أو نقاطعكم؟

ومع جل احترامنا وتقديرنا لقراركم، ولكن ليكن معلوماً للجميع أن أي قانون يقر من المجلس القادم سيطبق على كل أبناء الوطن بدون استثناء بمن فيهم من قاطع في موقف يدل على سلبية مطلقة مهما حاول أن يقنع نفسه بتبريرات جوفاء لا معنى لها.

ودعاؤنا إلى الله بأن يحفظ الكويت وقيادتها وأهلها من كل سوء ومكروه.

***

«يبيلها ... حطة»  

في إحدى الديوانيات بدأت كالعادة موجة من "التحلطم"، وكان الموضوع الحفر في الشوارع التي أدت إلى "تكسير" سياراتنا، ونظراً لعدم إمكان إقامة دعوى ضد الحكومة التي تأبى حتى الآن القيام بأي جهد في الإصلاح، وعليه فقد اقترح أحدهم بالدعوة لفتح "صندوق... حطة" يرصد المبلغ المتجمع فيه للاتفاق مع إحدى الشركات- طبعاً بعد موافقة الحكومة- للقيام بردم تلك الحفر وإصلاح ما يمكن إصلاحه من الشوارع التي تشتكي من جور الزمن عليها، لنثبت أننا نضع يدنا في يد الحكومة بإيجابية وليس بـ"التحلطم" فقط... إنها فكرة جيدة، ولكن من يبدأ؟