أمسكتم الذيول فقط
![حسن العيسى](https://www.aljarida.com/uploads/authors/25_1682522445.jpg)
صور كثيرة "لدهان سير" و"تضبيط" الناخبين مقابل أن يخرج لنا حفنة من نواب "مسرح العرائس" الذين يتم تحريكهم من أعلى، ومن فوق خشبة المسرح بأيدي وأصابع أكبرها وأسمنها، يحركونهم ليقدموا استعراضاتهم ومعاركهم بالرقابة والمساءلة البرلمانية بالنيابة عن الأصيلين، ليس من أجل الصالح العام وإنما من أجل عيون الطالح العام وتصفية حسابات قديمة عند أهل الحكم، في لعبة إزاحة الشيخ الفلاني ليحل مكانه شيخ آخر في سلم الأولويات السلطوية للحكم... فصراع وثورات القصور لم تعد تتم داخل القصور كما كانت أيام زمان، وإنما يمكن أن تحدث في مكان آخر مثل مبنى البرلمان "الشكلي"، وعبر نواب مخلب القط الذين سيكونون جاهزين لأداء الدور المطلوب منهم، وسيردون في الوقت المناسب الجميل "لمعازيبهم" الذين لم يخصصوا أكشاكاً صغيرة فقط لدفع المعلوم لهم ولناخبيهم وإنما وظفوا الدولة كلها وبكل أجهزتها المالية والإدارية لهم...! وشاهدت، قبل أيام، في لقاء تلفزيوني لـ "بي بي سي" عينة حية من تلك الشاكلة المخزية للنواب، الذين جل همهم وكل وظيفتهم أو "وظيفتهن" أن يفرشوا السجاد الأحمر لشيخ سابق حتى يعود لأضواء الحكم الساطعة مقابل إزاحة هذا أو ذاك الشيخ... وكأننا أمام لعبة كراسي متحركة لأطفال في روضة، وليس في دولة، ويفترض أن لها مؤسسات ثابتة ويقيناً قانونياً، وليس أمزجة وأهواء سلطانية تحرك السياسة والاقتصاد. عن أي رشوة وأي فساد ضبط بالأمس في الدائرة الثالثة والرابعة فتلك حكايات مضحكة؟ والمأساة أن الكويت كلها أضحت دائرة واحدة مغلقة لدبلوماسية وسياسة الدينار.