المجتمع الدولي يدعو للحوار والتعاون مع روحاني
بينما نزل آلاف الايرانيين إلى شوارع طهران للاحتفال بفوز رجل الدين المعتدل حسن روحاني بالانتخابات الرئاسية ورحيل سلفه محمود احمدي نجاد الذي تولى الرئاسة على مدى ثماني سنوات لولايتين متتاليتين، مرددين شعارات مؤيدة للتيار الاصلاحي ومطالبين بالمزيد من الحريات، أعلنت الولايات المتحدة أنها "مستعدة للتعاون مباشرة" مع طهران بشأن ملفها النووي بعد فوز حسن روحاني، المحسوب على التيار الإصلاحي، برئاسة إيران.وجاء في بيان للبيت الأبيض أن هذا الالتزام "يهدف إلى إيجاد حل دبلوماسي من شأنه تبديد قلق المجتمع الدولي فيما يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني".
ورغم اعتباره أن "الانتخابات شابها انعدام للشفافية ورقابة على وسائل الإعلام والإنترنت في إطار عام من الترهيب قيد حرية التعبير والتجمع"، أشاد البيت الأبيض بـ"شجاعة الإيرانيين لإسماع صوتهم"، معربا عن أمله في "أن تأخذ القيادة الجديدة في الاعتبار إرادة الإيرانيين وتقوم بخيارات مسؤولة تحمل مستقبلا أفضل لجميع الإيرانيين".وفاز روحاني (64 عاما) بالانتخابات الرئاسية، منهيا 8 أعوام من حكم المحافظين في الجمهورية الإسلامية، وفق ما أعلن وزير الداخلية الإيراني، السبت.وأوضح الوزير مصطفى محمد نجار خلال إعلان النتائج النهائية أن روحاني حصل على 18.6 مليون صوت، أي 50.68 في المائة في الدورة الأولى للانتخابات، متقدما على 5 مرشحين محافظين. ولفت إلى أن نسبة المشاركة بلغت 72.7 بالمئة.ومع أنه يمثل المرشد الأعلى علي خامنئي في المجلس الأعلى للأمن القومي، فإن روحاني يدعو إلى مرونة أكبر في التعامل مع الغرب، وأشار خلال حملته إلى مباحثات مباشرة محتملة مع الولايات المتحدة. ورحب خامنئي، من جهته، بانتخاب روحاني رئيسا جديدا للبلاد.وقد أبدى المجتمع الدولي استعداده للتعاون مع روحاني، معربا في الوقت نفسه عن أمله في أن يلبي الرئيس الجديد تطلعات الأسرة الدولية إلى تعاون تام من جانب طهران في ملفها النووي إضافة إلى موقفها من النزاع السوري.ووجه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون "تهنئة حارة" إلى روحاني، مؤكدا أنه "سيواصل حض إيران على لعب دور بناء في القضايا الإقليمية والدولية"، مشيدا بـ"نسبة المشاركة العالية" في التصويت التي بلغت بحسب السلطات الإيرانية أكثر من 72%.من ناحيتها أعلنت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون أن الاتحاد "عازم" على العمل مع روحاني حول الملف النووي لبلاده.وقالت آشتون في بيان "تمنياتي لروحاني بالنجاح في تشكيل حكومة جديدة وفي مسؤولياته الجديدة. أنا مازلت عازمة بقوة على العمل مع القادة الإيرانيين الجدد من أجل التوصل سريعا إلى حل دبلوماسي للمسألة النووية".بدوره قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس إن باريس "أخذت علما بانتخاب حسن روحاني" وهي "مستعدة للعمل" معه خصوصا حول الملف النووي و"انخراط إيران في سوريا"، مشيدا بـ"تطلع الشعب الإيراني الذي لا يتزعزع إلى الديموقراطية".أما بريطانيا فدعت الرئيس المنتخب إلى "وضع إيران على سكة جديدة"، عبر "التركيز على قلق المجتمع الدولي حيال البرنامج النووي وعبر الدفع باتجاه علاقة بناءة مع المجتمع الدولي وتحسين الوضع السياسي ووضع حقوق الإنسان".كما رأى وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيلي في انتخاب روحاني تصويتا لصالح "إجراء إصلاحات ولسياسة خارجية بناءة"، معربا في بيان مقتضب عن أمله في "أن تتعاون القيادة الجديدة لهذا البلد في هذا الاتجاه من أجل إيجاد حلول للقضايا الدولية والإقليمية".كذلك أعربت وزيرة الخارجية الإيطالية إيما بونينو عن أمل روما في تطوير العلاقات الثنائية وفي قيام حوار بناء بين إيران والمجتمع الدولي بعد انتخاب روحاني، مؤكدة "ارتياح" روما لكون الانتخابات الرئاسية في إيران تمت بطريقة "سليمة". وجه الرئيس الإماراتي الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان برقية تهنئة إلى الرئيس الإيراني الجديد حسن روحاني، عبر فيها عن تطلعه للعمل مع إيران لخير المنطقة، والحرص على اقامة علاقات تعاون بين البلدين.وقالت وكالة أنباء الإمارات مساء امس إن رئيس الإمارات بعث برقية تهنئة إلى روحاني بمناسبة فوزه في الانتخابات الرئاسية الإيرانية التي جرت الجمعة.وقال بن زايد في برقيته: “نهنئكم بفوزكم برئاسة جمهورية إيران الإسلامية .. وبنجاح العملية الانتخابية في إيران متنمين لكم التوفيق وللشعب الإيراني دوام التقدم والإزدهار”.وأضاف: “إننا نتطلع للعمل معكم لما فيه خير المنطقة والشعبين الاماراتي والايراني.. ونحرص على إقامة علاقات تقوم على التعاون مع جمهورية إيران الإسلامية”.كما بعث نائب رئيس الامارات الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم والشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بالامارات ببرقيتي تهنئة مشابهتين للرئيس الايراني الجديد.وفي ما يتعلق بالأزمة السورية، دعا الائتلاف السوري المعارض الرئيس الإيراني الجديد إلى إعادة النظر في موقف إيران التي تدعم حكومة الرئيس بشار الأسد.ويشار إلى أن الملفين السوري والإيراني سيكونان في صدارة جدول أعمال قمة الدول الثماني التي تستضيفها بريطانيا الاثنين، ويحضرها الرئيس الروسي فلاديمير بوتن، أحد أهم داعمي حكومة الأسد.وفي المقابل، قللت إسرائيل من دور الرئيس الإيراني المنتخب، مؤكدة أن سياسة إيران النووية يحددها المرشد الأعلى علي خامنئي.وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية في بيان إن "البرنامج النووي لإيران قرره حتى الآن خامنئي وليس الرئيس الإيراني". مشيرة إلى أنه "سيستمر الحكم على إيران استنادا إلى أفعالها في المجال النووي كما في مجال الإرهاب. على إيران أن تتجاوب مع مطالب المجتمع الدولي بوقف برنامجها النووي والكف عن نشر الإرهاب في العالم".من جانبها، نددت رئيسة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية المعارضة بالمنفى مريم رجوي بالانتخابات الرئاسية التي جرت في بلادها وفاز فيها رجل الدين المعتدل حسن روحاني، معتبرة انها “مسرحية هزلية انهيت بسرعة من الدورة الاولى خوفا من انتفاضة شعبية”.وقالت رجوي في بيان نشر في باريس إن "مسرحية الانتخابات الرئاسية في نظام الملالي انتهت في أسرع وقت في الدورة الاولى بنسبة هزلية خوفا من الانتفاضة الشعبية”.واضافت انه “بهدف تفادي الانتفاضة الشعبية وتجديد أحداث وقعت قبل أربعة أعوام، فإن النظام الايراني قد أنهى لعبة الانتخابات على وجه السرعة وفي الدورة الاولى، وتطبيقا لدأبه الدائم قد ضاعف ما بين اربع وخمس مرات في غرفة سوداء باسم (غرفة تجميع الاصوات)، وادعى أن ما يقارب ب72% من الناخبين، قد شاركوا في هذه الانتخابات اللاشرعية”.واضافت ان "ظهور الملا روحاني، الشخص الذي كان مشاركا في جميع جرائم النظام منذ البداية، في هيئة شخص معتدل لاينطلي على أحد. ولا يمكن إنكار دوره في قصف قواعد مجاهدي خلق في العقد التسعين من القرن الماضي وأيضا اطلاق الف صاروخ في 18 ابريل 2001″.واضافت ان “روحاني كان لمدة 16 عاما رئيس المجلس الاعلى لأمن النظام، وكان من مؤسسي تشكيلة الملالي التابعة للمرشد الاعلى علي خامنئي باسم مجمع رجال الدين المناضلين، وهو في الوقت الحالي ممثل لخامنئي في المجلس الاعلى لأمن النظام. كما إنه عضو في مجلس تشخيص مصلحة النظام، ونائب في مجلس الخبراء ورئيس مركز البحوث الاستراتيجية في نظام الملالي”.واكدت رجوي انه "من دون وجود حرية التعبير وحقوق الانسان، وقبل الافراج عن السجناء السياسيين وحرية الاحزاب، وبينما تستمر سياسة اعتداء النظام الايراني على العراق وسوريا وبينما يصر النظام على الحصول على القنبلة النووية، فلا تغيير هناك ولن يتغير أي شيئ. ويعرف زعماء النظام بشكل جيد أن أي تغيير جاد في هذه السياسات سيؤدي إلى سقوط النظام بكامله.