الجيش المصري يتّجه شرقاً لتنويع مصادر السلاح

نشر في 13-10-2013 | 00:03
آخر تحديث 13-10-2013 | 00:03
No Image Caption
• السيسي يدعو العرب إلى تصحيح المسار والبعد عن التبعية
• أبوالمجد يؤكد وجود مبادرة و«الإخوان» تنفي
علمت «الجريدة» أن القوات المسلحة المصرية اتخذت التدابير اللازمة، من أجل تنويع مصادر السلاح، لتعويض قطع الولايات المتحدة جزءاً من معوناتها العسكرية عن مصر.
قررت الإدارة الحاكمة في مصر التصدي للضغوط الأميركية، من قبل إدارة الرئيس أوباما، للتأثير على القرار المصري، بشأن التعامل مع قيادات جماعة «الإخوان المسلمين».

 فقد كشف مصدر عسكري مسؤول، أمس، عن وجود اتجاه قوي لدى القوات المسلحة، يدافع عن مبدأ تنوع مصادر التسليح، منذ عهد المجلس العسكري السابق، مشدداً على أن هذا الاتجاه، بدأ يؤكد صحة موقفه، بعدما أعلنت الإدارة الأميركية، تعليقاً جزئياً لمساعداتها العسكرية إلى مصر، على خلفية التوتر الحادث بين القاهرة وواشنطن، عقب عزل الرئيس الإخواني المدعوم أميركياً محمد مرسي.

وكشف المصدر لـ»الجريaدة» أن هذا التوجه دفع قيادة الجيش للانتباه مبكراً، إلى خطورة الموقف، إذا ما تم الاعتماد فقط على الولايات المتحدة، مضيفاً أن أولى الخطوات بدأت بالفعل بتدريب ضباط مصريين على تعلم اللغة الروسية، داخل معهد اللغات التابع للقوات المسلحة، ومن ثم إرسالهم إلى روسيا، للحصول على دورات تدريب على معدات عسكرية مختلفة، تمهيداً للحصول عليها وإدخالها ضمن نظام التسليح للجيش المصري.

وبعد شهور من بدء مصر عمليات أمنية في سيناء، تستهدف ملاحقة عناصر إرهابية، وصلت تهديداتها إلى القاهرة، قررت واشنطن تعليق تزويد مصر بمروحيات «أباتشي» وصواريخ وقطع غيار لدبابات هجومية، ضمن صفقة مساعدات عسكرية أميركية تبلغ 1.3 مليار دولار سنوياً.

ورغم أن المساعدات الأميركية تعد جزءاً من معاهدة السلام التي عقدتها مع مصر وإسرائيل عام 1979، والتي تعتبر ضرورية للحفاظ على الاستقرار، ألغت واشنطن منتصف أغسطس الماضي، مناورات عسكرية مشتركة مع مصر، وأرجأت تسليم الجيش أربع مقاتلات من طراز «إف 16»، ضمن صفقة تشمل 20 طائرة، تم تسليم 4 منها فقط.

إلى ذلك، قال وزير الدفاع المصري، عبدالفتاح السيسي، إننا نعيش مرحلة «إعادة بناء شرق أوسط جديد، يستلزم البعد عن التبعية، وبناء القوة، لأنها الضمان، لتصحيح مسار الأمة العربية ووضعها في المقدمة».

جاء ذلك في كلمة له، أمس، خلال الاحتفالية، التي نظمتها القوات المسلحة في مكتبة الإسكندرية، بمناسبة الذكرى الأربعين لـ»نصر أكتوبر» 1973 ضد إسرائيل، تحت عنوان «ثورة من أجل مستقبل أفضل» أمس، وألقاها نيابة عنه اللواء أركان حرب سعيد عباس، قائد المنطقة الشمالية العسكرية بمدينة الإسكندرية.

«الإخوان» تتراجع

في غضون ذلك، بدت وزارة الداخلية المصرية، أمس، قادرة على السيطرة على الشارع، معلنة خطة انتشار كثيف، لتحقيق الانضباط، بينما تراجعت جماعة «الإخوان» عن مبادرة المفكر الإسلامي أحمد كمال أبوالمجد للمصالحة مقابل وقف العنف، وهي المبادرة التي بدا أن الجماعة قوضتها.

وبينما نفى بيان أصدره القيادي الإخواني محمد علي بشر مساء أمس الأول وجود مبادرة وساطة مع السلطة ممثلة باقتراحات أبوالمجد، لافتاً إلى أن لقاءه مع «التحالف الوطني لدعم الشرعية»، كان حواراً عاماً، لكن الفقيه الدستوري د. أحمد كمال أبوالمجد قال ساخراً،

لـ»الجريدة»: «أظن أنه يحتاج إلى بيان».

وأضاف: «أريد منهم أن يوضحوا حقيقة موقفهم بالفعل، لأن بيانهم خرج متناقضاً، إذ فيه أجزاء تبعث على التفاؤل، وفقرات تحمل على اليأس، أحتاج منهم إلى توضيح لأعرف هل أُكمل ما بدأته، أم أقول لهم، سلام عليكم لا نبتغي الجاهلين».

رفح

ميدانياً، وبينما أعلنت قوات الأمن المصرية خطة تأمين للمناطق الحيوية خلال فترة عيد الأضحى المبارك، استأنفت السلطات المصرية أمس العمل في ميناء رفح البري، أمام حركة العبور والعالقين مع قطاع غزة في الاتجاهين، بينما واصلت عناصر القوات المسلحة والشرطة تنفيذ ضرباتها الأمنية الناجحة ضد الأوكار والبؤر الإجرامية، التي تتمركز فيها العناصر التكفيرية المسلحة والمطلوبين جنائياً في 20 قرية وعدد من المناطق الصحراوية بشمال سيناء.

لجنة «الخمسين»

في غضون ذلك، وبينما أجَّلت لجنة الخمسين لتعديل الدستور، خلافاً مع القوات المسلحة، حول عدد من المواد في الدستور، المفترض أن تنتهي لجنة إعداده من عملها منتصف نوفمبر المقبل، جدَّد أهالي «النوبة» مطالبتهم للجنة «الخمسين» في اجتماعها أمس بالنص في الدستور الجديد على إقرار حق العودة إلى أراضيهم التي هجروا منها على ضفاف النيل.

وفي ظل تزايد شعبية قائد الجيش الفريق أول عبدالفتاح السيسي، زاد الجدل حول وضع الجيش في الدستور الجديد، بعد ثلاثة أشهر من انتصار الجيش للإرادة الشعبية، بعزل الرئيس الإخواني مطلع يوليو الماضي.

وقالت رئيسة لجنة الحقوق والحريات في اللجنة، هدى الصدة، إن اللجنة المصغرة المكلفة بمناقشة المواد الخاصة بالمؤسسة العسكرية، ستستأنف أعمالها عقب انتهاء إجازة العيد، مشيرة إلى أن الطرفين تمسكا برأيهما سواء حول مادة آلية اختيار وزير الدفاع أو المادة المتعلقة بالمحاكمات العسكرية للمدنيين، مضيفة: «قررنا تأجيل حسم الأمر إلى ما بعد إجازة عيد الأضحى، على أن يرجع ممثلو القوات المسلحة إلى جهتهم للتشاور للوصول إلى صياغة توافقية ترضي الطرفين».

«الكارو»... أداة تفجير في سيناء

طوَّرت الجماعات المسلحة في سيناء أساليب حربها ضد قوات الجيش المصري، التي تشن عمليات شبه يومية لضرب بؤر الإرهاب في شبه الجزيرة المصرية، لتنتقل من مرحلة تفخيخ السيارات والدراجات النارية بالعبوات الناسفة، إلى تفخيخ «الكارو»، وهي عربات بدائية يجرها حمار.

واستخدمت هذه الفكرة المبتكرة لاستهداف صفوف أفراد الأمن في شمال سيناء، على غرار ما تم قبل أيام قرب الشريط الحدودي لمدينة رفح، حيث استهدف مسلحون دوريات للجيش، وزرع المسلحون عبوات ناسفة إحداها في عربة «كارو»، تم تفجيرها عن بُعد، أثناء وصول عدة مدرعات لمداهمة مناطق يشتبه في وجود فتحات أنفاق بها، مما أسفر عن إصابة تسعة من أفراد القوات المسلحة بينهم ضابط.

تسبب مسح رسومات غرافيتي في شارع "محمد محمود" المؤدي إلى ميدان التحرير وسط القاهرة أواخر سبتمبر الماضي، إلى اندلاع موجة غضب بين النشطاء مازال صداها مستمراً، كون الصور المرسومة على جدار الجامعة الأميركية الموجودة بالشارع، تُعد توثيقاً لأحداث ثورة 25 يناير 2011. مشهد الطمس، فجر الغضب في عروق رسامي الغرافيتي، دفعهم نهاية الأسبوع الماضي إلى إعادة الكرَّة بالكتابة والرسم على جدران الشارع، و"امسح كمان يا نظام جبان" التي دونوها إلى جوار رسمة لوجه يخرج لسانه. وفي الصورة غرافيتي على أحد جدران شارع محمد محمود

(الجريدة)

back to top