دشَّنت قيادات من "الدعوة السلفية"، أكبر القوى السلفية في مصر، حملة لتحسين صورة ذراعها السياسية حزب "النور"، في مركزها الرئيسي بالإسكندرية، من خلال إعلان موقفها من الأحداث الجارية، باستلهام شواهد من السُّنة النبوية، في محاولة لامتصاص غضبة كوادرها الشابة، التي لا تتفق مع الكثير من قرارات قادة الدعوة منذ عملية الإطاحة بالرئيس محمد مرسي في 3 يوليو، والتي شارك فيها "النور".
وأصدرت قيادات "الدعوة السلفية"؛ الباحثة عن دور سياسي بعد سقوط حكم "الإخوان"، عدداً من البيانات والدراسات التي تُبين موقفها الشرعي من الأحداث الجارية، منذ 30 يونيو، لمواجهة غضبة شباب "السلفية"، الذين رأوا في قرارات شيوخ الدعوة مخالفة صريحة لفكرة "عدم الخروج على الحاكم الشرعي"، وأعلنوا رأيهم في صورة انشقاقات ضربت حزب "النور". حملة غسيل السمعة السلفية، قادها المتحدث الرسمي لـ"الدعوة السلفية" عبدالمنعم الشحات، الداعية المثير للجدل، والذي أصدر دراسة الأسبوع الماضي، تستند إلى شاهد تاريخي من السيرة النبوية، قائلاً: "الواقعية تقتضي التعامل مع الأمر الواقع، كما كان يفعل النبي قبل التمكين (أي ما قبل الهجرة)، لتقليل الخسائر"، مؤكدا عدم جواز تكفير من شارك في تظاهرات 30 يونيو. وطالب الداعية السلفي راغب السرجاني، في مقال له "أين أنا؟"، الحركات الإسلامية الاقتداء بما كان يفعله النبي وقت الأزمات، من خلال تحقيق المصالح العليا ودرء المفاسد، كما فعل في غزوة "أحد" التي قرر الانسحاب فيها حفاظاً على أرواح المسلمين. وبينما توقع عضو مجلس أمناء الدعوة السلفية المنشق محمد الكردي لـ"الجريدة" فشل تلك الحملات بعد أن فضلت "الدعوة السلفية" المكوث في معسكر الانقلابيين، قال المتخصص في الحركات الإسلامية كمال حبيب إن حزب "النور" يعيش حالياً عزلة من جانب التيارات الإسلامية الأخرى، بسبب موافقته على خارطة المستقبل التي وضعها الجيش في 3 يوليو، مؤكداً أن لجوء الدعوة السلفية إلى مثل هذه الدراسات هو محاولة منها لشرح موقفها لقواعدها الشابة، مشيراً إلى أن الدعوة السلفية تعاملت مع الأمور بواقعية أكثر لتجنّب المزيد من الخسائر.
دوليات
«النور» يُجمّل صورته بـ «شواهد» من السُّنة
02-09-2013