مع ارتفاع حدة الخطاب الطائفي الذي يهد بفتنة سنية ـــ شيعية في المنطقة على خلفية الأوضاع في سورية خصوصاً بعد اعتراف حزب الله بالمشاركة في القتال هناك، أعلنت طهران أنها تتخذ إجراءات لحماية المراقد الشيعية في سورية، في حين اتهمت المعارضة حزب الله بتوسيع مشاركته في القتال لتشمل محافظتي ريف دمشق وطرطوس إلى جانب قتاله في القصير في محافظة حمص.   

Ad

أكد مساعد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان ان بلاده اتخذت "اجراءات" لحماية المراقد الشيعية في سورية، مهدداً باسم نظام الرئيس بشار الأسد بفتح جبهة الجولان اذا "لم يتم وقف تدفق السلاح والمسلحين الى سورية من دول الجوار".

وقال عبداللهيان: "لا يمكن القبول بأن تدخل البحرين قوات بلد مدججة بمئات الدبابات والمدافع والجنود بذريعة حماية المنشآت العامة"، وذلك في إشارة الى دخول قوات درع الجزيرة التابعة لمجلس التعاون الخليجي الى البحرين، "لكن العتبات المقدسة في سورية تتعرض لهجمات الإرهابيين ويبقى عالم التشيع متفرجا"، مضيفاً أن "اجراءات يتم اتخاذها لحماية هذه المراقد والعتبات المقدسة والمهمة على صعيد العالم الإسلامي والتشيع".

وأشار المسؤول الإيراني الى أن "سورية يمكن أن تفتح جبهة جديدة ضد كيان الاحتلال في الجولان المحتل اذا لم يتم ضبط الحدود من قبل الدول المجاورة ومنع تهريب السلاح والمقاتلين الى الأراضي السورية"، مؤكداً أن "إيران تدعم الشعب والنظام والمعارضة الوطنية التي تؤمن بالحل السياسي وتدعمه". وأضاف "ان الموقف الايراني لم ولن يتغير في الدفاع عن سورية، وان حزب الله يتبع استراتيجية مماثلة".

وأعلن حاكم المصرف المركزي السوري أديب ميالة أمس أن إيران تقدم تسهيلات ائتمانية تصل قيمتها الى سبعة مليارات دولار لبلاده.

«حزب الله»

وفي وقت أصبح تورط حزب الله في المعارك في مدينة القصير وريفها في محافظة حمص أمراً مفروغاً منه باعتراف الحزب نفسه، اتهمت المعارضة السورية و"الجيش السوري الحر" الحزب اللبناني بتوسيع مشاركته في القتال الى العاصمة دمشق ومحافظة طرطوس جنوب غرب سورية الواقعة على الحدود مع لبنان.  

وقال المتحدث باسم الائتلاف الوطني السوري المعارض خالد صالح: "بدأت ميليشيات حزب الله التحرك الى الريف في دمشق. هذا تطور جديد لم نكن نتوقعه لأننا نعرف ان ميليشيا حزب الله موجودة بالفعل في القصير وتحارب هناك. يبدو لي أن ميليشيا حزب الله متورطة تماماً في سورية، وهذا يؤكد تقارير المخابرات التي تلقيناها من الكثير من الدول الحليفة". من ناحيته، أفاد "الجيش الحر" في بيان عن "وجود حشود لعناصر حزب الله في مدينة طرطوس السورية".

وتصاعدت حدة المعارك أمس في محيط القصير. وأفاد المرصد السوري لحقوق الانسان أمس أن حصيلة قتلى حزب الله على المدينة ارتفعت الى 79، ما يرفع عدد قتلى الحزب في سورية الى 141 مقاتلا.

الكيماوي

في سياق آخر، أظهرت لقطات فيديو نشرت على الانترنت من ضاحية حرستا قرب دمشق صفوفاً من الضحايا يرقدون على الأرض في غرفة كبيرة وتمت تغطيتهم بالبطاطين ويتنفسون من أقنعة اكسجين.

ويتبادل جانبا الصراع الاتهامات باستخدام أسلحة كيماوية. وأوردت صحيفة "لوموند" الفرنسية روايات شهود أمس عن تنفيذ قوات الأسد هجمات بأسلحة كيماوية. وأظهر فيديو آخر من حرستا ليل الأحد- الاثنين اثنين على الأقل من المقاتلين تم وضعهما في حافلة صغيرة وعيونهم تدمع وكانا يعانيان صعوبة في التنفس بينما يضع مسعفون أنبوبا في حلق كل منهما.

قال طبيب أجريت معه مقابلة في فيديو آخر إن الهجوم الكيماوي المزعوم في حرستا رد على هجوم شنه مقاتلو المعارضة على نقاط تفتيش عسكرية قريبة. وشكا نقصا حادا في العاملين والإمدادات الطبية لعلاج الضحايا. وقال الطبيب الذي لم يذكر اسمه إن لديهم عشرات الجرحى من هجوم آخر بقنبلة غاز كيماوية وإن هناك الكثير من الناس يرقدون على الأرض فحسب ولا يوجد من يعالجهم.

وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أمس في اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي في بروكسل: "ثمة أدلة واضحة متزايدة على استخدام اسلحة كيماوية على نطاق محلي. لابد من التحقق من كل ذلك ونحن نفعل ذلك مع شركائنا للوصول الى العواقب المحددة التي يمكن استخلاصها من هذا".

«جنيف 2»

الى ذلك، أعلنت الصين أمس استعدادها للمشاركة بـ"فعالية" في مؤتمر "جنيف 2" حول سورية. كما أعلن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف تأييد وزراء خارجية الدول الأعضاء بمنظمة معاهدة الأمن الجماعي للمبادرة الروسية - الأميركية لعقد المؤتمر الدولي المقرر اجراؤه في 10 يونيو المقبل. من ناحيته، اعلن الائتلاف السوري المعارض انه لم يتوصل بعد الى قرار بشأن المشاركة في المؤتمر.  

حظر السلاح

الى ذلك، ناقشت دول الاتحاد الاوروبي أمس مسألة رفع الحظر على تصدير السلاح الى سورية للتمكن من مد المعارضة السورية بالسلاح وذلك بطلب من بريطانيا. وتضغط بريطانيا وفرنسا بشدة من أجل تخفيف الحظر، في حين تقود النمسا معسكراً يضم خمس دول من دول الاتحاد السبع والعشرين تعارض بشدة ارسال أسلحة الى سورية .

وهدد وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ بأنه اذا لم يتوصل الاتحاد الى توافق فإن بلاده ستتخذ القرار الذي يناسبها، وقال: "المهم ان نفعل الشيء الصواب في سورية. هذا أهم من أن يتمكن الاتحاد الاوروبي من ان يتبنى موقفا موحدا في كل التفاصيل". وحث الائتلاف المعارض وأنقرة الاتحاد على رفع الحظر.

 (طهران، دمشق، بروكسل ــ أ ف ب، رويترز، د ب أ، يو بي آي)