رحيل السميط... خادم فقراء إفريقيا

نشر في 16-08-2013 | 00:01
آخر تحديث 16-08-2013 | 00:01
غيب الموت الدكتور عبدالرحمن السميط بعد عمر حافل بأعمال الخير التي تحكي تفاصيلها كل أنحاء إفريقيا والمجتمعات الفقيرة في أنحاء العالم.

فقدت الكويت أمس أحد فرسان العمل الخيري العم د. عبدالرحمن السميط رحمه الله، بعد معاناة طويلة مع المرض الذي لم يثنه عن متابعة أعماله الخيرية والإغاثية إلا في الأيام الأخيرة من حياته.

استطاع الراحل، رحمه الله، بفضل عمله أن يمسح دموع ملايين المساكين، وأن يسد جوع ملايين الفقراء وأن يكسو ملايين العراة، فغيّر بذلك جزءا كبيرا من مآسي  وحياة ابناء القارة الافريقية لأنه وبكل بساطة اختصه الله في الدعوة إليه، حتى أصبح ركيزة من ركائز العمل الخيري وأضحى أحد رواد الدعوة الاسلامية في إفريقيا.

لم يكن طبيبا عاديا، بل طبيبا فوق العادة، إذ بعد أن ينتهي من عمله المهني، كان يتفقد أحوال المرضى، في أجنحة مستشفى الصباح، ويسألهم عن ظروفهم وأحوالهم الأسرية والاجتماعية والاقتصادية، ويسعى في قضاء حوائجهم، ويطمئن على حالاتهم الصحية. واستمرت معه عادته وحرصه على الوقوف إلى جانب المعوزين وأصحاب الحاجة، وحينما شعر بخطر المجاعة يهدد المسلمين في إفريقيا، وأدرك خطورة حملات التنصير التي تجتاح صفوف فقرائهم في أدغال القارة السوداء، آثر أن يترك عمله الطبي طواعية، ليجسد مشروعا خيريا رائدا، واستقطب معه فريقاً من المخلصين، الذين انخرطوا في تدشين هذا المشروع الإنساني، الذي تتمثل معالمه في مداواة المرضى، وتضميد جراح المنكوبين، ومواساة الفقراء والمحتاجين، والمسح على رأس اليتيم، وإطعام الجائعين، وإغاثة الملهوفين.

مولده ونشأته

ولد الفقيد في الكويت في 15 اكتوبر 1947، وتخرج في جامعة بغداد بعد أن حصل على بكالوريوس الطب والجراحة، وفي الجامعة كان يخصص الجزء الأكبر من مصروفه لشراء الكتيبات الإسلامية ليقوم بتوزيعها على المساجد، وعندما حصل على منحة دراسية قدرها 42 دينارا كان لا يأكل إلا وجبة واحدة وكان يستكثر على نفسه أن ينام على سرير رغم أن ثمنه لا يتجاوز دينارين معتبرا ذلك نوعا من الرفاهية.

وحصل على دبلوم أمراض مناطق حارة من جامعة ليفربول عام 1974، واستكمل دراساته العليا في جامعة ماكغل الكندية متخصصاً في الأمراض الباطنية والجهاز الهضمي.

سجن السميط رحمه الله مرتين، الأولى في بغداد عام 1970 وكاد يعدم، والثانية عام 1990 عندما اعتقلته المخابرات العراقية أثناء غزو العراق للكويت ولم يعرف مصيره وقتها. عذب في بغداد حتى انتزعوا اللحم من وجهه ويديه وقدميه، ويقول عن ذلك: كنت على يقين من أنني لن أموت إلا في اللحظة التي كتبها الله لي.

حياة حافلة بالإنجازات

عمل متخصصا في مستشفى الصباح في الفترة من 1980 – 1983، ونشر العديد من الأبحاث العلمية والطبية في مجال القولون والفحص بالمنظار لأورام السرطان، كما أصدر أربعة كتب هي: لبيك إفريقيا، دمعة على إفريقيا، رسالة إلى ولدي، العرب والمسلمون في مدغشقر، بالإضافة إلى العديد من البحوث وأوراق العمل ومئات المقالات التي نشرت في صحف متنوعة، تولى منصب أمين عام جمعية مسلمي إفريقيا عام 1981، ومازال على رأس الجمعية إلى وفاته بعد أن تغير اسمها إلى جمعية العون المباشر في 1999.

شارك في تأسيس ورئاسة جمعية الأطباء المسلمين في الولايات المتحدة الأميركية وكندا 1976. كما شارك في تأسيس فروع جمعية الطلبة المسلمين في مونتريال 1974- 1976، ولجنة مسلمي ملاوي في الكويت عام 1980، واللجنة الكويتية المشتركة للإغاثة 1987، وهو عضو مؤسس في الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية، وعضو مؤسس في المجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة، وعضو في جمعية النجاة الخيرية الكويتية، وعضو جمعية الهلال الأحمر الكويتي، ورئيس تحرير مجلة الكوثر المتخصصة في الشأن الإفريقي، وعضو مجلس أمناء منظمة الدعوة الإسلامية في السودان، وعضو مجلس أمناء جامعة العلوم والتكنولوجيا في اليمن، ورئيس مجلس إدارة كلية التربية في زنجبار ورئيس مجلس إدارة كلية الشريعة والدراسات الإسلامية في كينيا.

قصة دخوله إفريقيا

تركز جل نشاط السميط من خلال لجنة مسلمي إفريقيا بعد أن وضعت أجندة خيرية لمساعدة المسلمين في القارة السمراء ورعايتهم تعليميا وصحيا واجتماعيا.

وتعود قصة ولعه بالعمل في إفريقيا حين عاد إلى الكويت في أعقاب استكمال دراساته العليا، حيث كان مسكونا بطاقة خيرية هائلة أراد تفجيرها فذهب إلى وزارة الأوقاف وعرض على المسؤولين رغبته في التطوع للمشاركة في الأعمال الخيرية، غير أن البيروقراطية الرسمية كادت تحبطه وتقتل حماسه، لكن الله شاء له أن يسافر إلى إفريقيا لبناء مسجد لإحدى المحسنات الكويتيات في ملاوي، فيرى ملايين البشر يقتلهم الجوع والفقر والجهل والتخلف والمرض، ويشاهد وقوع المسلمين تحت وطأة المنصرين الذين يقدمون إليهم الفتات والتعليم لأبنائهم في مدارسهم التنصيرية، ومن ثم فقد وقع حب هذه البقعة في قلبه ووجدانه وسيطرت على تفكيره.

تعرض في إفريقيا للاغتيال مرات عديدة من قبل المليشيات المسلحة بسبب حضوره الطاغي في أوساط الفقراء والمحتاجين، كما حاصرته أفاعي الكوبرا في موزمبيق وكينيا وملاوي غير مرة لكن الله نجاه.

و»الجريدة» التي آلمها هذا المصاب الجلل تتقدم من آل السميط الكرام وأهله وأبنائه بأحر التعازي القلبية، سائلة المولى عز وجل أن يلهمهم الصبر والسلوان على فقيدهم وفقيد الكويت قاطبة العم عبدالرحمن حمود السميط. جعل الله تعالى مثواه الجنة.

إنا لله وإنا إليه راجعون

الأمير يوجه بتسمية شارع باسم الراحل

أمر سمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد بإطلاق اســـم المغفــــور له بإذن اللـــــه تعالــــــى د. عبدالرحمن السميط على احد شوارع دولة الكويت، تقديرا لأعماله الجليلة وخدماته المتميزة في العمل الخيري والإنساني.

وقال وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء وزير الصحة الشيخ محمد العبدالله، في تصريح له، ان هذا «الأمر السامي يأتي تخليدا لاسم الفقيد السميط، وتكريما له على كل ما قدمه من عطاءات متميزة وجهود كبيرة في مجال العمل الخيري والانساني»، مضيفاً أن مجلس الوزراء كلف بلدية الكويت اتخاذ الإجراءات اللازمة في هذا الشأن.

وكانت وزارة الخارجية نعت أمس الراحل، كما نعاه وزير الإعلام وزير الدولة لشؤون الشباب الشيخ سلمان الحمود.

مجلس الوزراء: فقدنا نموذجاً مشرفاً للعمل الخيري

قال مجلس الوزراء إن الكويت والأمة الاسلامية فقدتا برحيل الداعية د. عبدالرحمن السميط «رمزا بارزا ونموذجا مشرفا للعمل الخيري الخالص لوجه الله تعالى، يجسد ما جبل عليه اهل الكويت جيلا بعد جيل من حب العطاء والبذل ومساعدة المحتاجين وابتغاء مرضاة الله».

وأضاف المجلس، في بيان أصدره أمس وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء وزير الصحة الشيخ محمد العبدالله، أنه تلقى «بقلوب ثابتة وايمان صادق بقضاء الله وقدره نبأ وفاة المغفور له بإذن الله تعالى د. عبدالرحمن السميط»، لافتاً إلى أن الفقيد رحمه الله «سخر حياته كلها للعمل الخيري ووصلت يداه الخيرة إلى كل المحتاجين في كافة بقاع العالم من بناء للمستشفيات والمدارس والمعاهد والملاجئ وحفر للآبار وأعمال جليلة في الخير والبر كانت موضع تكريم العديد من الدول والمؤسسات الاسلامية».

وأشار البيان إلى أن السميط رحمه الله «تكبد الكثير من المشقة والعناء والمرض في سبيل مساعدة المحتاجين وتخفيف معاناتهم في كل مكان»، مبيناً أنه «كان طيب الخصال، جم التواضع، حسن المعشر والخلق، كريما عطوفا يحظى بمحبة واحترام كل من تعامل معه، وسيظل اسمه محفورا في سجل العمل الانساني الخيري، نموذجا رائعا للعطاء والخير، وتجسيدا حيا لمبادئ وتعاليم اسلامنا الحنيف وقيمه السامية». وختم البيان بالدعوة للفقيد بأن «يتغمده الله برحمته الواسعة ورضوانه، وأن يمتعه بعظيم الأجر وحسن الثواب وأن يسكنه أعلى جناته، وأن يلهمنا جميعا جميل الصبر والسلوان ويحسن عزاءنا و (إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ)».

«النجاة الخيرية»: 11 مليوناً أسلموا على يدي الراحل

نعت جمعية النجاة الخيرية الداعية د. عبدالرحمن السميط «سفير الدعوة» ومؤسس ورئيس جمعية العون المباشر.

وقال مدير عام الجمعية محمد الأنصاري، في بيان أمس، إن «جهود السميط أسفرت عن إسلام ما لا يقل عن 11 مليون إنسان وعشرات الألوف من القبائل بأكملها، وزعماء قبائل، ودعاة لأديان أخرى أسلموا، فتحولوا إلى دعاة للإسلام أنقذهم بفضل الله تعالى، وساهم في مد يد العون لهم من خلال توفير المسكن والعمل والمستشفيات والمدارس وغيرها من الاحتياجات».

وأضاف الأنصاري أن «العمل الخيري في العالم فقد بوفاة السميط سفير الدعوة المعاصر»، لافتا إلى ان الراحل ترك حياة الراحة والرفاهية وأقام في إفريقيا مع زوجته في بيت متواضع في قرية مناكارا بجوار قبائل الأنتيمور، وأخذ يمارس الدعوة للإسلام، دعوة طابعها العمل الإنساني الخالص الذي يكرس مبدأ الرحمة فيجتذب ألوف الناس إلى دين الإسلام.

الجوائز والشهادات التقديرية

نال الراحل اوسمة كثيرة نظير خدماته واعماله الخيرية منها:

1 - وسام رؤساء دول مجلس التعاون الخليجي المنعقد في مسقط عن العمل الخيري 1986.

2 - جائزة الملك فيصل بن عبدالعزيز لخدمة الإسلام والمسلمين عام 1996.

3 - وسام مجلس التعاون الخليجي لخدمة الحركة الكشفية عام 1999.

4 - وسام النيلين من الدرجة الأولى من جمهورية السودان عام 1999.

5 - جائزة الشيخ راشد النعيمي حاكم إمارة عجمان عام 2001.

6 - الدكتوراه الفخرية في مجال العمل الدعوي من جامعة أم درمان الإسلامية بالسودان في مارس 2003.

7 - وسام فارس من رئيس جمهورية بنين 2004.

8 - جائزة الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم للعلوم الطبية والإنسانية في دبي - الإمارات ديسمبر 2006.

9 - وسام فارس العمل الخيري من إمارة الشارقة عام 2010.

10 - جائزة العمل الخيري من مؤسسة قطر – دار الإنماء عام 2010.

11 - شهادة تقديرية من مجلس المنظمات التطوعية في جمهورية مصر العربية - القاهرة.

12 - جائزة العمل الخيري من الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم حاكم دبي – للعمل الخيري والانساني.

13 - جائزة الشارقة للعمل التطوعي والانساني عام 2009.

العمر: السميط عبّر عن الصورة المثلى للكويتي

«كان سفير العمل الخيري في إفريقيا والعالم»

قال الرئيس التنفيذي في بيت التمويل الكويتي «بيتك» محمد العمر إن «المغفور له بإذن الله الشيخ عبدالرحمن السميط، الشخصية الكويتية الرائدة في مجال العمل الخيري الذي وافته المنية أمس، كان احد سفراء الكويت البررة للعالم»، مبيناً أن السميط «اظهر الوجه المشرق للعمل الخيري الذي جبل عليه أهل الكويت، ورسم بجهوده ومساعيه الخيرة في أنحاء الأرض، خاصة إفريقيا، الصورة المثلى للمواطن الكويتي المسالم والمحب للخير للإنسانية بصرف النظر عن الدين أو اللون، وكان احد دعاة الإسلام المستنير الذي يقدم مصلحة الناس ومنفعتهم، مستهدفا «اعمار الأرض» وتنمية الإنسان وتوفير الحياة الكريمة له.

وأعرب العمر عن تعازي «بيتك» للكويت وشعبها ولأسرة الفقيد، مؤكدا أن جهود الفقيد كانت تمثل لـ»بيتك» حافزا نحو مزيد من دعم العمل الخيري بالتعاون مع المؤسسات والهيئات الحكومية المعنية بذلك، بالإضافة إلى الحرص على أن تكون أنشطة وأعمال «بيتك» ذات رؤية اقتصادية تنظر إلى تنمية المجتمع بمفهومها الشامل من خلال المساهمة في دفع عجلة الاقتصاد الوطني، مشيرا إلى أن هذه الإستراتيجية طبقها «بيتك» في أعماله داخل الكويت وخارجها، إيمانا بأهمية أن يمثل العمل المالي وفق الشريعة قيمة مضافة تعزز قدرات المجتمع وتحقق الخير لأفراده.

وأكد أن «مسيرة المرحوم بإذن الله في مجال العمل الخيري الذي نال احترام العالم كله، ستكون مثالا يحتذي ونبراسا يهتدي به من قبل الأجيال القادمة»، موضحاً أن هذه المسيرة تلتقي وتتقاطع مع إحدى الركائز الأساسية في مسيرة (بيتك) وتتمثل في عظمة ما في الفضاء الواسع للقيم الإنسانية في ديننا وشريعتنا السمحاء التي تقوم على التكافل والتضامن بين المجتمعات الإسلامية وأفرادها، وأن تتعدى يد العون والدعم إلى الإنسانية قاطبة».

النواب يؤبّنون السميط: نذر نفسه للعمل الخيري وزهد في ملذات الدنيا

أبَّن نواب مجلس الأمة رجل الخير رئيس جمعية العون المباشر د. عبدالرحمن السميط بعد أن وافته المنية أمس عقب صراع طويل مع المرض، معددين مناقب الفقيد الذي نذر حياته للعمل الخيري محليا وخارجيا وساهم في ارساء قواعد الدعوة للاسلام ومساعدة الفقراء في شتى بقاع العالم.

وقال نائب رئيس مجلس الأمة مبارك الخرينج: «ببالغ الحزن والأسى تلقينا نبأ وفاة المغفور له بإذن الله تعالى د. عبدالرحمن السميط والذي رحل عنا وترك لنا سيرة عظيمة ونشاطا نادرا عز نظيره في الدعوة والخير»، مبينا أن الكويت والأمة الإسلامية بفقدانه فقدتا «داعية بارزاً في عالم الدعوة الاسلامية وهب حياته ومسيرته للعمل الخيري». وأضاف الخرينج: «وإني إذ أشارك الكويت خالص العزاء والمواساة لأتضرع الى المولى عز وجل ان يتغمد الفقيد بفيض رحمته ورضوانه ويلهم أهله ومحبيه وشعب الكويت الصبر والسلوان».

سفير الإسلام

وقال النائب يعقوب الصانع إن السميط كان «طيب الاخلاق كريم العطاء وكان خير سفير للإسلام وللعمل الخيري الكويتي في داخل الكويت وخارجها، بعد ان أخذ على عاتقه البحث عن الفقراء والمساكين في العالم، لاسيما في دول افريقيا والذهاب اليهم لتقديم المعونة والمساعدة غير عابئ بما يمكن أن يتعرض له في رحلاته من أخطار ومجاعات وجفاف وأوبئة وحروب أهلية على مدار أكثر من 29عاماً مضت، ابتغى فيها الرجل مرضاة ربه، و (إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ)».

من جانبه تقدم النائب علي العمير بخالص العزاء والمواساة لأهالي الفقيد والكويت كلها، سائلا المولى عز وجل ان يتقبله في الصالحين ويدخله فسيح جناته ويجزيه على ما قدم للاسلام والمسلمين خير الثواب والجزاء.

خسارة فادحة

وأشاد النائب عبدالله العدواني بمناقب الفقيد واصفا رحيله بأنه خسارة فادحة للعمل الاسلامي الخيري الكويتي والاسلامي، باعتباره علماً من أعلام هذا العمل الإنساني المشرف، حيث أمضى حياته في دعم أعمال الخير للمحتاجين والفقراء في شتى بقاع الأرض عامة وافريقيا خاصة.

وأعرب النائب سعود الحريجي مراقب مجلس الامة عن حزنه لفقدان السميط، مبيناً أنه واحد من أبرز المنظرين والمطبقين لفقه الدعوة في العصر الحديث، حيث أسلم على يديه أكثر من 11 مليون شخص في افريقيا، وبنى 5700 مسجد، وحفر 9500 بئر، وأنشأ 860 مدرسة، و4 جامعات و204 مراكز اسلامي، بعد أن قضى أكثر من 29 سنة ينشر الاسلام في القارة السمراء بمعدل يقارب 972 مسلما يوميا.

وعبر النائب أحمد مطيع العازمي عن اسفه لفقدان السميط، مشيرا إلى أن خبر وفاته نزل على العالم العربي والاسلامي كالصاعقة، نظرا لما قدم للاسلام والمسلمين طيلة تسعة وعشرين عاما حفلت بجليل الاعمال الخيرية وفضيل الاجتهادات الدعوية، التي أثمرت ما يزيد على 11 مليونا اعتنقوا الاسلام، الى جانب بناء الاف المساجد وكفالة آلاف الأيتام وحفر آلاف الابار، مما يسطر لكافة الدعاة منهجا رائعا في التطبيق العملي الذي شغل جل أوقاته به.

علامة بارزة

وأكد النائب طلال الجلال انه برحيل السميط فقدت الكويت احد ابنائها ورجالاتها المخلصين الذين أفنوا عمرهم في مجال الدعوة واعلاء كلمة الحق والعمل الخيري، مؤكدا ان المغفور له كان علامة بارزة في تاريخ الكويت وأفنى عمره في خدمة الامتين العربية والاسلامية في سبيل اعلاء كلمة لا إله إلا الله، مبيناً أن رحيله خسارة كبيرة للعالمين العربي والإسلامي «فنعزي أنفسنا وندعو الله ان يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان».

مساعدة المحتاجين

من جهته، أكد النائب محمد الجبري أن الفقيد كرس حياته للعمل الخيري وقدم المعونة والمساعدة للمحتاجين في اصقاع العالم.

واقترح الجبري انشاء مركز اسلامي يطلق عليه مركز عبدالرحمن السميط تقديرا للدور الذي قام به فقيد الكويت والأمة الاسلامية.

علم الخير

بدوره، وصف النائب رياض العدساني الفقيد بأنه علم من أعلام العمل الخيري ورجل الخير والانسانية، معتبراً أن الراحل السميط رجل بأمة، فهو من الذين قل كلامهم وكثرت افعالهم، إذ أمضى زهاء ثلاثة عقود في عمل الخير ونشر الدعوة الاسلامية.

وأكد د. محمد الحويلة أن «الكويت بفقدها السميط فقدت النموذج والقدوة الحسنة للعمل الخيري على مستوى العالم أجمع، فقد استطاع ابو صهيب، وهو فرد، ان يحفر اسم الكويت حيثما نزل وحلّ، وهو أمر عجزت عنه العديد من المؤسسات ذات الميزانيات الضخمة».

back to top