الأزمة تشل تونس بعد فشل مبادرة الجبالي

نشر في 20-02-2013 | 00:01
آخر تحديث 20-02-2013 | 00:01
No Image Caption
رئيس الوزراء يتراجع عن الاستقالة... وحزب المرزوقي يتفكك

رغم عدم وجود أي توافق واضح لإخراج تونس من أزمة سياسية عميقة، بدأ رئيس الوزراء حمادي الجبالي أمس مساعي جديدة لتشكيل حكومة جديدة بعد فشل مبادرته إلى تشكيل حكومة كفاءات غير حزبية أفشلها حزبه "النهضة" الإسلامي.

والتقى الجبالي الرئيس التونسي منصف المرزوقي بعد أن ترأس اجتماعاً لمجلس الوزراء، واستقبل ممثلي الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة (منظمة الأعراف) والاتحاد العام التونسي للشغل (المركزية النقابية) اللذين كانا قد دعما مبادرته إلى تشكيل حكومة كفاءات غير حزبية.

وأوضح الجبالي، الذي أعلن أمس الأول فشل مشروعه دون أن يستقيل كما سبق أن قال، أنه يسعى إلى التوصل إلى "وفاقات" لتشكيل حكومة جديدة.

ويبقى الهدف هو تهدئة وضع متوتر منذ صيف 2012، وخصوصاً منذ اغتيال المعارض اليساري شكري بلعيد في 6 فبراير، وتوفير شروط انتخابات وإخراج المجلس التأسيسي من مأزقه ليتمكن من صياغة الدستور الجديد.

ورغم أن الأحزاب الـ15 التي شاركت في مشاورات الجبالي الجمعة والاثنين عبرت عن استعدادها لدعم حكومة مختلطة تضم وزراء سياسيين وغير متحزبين، فإن الاختلافات تظل كبيرة ما يؤذن بمباحثات صعبة.

ويصر معظم قوى المعارضة وحلفاء النهضة في "ترويكا" الحكم على تحييد وزارات السيادة حيث يتولى قياديون في "النهضة" حاليا وزارات العدل والداخلية والخارجية، بينما لايزال حزب الحركة الحاكمة متردداً في التخلي عن هذه الوزارات.

من جهة أخرى، يبدو حزب "المؤتمر من أجل الجمهورية" الذي أسسه الرئيس المرزوقي، على وشك الانفجار مع سلسلة من الاستقالات لنوابه في المجلس التأسيسي، كما قال وزراؤه الثلاثة في الحكومة إنهم يرفضون العمل تحت رئاسة الجبالي.

وقال وزير التشغيل عبدالوهاب معطر "إن الوزراء الثلاثة لن يكونوا ضمن أي حكومة يشكلها الجبالي، حيث إن تجربتنا معه ليست مثمرة".

في الأثناء، يخرج الجبالي، الذي يعتبر من الجناح المعتدل داخل النهضة، ضعيفاً بعد أسبوعين من الأزمة خصوصا بعد خسارته صراع لي الذراع مع "صقور" الحزب الذين تمكنوا من قبر مشروعه لتشكيل حكومة كفاءات غير حزبية في المهد.

وقال مسؤول حكومي كبير، لوكالة "فرانس برس" إن الضبابية "تشل عمل الحكومة"، مضيفاً: "كل شيء معطل، والمشكلة أنه لم يعد هناك من يفكر في الصالح العام بل الجميع يفكر في مصلحته الشخصية".

ولم يرتسم أي جدول زمني في الأفق، في حين تهز تونس بانتظام بسبب المشكلات الاجتماعية والاقتصادية، أعمالُ عنف تذكر بالأسباب المباشرة لـ"ثورة الحرية والكرامة" في نهاية 2010 وبداية 2011، وهي الفقر والبطالة.

(تونس- أ ف ب، يو بي آي)

back to top