بينما استبقت التظاهرات الداعمة للأزهر ضد محاولات «الأخونة»، مليونية حركة «6 أبريل» الداعية إلى «إسقاط النظام» في ذكرى تأسيسها اليوم، توعّد الرئيس المصري محمد مرسي بإفشال مخططات من يسعون إلى إثارة الفوضى في البلاد «حتى لو اقتضى الأمر قيام ثورة ثانية»، في حين حاصر سلفيون منزل القائم بالأعمال الإيراني في القاهرة وحاولوا اقتحامه.

Ad

وجّه الرئيس محمد مرسي تحذيراً شديد اللهجة أمس لمن سماهم "الفاسدين والذين يعملون على تشويه صورة مصر"، مؤكداً أن محاولاتهم لضرب الاستقرار فاشلة وسيتم إجهاضها، وأنه لا سبيل لعودتهم مرة أخرى.

وقال مرسي، خلال لقائه ممثلين عن الجالية المصرية في الخرطوم، إنه سيدعو المصريين إلى "ثورة ثانية إذا اقتضى الأمر"، محذّراً مما وصفه بـ"مفهوم فرّق تسد الذي يصدّره الخارج، ليشغل مصر بنقاشات بعيدة عن هدفها، وتركها دولة مستهلكة بدلاً من أن تنقل فائضها للآخرين بما لها من موارد".

وإذ اتهم مرسي جهات خارجية، لم يسمها، بأنها تستهدف بلاده حتى تكون دولة مستهلكة لا منتجة رغم ما يتوافر لها من موارد، أكد في الوقت نفسه قدرته على مواجهتهم جميعاً.

إلى ذلك، حاولت مجموعة من شباب الحركات السلفية أمس اقتحام منزل القائم بأعمال السفير الإيراني مجتبي أماني بضاحية مدينة نصر شرق القاهرة، وذلك في إطار المشاركة في مسيرات دعت لها عدة حركات سلفية لرفض التقارب الإيراني- المصري.

ووقعت اشتباكات بين قوات الشرطة والمتظاهرين، الذين حاولوا اقتحام منزل أماني، تنديداً بما وصفوه بـ"المد الشيعي في مصر"، المتمثل في السياحة الإيرانية التي بدأت منذ الأسبوع الماضي في التوافد إلى المدن المصرية.

في غضون ذلك، استبقت تظاهرات دعم الأزهر، ضد ما سموه بـ"مخطط أخونة الأزهر" أمس، مليونية "إسقاط النظام" اليوم التي دعت لها حركة "6 أبريل" في ذكرى تأسيسها الخامسة، وسط إعلان قوى المعارضة المدنية، على رأسها جبهة "الإنقاذ الوطني"، مشاركتها في هذه الفعاليات.

وخرجت المسيرات المؤيدة لشيخ الأزهر أحمد الطيب من مسجد الحسين عقب صلاة الجمعة، صوب مشيخة الأزهر، ونظمت جبهة "أزهريون مع الدولة المدنية" مسيرة حاشدة انطلقت من ميدان

التحرير صوب المكان نفسه.

وردد المحتشدون أمام المشيخة هتافات أكدوا من خلالها تأييد الطيب ضد مخطط جماعة "الإخوان المسلمين" الإطاحة به وتعيين شيخ للأزهر من الجماعة، ورفعوا شعارات منها "الأزهر خط أحمر"، و"إلا الأزهر الشريف"، وفي الأقصر جنوب مصر، مسقط رأس الشيخ الطيب الذي يقضي إجازته الأسبوعية هناك، احتشد المئات من أنصاره ومؤيديه لإعلان دعمه، بالتزامن مع مسيرات خرجت في عدة محافظات مصرية.

بدورها، أنهت "6 أبريل" استعداداتها لإحياء الذكرى الخامسة لتأسيس الحركة، التي أعلنت خروج 4 مسيرات احتجاجية من أمام مسجد السيدة زينب جنوب القاهرة، ومن دوران شبرا شمالاً، ومن مسجد مصطفى محمود غرباً، ومن حي إمبابة، على أن تجتمع المسيرات جميعها في ميدان التحرير، تحت شعار "إسقاط النظام"، وحذرت الحركة من أنها ستفجر مفاجآت في عدة أماكن، لم تحددها، وأنها ستجعل من السبت يوماً غير مسبوق.

وأكد المنسق العام للحركة أحمد ماهر، أن اليوم سيكون يوماً للغضب، وبداية لموجة ثورية جديدة، موضحا أنه سيكون يوما احتجاجيا وليس احتفاليا، وذلك بسبب فشل الرئيس في حكم البلاد، وتدهور الأحوال السياسية والاقتصادية وافتقاد الشعب العدالة الاجتماعية، على حد وصفه.

وتؤمن قوات الجيش المنشآت الحيوية في البلاد اليوم بالاشتراك مع قوات الشرطة، وقال مصدر عسكري مسؤول لـ"الجريدة": إن "عناصر من الجيش تتولى أعمال تأمين مداخل بعض المحافظات الحيوية والطرق الرئيسية، خصوصا عند مداخل القاهرة الكبرى، ومحافظات مدن القناة".

من جهتها، أصدرت السفارة الأميركية بالقاهرة رسالة تحذير أمنية أمس إلى مواطنيها ورعاياها في مصر من مغبة وقوع اشتباكات عفوية وغير متوقعة خلال تظاهرات اليوم، داعية المواطنين الأميركيين إلى تجنّب المناطق التي قد تشهد تجمعات كبيرة.