بعد التوتر بين «الجيش الحر» والمقاتلين الإسلاميين الموالين لتنظيم «القاعدة» خلال الاسبوع الجاري، انتقل التوتر الى الأكراد الذين تمكنوا أمس من طرد كل المقاتلين الإسلاميين في مدينة رأس العين الشمالية الحدودية مع تركيا، وسط أنباء عن نية «القاعدة» إعلان دولة إسلامية في شمال البلاد. 

Ad

تمكن مقاتلون أكراد من طرد مقاتلين «جهاديين» من مدينة رأس العين الحدودية مع تركيا أمس، باستثناء المعبر الحدودي، بعد اشتباكات عنيفة بدأت مساء أمس الأول وقتل فيها أحد عشر مقاتلاً، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

وقال المرصد أمس «سيطرت وحدات حماية الشعب الكردي بشكل شبه كامل على مدينة رأس العين في محافظة الحسكة شمال سورية، عقب اشتباكات عنيفة منذ مساء أمس (الثلاثاء) مع مقاتلي الدولة الإسلامية في العراق والشام ومقاتلي جبهة النصرة وكتائب اخرى متطرفة».

وأوضح المرصد أن «معظم مقاتلي الدولة الإسلامية وجبهة النصرة والكتائب المقاتلة انسحبوا الى منطقة تل حلف ومنطقة أصفر ونجار القريبة من رأس العين والتي توجد فيها مجموعات من الكتائب المقاتلة»، ونقل عن ناشطين أن «وحدات حماية الشعب سيطرت على جميع المقار التي كان يتمركز فيها المقاتلون الإسلاميون».

وكانت المعركة اندلعت أمس الأول إثر «هجوم مقاتلين من الدولة الإسلامية وجبهة النصرة على سيارة فيها ثلاثة مقاتلين اكراد بينهم امرأتان، واعتقلوا الرجل الذي كان يقود السيارة، في حين تمكنت المقاتلتان من تخليص نفسيهما». 

وأوضح مدير المرصد رامي عبدالرحمن أن معبر رأس العين بين سورية وتركيا الواقع عند طرف المدينة لايزال بين أيدي «الجهاديين»، وان هناك اشتباكات مستمرة عند طرف حي المحطة قرب المعبر. وأسفرت المعارك أمس الأول وأمس عن مقتل مقاتلين كرديين وتسعة جهاديين، بحسب المرصد. وقتل تركيان، أمس الأول برصاص مصدره الأراضي السورية من جراء الاشتباكين في رأس العين ، حسبما أفادت صحيفة «حرييت» التركي.

 

«الدولة الإسلامية في الشمال»  

 

وكان قيادي بارز في «الجيش السوري الحر» كشف أمس الأول عن معلومات موثوقة تفيد بقرب إعلان «القاعدة» دولة إسلامية في شمال سورية بعد هزيمة «الجيش الحر» والسيطرة على المعابر الحدودية مع تركيا، مؤكدا أن «ساعة الصفر» تحددت في أول أيام عيد الفطر، وأن «معبري باب الهوا وحارم سيكونان الهدفين الأساسيين، الأول للإمساك بمصادر السلاح والذخيرة، والثاني للإمساك بالمال من خلال تهريب النفط الخام».

وكان مندوب نظام بشار الأسد الى الأمم المتحدة بشار الجعفري عبر مساء أمس الأول عن قلق بلاده من الأنباء عن قرب إعلان دولة إسلامية في شمال سورية. وانتقد الجعفري الإشارة الى وجود 2500 مدني محاصرين في حمص دون الإشارة الى «ما تقوم به الجماعات الإرهابية المسلحة التي تتوغل عبر الأراضي التركية من حصار لمئات الآلاف من السكان في قرى حلب الشمالية وإدلب، قرى اسمها نبل والزهراء والفوعة، يسكنها مئات الآلاف من السكان المدنيين».

 

الجولان 

 

الى ذلك، هاجم مسلحان سوريان ليل الثلاثاء ـ الاربعاء موقعاً عسكرياً مهجوراً في المنطقة التي تسيطر عليها إسرائيل في هضبة الجولان، وأطلقا النار باتجاه قوة إسرائيلية قبل أن ينسحبا إلى الأراضي السورية، كما سقطت أكثر من 20 قذيفة هاون على الجولان أطلقت من سورية. وأعلن الجيش الأسرائيلي أمس وضع قواته في الجولان في أعلى درجات التأهب بسبب الاوضاع في سورية.

روحاني 

 

على صعيد آخر، أبدى الرئيس الإيراني الجديد حسن روحاني أمس الأول ثقته بأن نظيره السوري بشار الأسد سيتمكن من تجاوز الأزمة التي تشهدها بلاده. ونقل عن روحاني قوله إنه «واثق بأن الامة السورية الكبيرة ستتمكن من تجاوز الوضع الراهن في شكل تام بفضل جهود القوات الخيرة والسلمية». وأمل الرئيس الإيراني الذي سيتولى مهامه في الثالث من اغسطس خلفا لمحمود احمدي نجاد في «تعاون اقتصادي وسياسي شامل مع دمشق لمواجهة مؤامرات اعداء المنطقة بمن فيهم النظام الصهيوني».

(دمشق، طهران، تل أبيب ــ أ ف ب، رويترز، د ب أ، يو بي آي)