فجر يوم جديد: «دليل» محمد رضا
![مجدي الطيب](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1458322261627985900/1458322269000/1280x960.jpg)
اللافت أن رضا لم يكتف بمخاطبة أولئك الذين أدمنوا «الكتاب» وافتقدوا غيابه، وإنما توجه إلى الجيل الجديد من الهواة والمحترفين، وأتاح لهم الفرصة ليتعرفوا إلى «الدليل» الذي يسعى إلى الوصول إليهم ويسهم بشكل كبير في تكريس الثقافة السينمائية، ونشر الوعي بأهمية رسالة السينما في خضم ما تواجهه من حروب ضارية ودعاوى رجعية! يبدأ الفصل الأول من «دليل السينما العربية والعالمية» باستهلالة موجزة سجلت اتجاهات وتقارير عن السينما العربية في عام بعنوان «وقائع سينما مُهددة»، والسينما العالمية بعنوان «العودة إلى الينابيع»، وأعقبها الناقد الدؤوب بتقرير مختصر عن المهرجانات العربية التي انعقدت عام 2012، وآخر عن المهرجانات العربية حول العالم ومدى نجاحها في تحقيق طموحاتها، وقائمة بالمهرجانات الدولية، وجوائز 15 منها، وموعد دوراتها في عام 2013، وجوائز المسابقات الإعلامية، كالأوسكار و{الغولدن غلوب» و{سيزار» و{بافتا»، التي أطلق عليها الناقد «أعياد السينما». والطريف أن الناقد منح جوائز أيضاً لأفضل الأفلام العربية والأميركية والعالمية من وجهة نظره؛ حيث اختار ترنس مالك كأفضل مخرج في العام و{هاري بوتر» كأفضل سلسلة فيلمية، ولم ينس الاحتفال بمرور 50 عاماً على جيمس بوند، وقدم قائمة بأفلام السلسلة وتكلفتها وإيراداتها. أما الفصل الثاني فاختص بالسينما العربية ذات التمويل الكامل أو الجزئي أو الأجنبي، كذلك الأفلام التسجيلية والروائية القصيرة، بينما اشتمل الفصل الثالث على الأفلام العالمية، وتكرر عنوان الفصل الثالث مجدداً عند الحديث عن الأفلام التسجيلية، التي تم التنويه إليها سابقاً وأفلام التحريك. وفي فصل بعنوان «المفكرة» أو «شاشات الأمس»، عرض الناقد لأفضل 11 فيلماً من بين مئات الأفلام التي أنجزتها السينما العالمية طوال 11 عقداً، واختتم «الدليل» بقائمة لأفلام الـ D.VD وأخرى للراحلين العرب والأجانب الذين ودعونا في عامي 2011 و2012.هنا يُلاحظ أن «الدليل» افتقد المنهجية، وغابت عنه القواعد العلمية، واعتمد على الأفلام التي أتاحت الظروف للناقد مشاهدتها، من دون مراعاة سنة الإنتاج أو حصرها وتصنيفها بشكل دقيق، فضلاً عن طغيان الأفلام الأجنبية (أميركية وعالمية) على نظيرتها العربية (47 صفحة للسينما العربية في كتاب يضم بين دفتيه 303 صفحات)، ويبدو أن رقعة المساحة الواسعة للأفلام الأجنبية التي يشاهدها رضا مُقارنة بالعربية المُتاحة له في المهرجانات فقط أثرت سلباً على «الدليل»، الذي يعاني خللاً في الفصل المُسمى «شاشات الأمس»، لأنه يعكس ذوق الناقد وقناعاته فحسب، فضلاً عن أن القائمة التي وصفها بأنها منتخبة ومتميزة، وضمت أفلام: «الهاوية» (1910)، «مولد أمة» (1915)، «مغامرات الأمير أحمد» (1926)، «ألكسندر نيفسكي»(1938)، «هذا المسدس للإيجار» (1942)، «الأم الهند» (1957)، «لورانس العرب» (1962)، «القطة»(1971)، «سواق الأتوبيس» (1982)، «جيرونيمو: أسطورة أميركية» (1993)، «القلوب المحترقة» (2007)، تفتقر إلى المعايير التي ترشح بعضها دون غيرها لأن يكون الأفضل والأكثر تميزاً. في الأحوال كافة، يُحسب للناقد محمد رضا اجتهاده وجهده ومثابرته وإصراره على أن يجعل السينما وجبة رئيسة على المائدة الثقافية، وإضافة كبيرة إلى المكتبة العربية.