كامل لـ الجريدة•: ماسبيرو «يتأخون» والنظام يخشى المرأة
«مراقبة التلفزيون مفزعة وتعليمات باستبعاد المعارضة... وميليشيات الجماعة موثقة بالصوت والصورة»
اعتبرت الإعلامية والناشطة السياسية بثينة كامل أن نظام "الإخوان المسلمين" لا يريد التضييق الكامل على المرأة خشية توقف المعونات عن مصر، مشددة على أن أخونة الإعلام الرسمي في "ماسبيرو" تجري على قدم وساق، بعدما تم تعيين مراقبين من قبل الجماعة على أداء الإعلاميين.وروت كامل، التي أعلنت ترشحها في الانتخابات الرئاسية السابقة، قصة تعرضها لانتهاك جسدي خلال تظاهرات في عهد الرئيس السابق حسني مبارك، مؤكدة أنها، رغم ذلك، تعتبر أوضاع المرأة تحت حكم الإخوان أكثر سوءاً، وإلى تفاصيل الحوار:
• ما الفارق بين وضع المرأة تحت حكم "الإخوان المسلمين" ووضعها في النظام السابق؟- الفرق هو أن تهميش المرأة في ظل حكم الإخوان أصبح أمراً يتم من القمة إلى القاع، من التشريع للزواج المبكر للفتيات، وخلو لجنة التعديلات الدستورية من الوجوه النسائية، وإلغاء "الكوتة" في البرلمان، وحتى عمليات الختان الجماعي التي تنفذها جماعة "الإخوان المسلمين" عبر قوافلها الطبية في المحافظات، مثلما حدث في محافظة المنيا، العام الماضي، وعلى الرغم من أني أعرف وجوهاً نسائية مستنيرة ومثقفة في جماعة الإخوان، فإنني لا أرى على الساحة من نساء الجماعة، سوى مروجات الختان ونصيرات الزواج المبكر، وأصحاب نظرية حماية المرأة في إقصائها.• ما تقييمك لدور المجلس القومي للمرأة، خصوصاً في ما يتعلق بدفاعه عن قضاياها؟- أقدر المجهود التي بذلته السفيرة ميرفت التلاوي، في الأمم المتحدة لإخراج "وثيقة العنف ضد المرأة"، لكن النظام الحالي يضغط في ملف حقوق الإنسان، والمجلس القومي للمرأة جهاز يحمل وجوهاً عديدة من النظام السابق، وأخرى من النظام الحالي تحاول السيطرة على أدائه، ورأيي أن الضغط الذي نمارسه كحقوقيين ونشطاء أثمر، خوف الإخوان من لفت الأنظار إلى القضية، خوفا من توقف المعونات الاقتصادية عن مصر وليس دعماً لقضايا المرأة. • من وجهة نظرك ما الذي منحته الثورة للمرأة ولا تدركه السلطة في مصر؟- الثورة قلبت الموازين، ومنحت المرأة والمجتمع كله الشجاعة والقوة، الثورة صنعت نماذج نسائية عظيمة تصدَّت للانتهاكات، وسميرة إبراهيم، الفتاة الصعيدية أكبر مثال على ذلك، وكذلك حوادث التحرش الممنهجة للفتيات في ميدان التحرير، قاومناها بكل إصرار، وعلى الجميع أن يدرك أن المرأة المصرية هي الثورة المقبلة، لأنني أتذكر واقعة حدثت لي سنة 1981، خلال التظاهرات ضد الاجتياح الإسرائيلي للبنان، وأثناء تظاهرة لجمع تبرعات هجمت عليّ قوات الأمن وتم الاعتداء عليّ جسدياً، ولم أجرؤ على الحديث، الآن الفتيات يقاومن التحرش ويتحدثن عن تجاربهن بكل شجاعة.• كيف تقيمين الإعلام المصري من خلال عملك في مبنى التليفزيون ماسبيرو؟- ماسبيرو جهاز استراتيجي خطير ينتشر فيه الفساد منذ أيام النظام السابق، وأي نظام حاكم بحاجة إلى السيطرة عليه، وحين أصدر الرئيس مرسي الإعلان الدستوري، جاءتنا تعليمات مباشرة من مكتب الوزير، بأنه ممنوع في النشرات المذاعة أي صوت غير إخواني، ولا شك أن هناك أخونة مفزعة لإدارة ماسبيرو من هذه الوجوه الكثيرة المحسوبة على جماعة" الإخوان المسلمين" والتي تم تعيينها دون كفاءة لمراقبة كل ما يحدث في المبنى وإخبار قيادات الجماعة به. - هل تعتقدين أن الرئيس بكل ما تثيره قراراته من جدل يمكن أن يكمل فترته الرئاسية؟- لو استمر الأداء الرئاسي والحكومي بنفس الوتيرة، لا أظن أبداً أنه سيكمل فترته الرئاسية، خصوصاً بالتجاهل المتعمد للاحتجاجات الشعبية على مستوى الجمهورية، كما أن أميركا - أكبر مساند لهم الآن- ستتخلى عنه، كما تخلت عن حليفها السابق مبارك، فأميركا تساند كل الفاشيين، ولا تعنيها الديمقراطية هي فقط تريد دولة دينية أخرى بجانب إسرائيل تحقق من خلالها مصالحها، مثلما يفعل الإخوان في مصر، بأنهم تنظيم دولي "وطنهم هو الخلافة ولا وطن لهم" أياً كانت أرضها، ومصر بالنسبة لهم مجرد "إصبع صغير" يريدون طمس هويته.• جرائم الإخوان ضد المتظاهرين، هل هي دليل على وجود ميليشيات للجماعة على الرغم من نفيهم المطلق لذلك؟- يصيبني الذهول عندما تخرج قيادات الجماعة لتنفي وجود ميليشيا، على الرغم من توثيق وجودها بالصوت والصورة، بدءاً من فض "اعتصام الاتحادية" بالقوة في ديسمبر الماضي، حتى أحداث المقطم الأخيرة، وأنا أعتبر ما حدث في المقطم "بروفة الحرب الأهلية".