إبداع لا نعرفه
![ناصر الظفيري](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1497859964459581700/1497859964000/1280x960.jpg)
يتحدث عبدالماجد عن المبدع الاسلامي الذي تم تهميشه طوال تلك الأيام وتم حرمانه من دخول وزارة الثقافة لأنه يمثل ابداعا مغايرا. وكنت أتمنى أن يكون ذلك صحيحا لنقف مع الرجل ونقول له بكل صراحة وحيادية لا يحق لأي سلطة أن تقوم بتهميش مبدع من أبنائها لأنه يقدم ادبا وفنا وثقافة مختلفة مضمونا أو شكلا عن أقرانه المبدعين الذي أطلق عليهم لقب المفسدين في وزارة الثقافة، وطالب بإلغاء تفرغهم الإبداعي. فحسب ما نعلم من متابعتنا منذ عقود للحركة الثقافية في مصر والعالم العربي لا نعرف ما يقصده الرجل بالأدب الاسلامي. لا نعرف أن هناك رواية أو شعرا أو مسرحا إسلاميا تمت محاربته لأن كاتبه يحمل مشروع أدب اسلامي. كنا نتمنى أن يذكر لنا الرجل اسما من أسماء هؤلاء الأدباء الاسلاميين الذين أبدعوا ولم يجدوا طريقا للنشر وتم اعدام رواياتهم وأشعارهم. ولعلنا أيضا نطالبه وهو يمتلك قنوات الخطاب الديني المتشنج والصارخ بأن يقدم لهؤلاء الأدباء الفرصة التي حرموا منها وتعريف الناس بإبداعاتهم وهو يقدم في هذه القنوات برامج منوعة. كنا نتمنى أن تكون لدى الرجل وأقرانه مدرسة فكرية اسلامية ابداعية ترفد الحركة الأدبية التى لا يرى فيها انتماء للاسلام الذي يفصله على مقاسه الخاص.والذي لا يعرفه الرجل عن الأدب في جميع مراحله أنه لم يكن دائما بوقا للسلطة، بل على العكس تماما، كان الإبداع العربي الأجمل والأكثر انسانية هو ذلك الذي حاربته السلطة قبل أن يحاربه التيار الاسلامي. هذا الإبداع كان يجد نفسه بين سندان السلطة ومطرقة الحركات الاسلامية وتعرض أفراده للاغتيال من قبل الجماعات الإسلامية والسجن من قبل السلطة. ولا مجال هنا لنسرد للرجل قوائم الأعمال التي تم منعها ومصادرتها ونفي وسجن أصحابها أحيانا ليس في مصر فقط ولكن في أغلب الدول العربية. أما الذي لم يستطع الضيف قوله صراحة وقاله نيابة عنه مقدم البرنامج هو أنه ضد الإبداع لأنه لا يرى فيه أدبا اسلاميا يتماشى مع طرحه الفكري الأحادي، ولا يرى في رجالات هذا الإبداع ونسائه من يتقمص الشخصية التى يريدها. الأدباء والكتاب والفنانون كانوا يعلمون أن استلام السلطة من قبل عاصم عبدالماجد وأقرانه كان بداية الطريق لاقصاء المبدعين والذي سينتهي بخطاب ديني يكفر كل عمل ابداعي لا يمتثل للصورة الابداعية التى ترسمها الجماعة الاسلامية وهي صورة لا نعرفها ولم نتعرف عليها. فلا مدرسة نقدية مؤسسة ولا نماذج ابداعية تشكل مشروعا أدبيا والذي يريد أن يتأكد من ذلك ما عليه سوى زيارة احدى دور النشر التى تهتم بفكر عاصم عبدالماجد وجماعته. رغم أمنيتنا بأن نكون مخطئين وأن هناك ابداعا لم يصلنا لتقصير في متابعتنا.