دمشق لن تناقش مصير الأسد وتبقي على حذرها من جنيف 2

نشر في 15-05-2013 | 00:01
آخر تحديث 15-05-2013 | 00:01
No Image Caption
• 5 دول عربية + تركيا : لا مكان لبشار في سورية المستقبل • «أصدقاء سورية» تجتمع في الأردن
• الزعبي يعرض مساعدة أنقرة في تفجيري الريحانية... وأردوغان سيدعو أوباما إلى تسليح المعارضة
بالتوازي مع كثافة التحركات الدبلوماسية لعقد مؤتمر «جنيف 2» حول الأزمة السورية، ظهرت عراقيل قد تحول دون انعقاد المؤتمر أو دون نجاحه. وبعد تأكيد واشنطن ولندن وخمس دول عربية إلى جانب تركيا أن لا مكان لرأس النظام السوري بشار الأسد في العملية الانتقالية وفي سورية المستقبل، عاد النظام ليرفض أي حديث عن مصير الأسد.

بينما تكثفت التحركات الدبلوماسية استعداداً لمؤتمر "جنيف 2" الدولي حول الأزمة السورية، ربط وزير الإعلام في الحكومة الموالية لنظام الرئيس بشار الأسد عمران الزعبي أمس مشاركة النظام في المؤتمر، بالاطلاع على المزيد من "التفاصيل"، مؤكدا أن بلاده لاتزال حذرة حيال المؤتمر.

وشدد الزعبي على أن مصير الأسد الذي تنتهي ولايته في عام 2014، هو مسألة "سيادة وطنية" يعود القرار فيها الى "الشعب السوري" من خلال "صناديق الاقتراع"، وذلك في رد مباشر على الرئيس الأميركي باراك أوباما ورئيس الحكومة البريطانية دافيد كاميرون اللذين أكدا أمس الأول أنه لا مكان للأسد في العملية الانتقالية في سورية.

وكانت خمس دول عربية وتركيا في اجتماع عقد ليل الاثنين ــ الثلاثاء في أبوظبي أكدت أنه "لا مكان" للأسد في "مستقبل سورية". وذكرت وكالة أنباء الامارات أن وزراء خارجية السعودية والاردن وقطر وتركيا والامارات ومصر بحثوا خلال اجتماعهم في المؤتمر الدولي الذي اقترحت الولايات المتحدة وروسيا عقده حول سورية، ورأوا أن "اتفاق جنيف يشكل أساساً مناسباً للوصول الى هذا الحل اذا ما تمت تلبية التطلعات الشرعية للشعب السوري"، مؤكدين "تفهم أن الرئيس الأسد ونظامه واعوانه ممن تلطخت ايديهم بالدماء لا مكان لهم في مستقبل سورية". وجدد الوزراء الستة دعمهم "للمجلس العسكري السوري" المعارض وللائتلاف الوطني السوري "كممثل شرعي ووحيد للشعب السوري".

الى ذلك،اعلنت وزارة الخارجية الاردنية أمس أن اجتماعا لمجموعة "أصدقاء سورية" على مستوى وزراء الخارجية سيعقد في الاردن منتصف الاسبوع المقبل.

وقالت المتحدث باسم الوزارة صباح الرافعي أن "المجموعة الاساسية ضمن أصدقاء سورية والتي تضم الاردن ووزراء خارجية السعودية والامارات وقطر ومصر والولايات المتحدة الاميركية وبريطانيا وفرنسا وتركيا والمانيا وايطاليا ستعقد اجتماعا في الاردن منتصف الاسبوع المقبل".

وكان وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس اعلن أمس أن تنظيم مؤتمر دولي حول سورية يجمع ممثلي المعارضة والنظام "صعب جدا". وقال فابيوس: "من الواضح أن فرنسا تؤيد عقد مؤتمر جنيف 2 وفي الوقت نفسه تجد ذلك صعب جداً"، مضيفاً: "نحاول العمل على تنظيم جنيف 2 في نهاية مايو. سيكون هناك مراحل تمهيدية، في نهاية الاسبوع المقبل على الارجح في الاردن وبعد ذلك قد يكون في باريس".

وكانت وزارة الخارجية الاميركية اعلنت مساء أمس الأول أن المؤتمر الدولي حول سورية الذي دعت اليه واشنطن وموسكو لن يعقد قبل مطلع يونيو المقبل معربة عن الامل في ان يجمع المؤتمر كل الاطراف.

تفجيرا الريحانية

وفي خطوة تتجاهل الاتهامات التي ساقتها أنقرة تجاهها، اعربت الحكومة الموالية للأسد أمس عن استعدادها للقيام بتحقيق مشترك مع أنقرة حول تفجيري مدينة الريحانية (ريهانلي) الحدودية مع سورية في إقليم هاتاي جنوب تركيا.

وقال وزير الإعلام عمران الزعبي إن "حكومة (رجب طيب) اردوغان تستثمر تفجيرات تركيا سياسياً، واذا ما طلبت أن يكون هناك تحقيق مشترك وشفاف من خلال الأجهزة المختصة بين الدولتين فلا مانع من ذلك للوصول الى الحقيقة التي يجب أن تعلن وتوضع في أيدي الشعبين السوري والتركي".

ودانت الحكومة السورية فى بيان أمس "التفجيرات الارهابية التي طالت المدنيين في منطقة الريحانية بتركيا"، وحملت الحكومة التركية "المسؤولية عما آلت إليه الاوضاع في المناطق الحدودية المشتركة جراء تحويلها الى مقر وممر للإرهابيين ودعمهم والسماح لهم باستخدام الأراضي التركية للعبور الى سورية وارتكاب جرائمهم الممنهجة".

وارتفعت حصيلة الانفجاريين أمس الى 50 قتيلاً، في حين قال وزير الداخلية معمر غولر إن الشرطة اعتقلت حتى يوم أمس 13 مشتبهاً فيه.

أردوغان

وتوعد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان بالرد على التفجيرين "عاجلاً أم أجلاً وبالطريقة المناسبة". وذكر أردوغان أمام اجتماع الكتلة البرلمانية لحزب "العدالة والتنمية" الحاكم أن التحقيقات كشفت عن المتورطين وهم أعضاء في جماعة تركية مرتبطة بالنظام السوري، في إشارة الى مجموعة "المستعجلين" الماركسية المصنفة إرهابية في تركيا.

وسيلتقي اردوغان اليوم الرئيس الأميركي باراك أوباما في واشنطن، حيث سيحثه على التدخل بفاعلية في سورية لوضع حد للمجازر اليومية المرتكبة هناك، حسبما ذكرت مصادر تركية رسمية.

وأوضحت المصادر أن اردوغان سيطرح خلال الزيارة للولايات المتحدة التي تستمر اربعة ايام مقترحات بتزويد "الجيش السوري الحر" بالاسلحة وتوفير التدريب لعناصره وكذلك انشاء ممرات آمنة داخل سورية لدخول المساعدات الدولية وإقامة منطقة حظر طيران.

بوتين ونتنياهو

الى ذلك، حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس من أي عمل من شأنه التسبب في مزيد من زعزعة الاستقرار في سورية، وذلك في ختام محادثات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في سوتشي على البحر الاسود. وقال بوتين: "من المهم جداً في هذا الوقت الحرج تجنب أي عمل من شأنه زعزعة استقرار الوضع"، وذلك بعدما شنت اسرائيل في مطلع الشهر الحالي ضربات جوية ضد أهداف في سورية. ويتوقع أن يحذر نتنياهو بوتين من تسليم صواريخ "اس-300" المتطورة الى سورية.

(دمشق، أبوظبي، عمان، أنقرة، باريس، موسكو ـــ أ ف ب، رويترز، د ب أ، يو بي آي)

back to top