الأندلس... كر وفر ومواجهات بالقنابل الدخانية والأسهم النارية

نشر في 18-04-2013 | 01:23
آخر تحديث 18-04-2013 | 01:23
البراك: لو عادت القوات الأمنية «سنترس حلوجهم تراب»

عاشت منطقة الأندلس ليلة ساخنة أمس على وقع المواجهات وعمليات الكر والفر بين القوى الأمنية والمشاركين في مسيرة التضامن مع النائب السابق مسلم البراك استنكارا لصدور حكم بسجنه بتهمة المساس بالذات الأميرية.

واحتشد مناصرو البراك أمام ديوانه في الأندلس حيث ألقى كلمة ترافقت مع اطلاق رشقات من الرصاص في أجواء المنطقة، لينطلق المشاركون في مسيرة باتجاه مخفر الاندلس الذي كانت القوات الخاصة فرضت طوقا حوله منعا لاقتحامه.

وواجهت القوات الخاصة المسيرة التي حاول بعض المشاركين فيها اقتحام المخفر بالقنابل الدخانية والصوتية، في حين أطلق المشاركون بالمسيرة الاسهم النارية باتجاه القوات الخاصة، وتسببت هذه المواجهات باندلاع حريق في مركبة للبلدية أمام مطعم في جمعية الأندلس، كما اندلع حريق خارج مبنى الجمعية وقد منع المتظاهرون سيارات الاطفاء من اخماد الحرائق وهددوا بتحطيم سيارات الاطفاء، مما حمل رجال الاطفاء على الانسحاب من المكان.

واستمرت حالة الكر والفر بين القوات الخاصة والمتظاهرين مع محاولة متكررة من المشاركين في المسيرة للوصول إلى مخفر الأندلس من خلال تسلق جدران وحواجز مبنى الجمعية الملاصق للمخفر، ولم تهدأ الامور نسبيا إلا قرابة الحادية عشرة ليلا مع مغادرة المشاركين الموقع والعودة باتجاه ديوان البراك. وقد نتج عن هذه المواجهات إصابة 10 اشخاص، تنوعت إصاباتهم ما بين اختناق وجروح طفيفة، وقد نقل اكثرهم الى ديوان البراك.

تطورات النهار

وجاءت هذه التطورات المسائية بعد أحداث حافلة نهار أمس اتخذت خلالها قضية الحكم بسجن النائب السابق مسلم البراك منحى تصعيديا مع امتناع البراك عن تسليم نفسه "إلا بشروطه" ولجوء "الداخلية" في المقابل إلى اقتحام منزله لتنفيذ الحكم القضائي من دون العثور عليه.

وترافقت هذه التطورات مع إعلان وزارة الداخلية التزامها الاصول القانونية في اجراءات اقتحام المنزل، في موازاة تصريحات اطلقها البراك وحملت لغة تهديد للعناصر الامنية، حيث قال امام المتضامنين معه في ديوانه بالاندلس: "والله لوعادت القوات يا وزير الداخلية سيعودون لكم و(حلوجهم) متروسه تراب، يا قوات الخيبة".

وأضاف: "إذا فتحت المعتقلات للشرفاء ولم نروحلها فمن يروحلها إذا؟ وأنا أقول للمرة الأخيرة أنا موجود بين أنصاري وأصحاب الضمائر الحية، وأنا أنتظركم لتأتوا بكتاب رسمي. أنا من يطالبك يا وزير الداخلية باحترام القانون والدستور، فما فعلته قواتك اليوم من اقتحام المنزل وترويع الآمنين وضرب الأطفال عمل سلطوي قمعي جبان".

وإذ أشار البراك الى انه عندما استيقظ امس ذهب إلى منزله في قرطبة ما يفسر عدم وجوده في ديوانه بالأندلس أثناء اقتحامه، ختم بقوله: "الخطوات القادمة مسؤوليتي، وأنا من سيتصرف بها... رفعت الأقلام وجفت الصحف".

ائتلاف المعارضة

ومن جانبه، أعرب ائتلاف المعارضة عن استنكاره لاقتحام ديوان البراك، ووصف هذا الاجراء بانه " تجاوز لكل الشرائع السماوية والقوانين".

وقال الائتلاف في بيان أصدره امس إن "ازالة الاحتقان السياسي المشهود حالياً يبدأ بإقالة الحكومة الحالية وحل مجلس الصوت الواحد والعودة إلى النظام الانتخابي السابق، وبالتالي الرجوع للأمة في اختيار من تراه لتمثيلها تمثيلاً شرعياً صحيحاً"، مضيفا "ونعلن رفضنا لكل الاجراءات القمعية التي جرت وتجري حالياً، وان خياراتنا الميدانية مفتوحة حتى يتم تصحيح هذا النهج المتفرد بالسلطة الذي يعصف بالبلد ويهدد أمنه واستقراره".

«الداخلية»: إجراءات محاولة القبض على البراك قانونية

«أمر الضبط الأصلي أظهره الطراح للمعنيين فتعرض للإساءة»

أعلنت وزارة الداخلية أن ما تناقلته بعض وسائل الاتصال الاجتماعي أمس عن محاولة القبض على النائب السابق مسلم البراك، تنطوي على ادعاءات ومغالطات تصل إلى حد الافتراء.

وأشارت "الداخلية"، في بيان أصدرته أمس، إلى أنها "تربأ بنفسها عن ذلك، فهي تعي أنها في دولة القانون والمؤسسات الدستورية، وأن ما حدث ما هو إلا محاولة لإلقاء القبض على النائب السابق تمت وفقاً للقانون، وبناء على الحكم الصادر من المحكمة، وعلى أمر الضبط والإحضار الصادر".

وأوضحت الوزارة أن ما حدث أمس هو إجراءات ضمن الحدود التي يقرها القانون، قامت بها قوة من الإدارة العامة لتنفيذ الإحكام تساندها قوة محددة من الإدارة العامة لقوات الأمن الخاصة، وذلك في ضوء مظاهر الخروج عن القانون هناك.

وبينت أن أمر الضبط الأصلي تم إبلاغه للمعنيين في ذات المكان مرتين يوم أمس عن طريق مدير عام مديرية أمن محافظة الجهراء اللواء إبراهيم الطراح الذي تعرض للإساءة المتعمدة من قبل المتجمهرين أمام المنزل.

وأضافت "الداخلية"، في بيانها، أنه "قامت القوة اليوم (أمس) بالدخول من جهة اليمين واليسار للجزء المخصص للديوانية والمكتب الموجود في السرداب، ولم يشاهد أفراد القوة أحداً من السيدات والأطفال هناك، وبالتالي فإن ما تردد من افتراءات عن تعرض سيدات وأطفال للاعتداء هو عار من الصحة تماماً ويقيناً".

وأهابت الوزارة بالجميع ضرورة الالتزام بالقانون وتحمل مسؤوليتهم في الحفاظ على الأمن.

back to top