«خيبر»... دراما تاريخية تحمل إسقاطات سياسية
يرصد المسلسل التاريخي الجديد {خيبر} العلاقة بين المسلمين واليهود في الجزيرة العربية خلال السنوات الأولى من الهجرة، والصراع الذي نشأ بين القبائل اليهودية والمسلمين وأحداث غزوة خيبر، ويحمل إسقاطات سياسية.
داخل استوديو مساحته ألف متر في القاهرة بنيت فيه ديكورات ضخمة يصور المخرج محمد عزيزية {خيبر}، أحدث تجاربه الدرامية الذي سيعرض خلال شهر رمضان، سيناريو يسري الجندي وحواره، إنتاج محسن العلي، بطولة مجموعة من الممثلين من بينهم: أيمن زيدان، سلاف معمار، قمر خلف، عايدة عبد العزيز، أحمد ماهر، سامح الصريطي، خليل مرسي، وفاروق فلوكس...
فهم الواقعيوضح السيناريست يسري الجندي أن {قراءة التاريخ تمنحنا فرصة لفهم الواقع بشكل أعمق}، وهي الرسالة التي يريد إيصالها إلى الجمهور من خلال {خيبر}، مشيراً إلى أن المسلسل يكشف أن اليهود قوم يخالفون عهودهم ولا أمان لهم.يضيف أن التحضير للمسلسل استغرق ثلاث سنوات، وشمل تجميع المادة التاريخية وكتابتها وسردها درامياً، موضحاً أن أكثر من 90% من الشخصيات التي تظهر في المسلسل حقيقية، وقد أضيفت شخصيات قليلة غير مؤثرة إلى الأحداث خدمة للسياق الدرامي.يشير الجندي إلى أن المخرج محمد عزيزية تابع معه المسلسل منذ البداية وقرأ الحلقات خلال كتابتها، لذا يعتبره الأنسب لإخراجها، مؤكداً أن الشركة المنتجة رصدت موازنة تليق بهذه النوعية من الدراما لتقديمها بشكل جيد.يتجنب الجندي وضع حديث على لسان الرسول والصحابة، وسيتم الاستعاضة عن ذلك بنقل روايات على لسانهم من خلال الأبطال المشاركين في سياق الحوار، لافتاً إلى أن المشاهد لن يشعر بذلك.بدوره يؤكد المنتج محسن العلي أن الشركة رصدت موازنة مفتوحة للمسلسل نظراً إلى رغبتها في عرضه في أكثر من دولة إسلامية مستقبلا، على أن يُدبلج إلى لغات هذه الدول، مشيراً إلى أنه يعرف كمنتج كيف يسوّق عمله بشكل يضمن له النجاح.أما المخرج محمد عزيزية فيرى أن التصوير يسير بشكل جيد، لا سيما أن غالبية المشاهد تُصوّر في نطاق واحد حيث بنيت ديكورات لمنازل المدينة، فيما تمّ بناء {كروما} على مساحة 500 متر لتصوير المعارك. يضيف عزيزية أن التحضير الجيد وبناء الديكورات والاستعانة بممثلين مدربين على ركوب الخيول... كلها أمور اختصرت حيزاً واسعاً من التصوير، متوقعاً إنجازه قبل بداية شهر رمضان.شخصياتتجسد الفنانة عايدة عبد العزيز شخصية سيدة يهودية متدينة ترفض الاعتراف بالتحريفات التي أدخلها البعض إلى ديانتها، وتتمسك بالتوراة التي نزلت على سيدنا موسى، فيقع خلاف بينها وبين ابنها بسبب معاداته للإسلام.أعجبت عايدة عبد العزيز بالسيناريو فور قراءته وبالرسالة التي يحملها، لذا وافقت عليه من دون تردد، وبدأت التحضير لدورها سريعاً مشيرة إلى أن الملابس والأكسسوارات التي ستظهر بها صممت لتناسب الحقبة التاريخية التي تجري فيها الأحداث.تضيف ألا مشكلة لديها في الحديث بالعربية الفصحى، لإتقانها سلفاً خلال دراستها في معهد التمثيل مع مخارج الحروف، ما سيساعدها كثيراً.يجسد الفنان أحمد ماهر شخصية الحارث، أحد يهود المدينة الذين يكرهون الإسلام ويسعى إلى أن يكون كبير المقيمين في المدينة، لكنه يفشل رغم الثراء الذي يظهر به في بداية الأحداث.يوضح ماهر أن إجادته ركوب الخيل وإتقانه العربية الفصحى ساهما في ترشيحه للمسلسل، مشيراً إلى أنه يجد في الأعمال التاريخية والدينية متعة، لذا يشارك فيها في حال كانت مكتوبة بشكل جيد.يظهر الفنان سامح الصريطي في شخصية محمد بن مسلمة، حارس رسول الله الذي ينقل تعليماته إلى القادة وينقل أحاديثه، وقد تفرغ للدور ويحضر إلى موقع التصوير بشكل شبه يومي.يشير الصريطي إلى أن الدراما التلفزيونية تعاني قلة الأعمال التاريخية والدينية لتراجع الدولة عن دورها المفترض القيام به في دعم الدراما، مؤكداً أن هذه الأعمال تحتاج إلى منتج مغامر لديه قدرة على دفع أموال مع علمه الأكيد بأن الدولة لا توفر له أي نوع من الدعم.