المصريات يقدن الموجة الثانية من الغضب
العسال: النساء فقدن حقوقهن في ظل نظام مستبد فاشيّ
"مش هنمشي... هو يمشي"، رج الهتاف ميدان التحرير أيقونة الثورة المصرية، أمس، لم تكن الحشود الضخمة هي الأمر اللافت الوحيد، بل إن الأصوات التي حملت الهتاف الشهير، منذ أيام ثورة 25 يناير 2011، كانت في غالبيتها نسائية، فالمرأة المصرية تقدمت صفوف الموجه الثانية من الثورة في مواجهة نظام الحكم الإسلامي المتشدد، الذي هدد حقوقها السياسية والاجتماعية بالضياع.خرجت نساء بسطاء على شاشات التلفاز وفي الشوارع، يطالبن الشباب المصريين بالنزول إلى الميادين للمطالبة برحيل الرئيس محمد مرسي وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، فالنظرة المتدنية التي أبدتها جماعة "الإخوان المسلمين" والسلفيون تجاه المرأة، صدمت المصريات بعد أن جردتهن "الجماعة" من كل الحقوق، وقدمت نماذج نسائية، شوهت الحركة النسوية كنائبات البرلمان؛ وعلى رأسهن "أم أيمن" عزة الجرف، المطالبات بختان النساء ومشروعية ضرب الرجل لزوجته.
لذلك لم تكن انتفاضة المرأة المصرية مستهجنة، فتحت شعار "أنا صوتي مش عورة أنا صوتي ثورة"، تحركت عدة منظمات نسائية حقوقية لحشد نساء مصر خلف مطالب "30 يونيو"، وتقول منسقة قوة عمل مناهضة العنف الجنسي ضد المرأة بمؤسسة "المرأة الجديدة" منى عزت إن "ثورة يونيو نسائية بلا شك، لأن حقوق المرأة شهدت تراجعاً حاداً في ظل حكم الإخوان، فيما يخص قانون الانتخابات البرلمانية الذي لم يراعِ نسبة تمثيل المرأة".وتابعت عزت بأن "السقطة الكبرى لنظام الإخوان جاءت برفض وثيقة مناهضة كل أشكال العنف ضد النساء والفتيات، الصادرة عن الدورة 57 للجنة أوضاع المرأة بالأمم المتحدة في نيويورك، والتي هاجمتها الدكتورة باكينام الشرقاوي، مساعدة الرئيس مرسي".