في وقت يستمر الجمود الحكومي في لبنان وسط كثرة الصيغ غير القابلة للعيش، استقبل لبنان و»عكار» تحديدا أمس 18 شخصا من الناجين من «عبّارة» الموت في إندونيسيا في مطار بيروت الدولي، وسط حضور رسمي وشعبي من مختلف الاطياف. 

Ad

الى ذلك، احبط «حزب الله» أمس المساعي التي يقوم بها الرئيس ميشال سليمان لتشكيل حكومة على قاعدة «التساوي» بين كل الأطراف، مجددا مطالبته بحكومة تتمثل فيها القوى السياسية بحجمها في المجلس النيابي الحالي. وكان سليمان دعا قبل أيام في حديث صحافي الى تشكيل «حكومة جامعة تضم الجميع على قاعدة التساوي».

وفي تعليق ضمني على التقارير التي تتحدث عن نية سليمان ورئيس الحكومة المكلف تمام سلام تحريك ملف تشكيل الحكومة، والقفز فوق الشروط والشروط المضادة للقوى السياسية، دعا رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد أمس الى «عدم الوقوع في خطأ كبير يصيب البلاد بأضرار والمجتمع بمزيد من التفكك، فتشكيل حكومة ليس فيها تمثيل حقيقي للقوى الوازنة في مكونات هذا البلد أمر غير وارد على الاطلاق والحكومة المطلوبة خصوصا في هذه المرحلة هي الحكومة التي تتمثل فيها القوى السياسية بحجم تمثيلها الراهن في المجلس النيابي».

في المقابل، ناشد النائب عن «تيار المستقبل» نضال طعمة أمس «جميع القوى السياسية في البلد، في أي موقع سياسي كانت، تقديم التنازلات العملية، قبل أن يختنق البلد، ويسقط سقفه فوق رؤوس الجميع. ورهاننا على مواقف منتظرة من فخامة رئيس الجمهورية المؤتمن على الدستور، خاصة لجهة خرق جدار الجمود في ملف تأليف الحكومة، عسى ذلك يكون مدخلا حقيقيا لخلاص البلد». 

على صعيد آخر، استقبلت بلدة قبعيت العكارية أبناءها الناجين، وسط أجواء حزن عمّت البلدة وعكار عموماً. ووصف الناجي حسين ناصر خضر، الذي فقد عائلته كلها، زوجته وأولاده الثمانية، ما حصل معهم بـ»المأساة الكبيرة»، مشيرا إلى انهم خدعوا بهذه الراحلة، مضيفا: «كنا موعودين بركوب باخرة مجهزة لكن خدعنا لدى وصولنا، وحاولوا التخلص منا حتى لا يتم رد المال الذي دفعناه».

وقال أحد الناجين: «بقينا 5 أيام في المياه وقوة الموج ساهمت في انقلاب العبارة والقبطان فر وتركنا»، مؤكداً أن «أبو صالح وهو رئيس العصابة مسجون ويعمل من داخل سجنه عبر توظيف أشخاص للتسفير بشكل غير شرعي».

ودعا وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال عدنان منصور «الأجهزة الأمنية إلى ملاحقة الشبكة التي تقوم بتسفير اللبنانيين بطريقة غير شرعية».