درّة : أنتظر «فارس أحلامي»
أنهت الفنانة التونسية درة تصوير أولى بطولاتها المطلقة في السينما من خلال فيلم {فارس أحلامي}. عن الفيلم المتوقع عرضه قريباً وسبب غيابها عن السينما التونسية كان اللقاء التالي.
حدثينا عن فيلمك الجديد {فارس أحلامي}؟
انتهيت أخيراً، مع هاني عادل ومي سليم وأحمد صفوت، من تصوير الفيلم الذي كتبه محمد رفعت، تحت إدارة المخرج عطية أمين الذي يعتبر الفيلم أولى تجاربه في السينما وأتوقع أن يكون محطة مهمة في مشواري الفني، خصوصاً أنه ينتمي إلى نوعية الأفلام الرومانسية التي تقدم فناً حقيقياً بعيداً عن المعايير التجارية البحتة التي تهدف إلى تحقيق إيرادات فحسب.هل معنى ذلك أنك ترفضين تقديم الأعمال التجارية؟على العكس. أبحث دائماً في أعمالي عما يجعلني أصل إلى أكبر شريحة من الجمهور، وأتمنى أن تكون لدي القدرة لتنويع اختياراتي بين الأعمال الفنية التي تحمل مستوى مختلفاً والأفلام التجارية البسيطة لأننا في النهاية بحاجة إلى النوعين في دور العرض كي نصل إلى مختلف شرائح الجمهور، وهو ما يحدث أيضاً في السينما العالمية، فالترفيه أحد أدوار السينما الرئيسة.لكن عادة ما تتطلب الأعمال التجارية تقديم تنازلات تتعلق بمشاهد الإغراء.الإغراء لا يعني التعري، فقد يكون في النظرة أو طريقة الكلام. ولي تجربة سابقة في هذا المجال فيلم {الأولة في الغرام} وأعتز بها للغاية. شخصياً، لا أقبل تقديم أي مشاهد أشعر بالندم عليها لاحقاً أو تخجل منها عائلتي وأبنائي في المستقبل.ماذا عن دورك في {فارس أحلامي}؟أجسد شخصية أحلام، فتاة تعمل في محل تصفيف شعر في منطقة جزيرة الدهب وتنشأ قصة حب بينها وبين جارها فارس، الذي يعمل فرد أمن في إحدى الشركات. لكن الظروف الاقتصادية ودخله المحدود يحول دون ارتباطهما، ما يجعله يفكر في السفر خارج مصر لتكوين منزل الزوجية لكن تحدث مفاجآت كثيرة تحول دون سفره.ألا ترين أن دورك في فيلم {فارس أحلامي} يشبه دورك في {باب الفلة}؟لا. ثمة اختلاف كبير في التفاصيل الخاصة بكل عمل، فيما قد تبدو الخطوط العامة متشابهة في بعض النقاط. لكن في النهاية سيظهر الاختلاف بعد طرح الفيلم في دور العرض. ففي {باب الفلة} قدمت دور عزة، تلك الفتاة التي تنشأ في إحدى المناطق الشعبية في تونس وتجد صعوبة في الارتباط بعامل السينما الذي يمنعه دخله من الارتباط. أما شخصية أحلام، وإن تشابهت معها في الظروف، فتفاصيل حياتها مختلفة بشكل كامل.هل تحمست للعمل لكونه يمثل أول بطولة مطلقة لك سينمائياً؟ لا يعترف الفن عموماً بمفهوم البطولة المطلقة، فهل ثمة فنان يستطيع أن يتصدى للفيلم بمفرده؟ بالتأكيد لا. أما في ما يتعلق بمساحة الدور فتختلف النظرة إليها من دور إلى آخر حسب طبيعة العمل. وفي الحالات كافة، لا أختار أعمالي وفقاً لعدد المشاهد، بل لتأثير الشخصية في الأحداث ودورها والعمل ككل، وهي عناصر للنجاح وجدتها متوافرة في الفيلم فوافقت عليه من دون تردد، وانتظرته طويلاً عندما تأجل التصوير مراراً بسبب الأوضاع الأمنية واعتمادنا على التصوير الخارجي في غالبية مشاهده.هل خفّضت أجرك في الفيلم؟بالتأكيد، فبعد الثورة غالبية الفنانين خفّضوا أجرهم كي تستمر عجلة الإنتاج، خصوصاً في السينما التي تواجه مشاكل متعددة أبرزها القرصنة على الأعمال السينمائية فور طرحها ووجود مشكلة في الإيرادات بسبب الظروف الاقتصادية، وغيرها من عوامل تكون بحاجة إلى تكاتف الفنانين لمساندة الصناعة.لم تحقق تجربتك الأخيرة في فيلم {مصور قتيل} إيرادات جيدة، ألا تشغلك الإيرادات؟أختلف معك. أرى أن الفيلم حقق إيرادات جيدة مقارنة بتوقيت عرضه، خصوصاً أن التظاهرات كانت تملأ القاهرة اعتراضاً على بعض القرارات السياسية، بالإضافة إلى أن شباك الإيرادات لم يعد كما كان، بمعنى أن معدلات إيرادات الأفلام تغيرت. كذلك دور الطبيبة النفسية الذي أديته في الفيلم أعتبره إضافة بالنسبة إلي لأنه كان جديداً وأعتقد أنني نجحت في تقديمه.يلومك البعض لتركيزك في العمل في السينما المصرية، خصوصاً أنك لم تقدمي أعمالاً في تونس منذ فيلم {باب الفلة}.أعلم أنني لم أعط السينما التونسية حقها ولم أقدم فيها ما يرضي طموحاتي، لكن ظروف الإنتاج السينمائي في تونس تختلف عنها في مصر بشكل كامل، حيث الأعمال قليلة للغاية وغالبيتها من إنتاج مؤسسة السينما التي تحصل على دعم من الدولة، فضلاً عن أن جمهور السينما تراجع بشكل لافت بسبب الظروف الاقتصادية.كيف ترين الواقع في تونس بعد الثورة؟الشعب التونسي لديه الكثير من الآمال التي لم تتحقق بعد، ولا نستطيع القول إن الأمور تسير في تونس على ما يرام، خصوصاً أن أعباء اقتصادية كثيرة أصبحت تواجه الطبقة المتوسطة بشكل ملح، بالإضافة إلى ارتفاع الأسعار بشكل كبير. لكن في النهاية سيظل لدينا الأمل في تحقيق قدر أكبر من الديمقراطية وحرية الرأي والتعبير والعدالة الاجتماعية لأبناء بلادنا في سبيل تحقيق أهداف الثورة كاملة.وجديدك؟أصوِّر راهناً دوري في مسلسلي «مزاج الخير» و{موجة حارة»، وأتفرغ لهما نظراً إلى عرضهما خلال شهر رمضان المقبل.