بعد يوم من مواجهات عنيفة تمكنت خلالها قوات الأمن التونسية من منع السلفيين من عقد مؤتمرهم السنوي، بدا المشهد مرشحاً للمزيد من المواجهات، إذ اعتبر زعيم جماعة "أنصار الشريعة" أبوعياض، المتواري عن الأنظار منذ سبتمبر الماضي، أن أنصاره لن "يهزموا"، رغم تأكيد الحكومة اعتقال العشرات في اشتباكات أسفرت عن مقتل شخصين وإصابة العشرات.

Ad

وفي تسجيل صوتي مدته نحو خمس دقائق بث في وقت متأخر مساء أمس الأول بعد يوم طويل من المواجهات والمطاردات في تونس، توجه أبوعياض بكلمة إلى المشاركين المفترضين في المؤتمر، "يعلم الله أني تمنيت أن أكون بينكم في هذه اللحظات التي تسطرون فيها بعزمكم وإصراركم وتوكلكم على الله صفحة مشرقة من تاريخ أمتنا وإن أعظم ما يدخل السرور على القلب أنكم أثبتم للعالم أجمع أن دعوتكم لا تُهزم أبدا أمام جحافل المعادين والمخذولين والحاقدين".

وشكر أبوعياض بطريقة ساخرة من السلطات التونسية، قائلاً: "برقية إلى الطواغيت: علمنا ديننا أن نشكر من يستحق الشكر... وأنتم اليوم أحق الناس بالشكر فقد ارتكبتم من الحماقات ما كان سبباً لنشر دعوتنا واغنائنا عن الإشهار لملتقانا فشكرا على الغباء والحماقة".

وتم تقديم هذا التسجيل الصوتي المنشور على صفحة أنصار الشريعة على "فيسبوك" على أنه كلمة أبوعياض لمناسبة انعقاد مؤتمر الحركة الذي كان مقررا الأحد إلا أن الحكومة التونسية التي يقودها إسلاميو حركة "النهضة" منعته.

واعتقل أبوعياض بين العامين 2003 و2011 في تونس. وقبل اعتقاله، كان أحد زعيمي مجموعة تونسية قاتلت في أفغانستان إلى جانب تنظيم "القاعدة". وهذه المجموعة دبرت اعتداء انتحاريا أودى بحياة احمد شاه مسعود قائد فرق المقاومة ضد مقاتلي "طالبان" في أفغانستان قبل يومين من اعتداءات 11 سبتمبر 2001.

وبعد أن اتهمت على مدى أشهر بالتراخي في مواجهة "أنصار الشريعة"، قامت "النهضة" بتشديد تدابيرها للتصدي لهذه الحركة. وأعلن رئيس الحكومة علي العريض أمس اعتقال نحو 200 سلفي، خلال أعمال العنف أمس الأول.

وقال العريض، الذي يزور الدوحة للمشاركة في مؤتمر، "تم إيقاف نحو 200 (مشتبه بهم). سوف يطلق سراح من لا يثبت عليهم أي شيء، أما من يتبين خرقهم للقوانين فسيلاحقون قضائياً"، مشدداً على أن القانون سيطبق على كل المشتبه بهم دون استثناء.

(تونس، الدوحة- أ ف ب، يو بي آي)