أكد الرئيس التنفيذي في مؤسسة البترول الكويتية فاروق الزنكي أن المؤسسة وشركاتها التابعة تسعى إلى التطور والارتقاء وزيادة الانتاج، بما يتفق مع معايير السلامة والصحة البيئية.

Ad

وبين الزنكي، في تصريح صحافي، على هامش جائزة الرئيس التنفيذي، التي تعقد للمرة الثانية على مستوى الشركات التابعة، والتي يتنافس عليها عدد كبير من الأفراد والشركات، والتي تعزز دور الصحة والسلامة والبيئة، أن "هناك عددا كبيرا من الأبحاث التي خرجت بأفكار جديدة ومبدعة من منطلق أن المؤسسة وشركاتها التابعة تحرص على أن يكون هناك وعي كامل بأمور الصحة والسلامة والبيئة".

وقال إن "الحرص ينصب على تدعيم العنصر البشري للشركات، لاسيما أنه العمود الفقري وأسباب النجاح في أي عمل اقتصادي"، مضيفا ان "مؤسسة البترول أنفقت ملياري دينار على المشاريع البيئية في الـ10 سنوات الماضية، وتسعى إلى التحديث والتطوير من خلال تنفيذ مشاريع بيئية جيدة".

تأخير المشاريع

وفي ما يتعلق بالمشاريع البيئية المتوقع تنفيذها، ذكر الزنكي أن مشروعي الوقود البيئي والمصفاة الجديدة بتكلفة 8.6 مليارات دينار يعدان من أكبر المشاريع البيئية التي تحتاج الكويت لتنفيذها، لافتا إلى أن تلك المشاريع باتت ضرورة ملحة للتخلص من نسب الكبريت العالية التي تضر بصحة الإنسان، مشددا على ان البعد الاجتماعي لتلك المشاريع أهم من الاقتصادي.

واستدرك: "أتألم لتأخير تنفيذ المشاريع التي تمنع تزويد وزارة الكهرباء بوقود نظيف، نسبة الكبريت فيه 10 في المئة، وهي نسبة مقبولة عالميا"، مبينا ان الكويت من الدول القليلة التي تصل نسبة الكبريت في الوقود فيها إلى نسب مرتفعة، ولا تتماشى مع المعايير العالمية.

وعن استراتيجية المؤسسة في إنتاج النفط، وبلوغ مستوى 3.5 ملايين برميل يوميا، والتطور في الإنتاج، بين أن المسألة لا تتعلق بالإنتاج، لكن بالقدرة الانتاجية للنفط التي تحتفظ بها الكويت في مواجهة أي نقص في السوق العالمي.

ولفت إلى أن الوصول إلى مستوى 3.5 ملايين برميل في 2015 يتوقف على تنفيذ المشاريع التي تؤدي إلى تحقيق الاستراتيجية، مضيفا أن من بين تلك المشاريع تطوير المكامن وتطوير مكامن المنطقة المقسومة في نفط الخليج، وغيرها من المشاريع المذكورة في استراتيجية مؤسسة البترول.

ثروة بشرية

وحول النفط الصخري في الكويت وتطوراته، أكد الزنكي ان "هناك دراسات للنفط الثقيل في الكويت، لكن موعد الانتهاء منها غير محدد"، موضحا أن الكويت ليست معزولة عن العالم، وتسعى إلى كل تطور في هذا الاتجاه، وفي ما يتعلق بملف تعيينات القياديين وتطوره، قال إن "الموضوع برمته لدى الشركات التابعة لمؤسسة البترول الكويتية".

واستطرد: "ان ثروتنا البشرية هي أغلى ما نملك في مؤسسة البترول الكويتية وشركاتها التابعة، وهي محور التطور والارتقاء وزيادة الإنتاج، وحفاظا على هذه الطاقة الهائلة وضعت المؤسسة برامج الصحة والسلامة والبيئة على قائمة الأهداف الاستراتيجية للمؤسسة لعام 2030، وهنا تكمن أهمية الرقم صفر، وشعار هذا العام Driving to Zero في تعزيز صحة هذه الموارد البشرية وحمايتها من التعرض للحوادث والإصابات المهنية".

واردف: "لقد تعودنا في القطاع النفطي على أن نحتفل بزيادة الأرقام، فقد احتفلنا معا حين ارتفع الإنتاج إلى أكثر من 3 ملايين برميل، ووصل التكرير إلى ما يقرب من مليون برميل وهكذا، أما في مجال الصحة والسلامة والبيئة فإننا نسعى لتقليص الأرقام وبشدة، فنحن نفخر بتقليل الانبعاثات إلى معدلات قياسية وصلت إلى 1.75 في المئة، ونفخر بأن عمليات المؤسسة وشركاتها حققت سجلا متقدما في إنجاز ملايين الساعات بلا حوادث".

وتابع: "يبقى للرقم صفر سحره الخاص لنا، فهو يعني أن نعمل في بيئة صحية نظيفة تماما، ويعني مؤشرات عالمية وبرامج متميزة وجهودا ضخمة لمنع الحوادث والإصابات المهنية، ويعني منع التسربات النفطية مع إنشاء مراكز متخصصة لإدارة الأزمات والكوارث، ونعلم أنه هدف طموح قد يصعب تحقيقه، لكنها رؤية مهمة نجعلها نبراسا لنا، ونعدكم بأن نبذل قصارى جهدنا للوصول إليه".

رحلة شاقة

وشدد الزنكي على ان "رحلتنا للوصول إلى الرقم صفر لم ولن تكون سهلة أبدا، لكننا نتسلح برؤية شاملة وبرامج متميزة حققت بالفعل الكثير من الإنجازات في مجال التنمية المستدامة وحماية البيئة، حيث تم تنفيذ العديد من البرامج مثل إنشاء المحميات البرية والبحرية، إضافة إلى إنتاج الغازولين الخالي من الرصاص، وتنفيذ مشاريع رأسمالية خاصة بحماية البيئة بتكلفة تصل إلى 1.2 مليار دينار خلال السنوات العشر الماضية فقط".

وبشأن الرعاية الصحية ذكر الزنكي ان "المؤسسة طورت برامج الصحة المهنية والتوعية الصحية بدرجة كبيرة في مختلف الشركات، بهدف الوقاية من الأمراض، وتعزيز صحة الموظفين وعائلاتهم، وعلى الجانب العلاجي وتحقيقا للمسؤولية المجتمعية تم تطوير مستشفى الأحمدي، وإدخال خدمات التأمين الصحي، كما تأخذ عمليات بناء المستشفى الجديد خطوات متسارعة ليصبح لدينا مستشفى شامل يدار طبقا لأحدث المستويات العالمية".

وزاد: "نسعد سنويا بتجديد العديد من الجوائز العالمية، وحصول البعض الآخر عليها لأول مرة، حيث حصلت إدارات الصحة والسلامة والبيئة في مؤسسة البترول الكويتية وشركاتها التابعة على العديد من شهادات الجودة والأداء مثل أيزو، بمختلف أنواعها، وأحدثها شهادة الايزو في مجال الطاقة".

ولفت إلى أن "شركاتنا تلقت كذلك العديد من الجوائز المحلية والعالمية في مجال الصحة والسلامة والبيئة، مثل جرين أوورد وديو بونت وجائزة روسبا وجائزة مجلس السلامة البريطاني وغيرها الكثير".

مشاريع متميزة

من جانبه، استعرض مدير الصحة المهنية والسلامة رئيس اللجنة المنظمة سامي الياقوت أهم محطات وأرقام الجائزة، التي تقدم إليها 90 برنامجا ومشروعا متميزا في مختلف مجالات الصحة والسلامة والبيئة، مقارنة بحوالي 60 مشروعا للعام الماضي، ما يعد مؤشرا على النجاح والتنافس الكبير الذى حققته المسابقة في عامها الأول.

وقال الياقوت إن من بين هذه البرامج، قدمت الشركات الزميلة 35 برنامجا في مجال البيئة، و26 برنامجا في مجال السلامة و10 مشاريع في مجال الصحة، و7 مشاريع في مجال الرعاية المجتمعية.

وفي ما يخص المقاولين فقد تم اختيار أفضل 3 مقاولين في مجالات الصحة والسلامة والبيئة من الذين لديهم عقود عمل مع الشركات الزميلة، أما في مجال الأداء المتميز للشركات فقد فازت بها 3 شركات قدمت ملفات متميزة ومدعمة بالوثائق، وخلت من أي وفيات أو أي حوادث مهنية جسيمة.

وزاد ان "المحصلة النهائية للمسابقة حصول شركة البترول الوطنية الكويتية على أكبر عدد من الجوائز، تليها شركة نفط الكويت، ثم شركة البترول الكويتية العالمية". جدير بالاهتمام فوز جميع الشركات بلا استثناء بجائزة واحدة على الأقل في أحد فروع المسابقة، ما يوضح الاهتمام الكبير للشركات، واستعداد الجميع لخوضها رغم المنافسة الكبيرة بسبب وجود مسابقة مماثلة لدى بعض الشركات، مثل شركة نفط الكويت وشركة البترول الوطنية الكويتية.