سعياً لحل مشكلة الروائح الكريهة التي تنبعث من سوق المباركية، جراء مخلفات سوق السمك وغيره، تبنت بلدية الكويت فكرة ازالة الروائح الكريهة من هذا السوق الأثري، لاسيما في ظل صعوبة تبديل مرافق البنية التحتية للسوق نظراً لقيمته التاريخية والأثرية والسياحية.

Ad

وقالت بلدية الكويت، في بيان لها أمس، إنها قامت بالتعاون مع احدى كبرى الشركات العالمية وهي كام بيو تكنولوجي الكندية، بعمل دراسة عن الروائح المنبعثة من السوق وتحديد نوعيتها، موضحة أنه بعد عدة زيارات ميدانية وتحاليل مخبرية تم التوصل الى حل جذري لإزالة ومعالجة هذه الروائح دون المساس بالمعالم الأثرية والحضارية في هذا السوق، وذلك عبر معالجتها بمنتج عضوي غير كيميائي عالي التقنية موافق عليه من قبل كبرى مراكز الأبحاث العالمية والكندية والمنظمات البيئية العالمية.

وأضافت البلدية أن لهذا المنتج قدرة على معالجة الروائح دون ترك اي تأثير جانبي او اضرار بالبيئة المحيطة، وقد أثبت فاعليته في عدة اسواق عالمية مماثلة، واقربها بالمنطقة السوق الأثري لسلطنة عمان الشقيقة، حيث تم العمل بهذا المنتج، وأعطى النتائج المرجوة، لافتة إلى أنه للتأكد من هذا المنتج وسلامته وفاعليته في معالجة الروائح، يتم إجراء تجربة ميدانية في الكويت، لتذليل كل الصعاب في سبيل حل هذه المشكلة.

وقال المدير العام الاقليمي للشركة الوظيفية للتنظيف محسن بوشهري باهتمامه الشخصي بموضوع الروائح الكريهة الصادرة من السوق، مبيناً أنه سخر كل طاقاته "وطاقات الشركة لإيجاد حل جذري لما يحمله السوق من قيمة ثقافية وشخصية له ولكل مواطن عاش وترعرع في ارجاء هذا الوطن الغالي".

وأضاف بوشهري، في تصريح صحافي، أنه حث اقسام الشركة بشكل عام وقسم الابحاث والتطوير بشكل خاص لإيجاد جميع الحلول المتاحة، كما اشرف على جميع التطورات للوصول إلى هذا النجاح.

 من جهته، قال البروفيسور الحاصل على درجة الدكتوراه في الخلايا البيولوجية من جامعة ستانفورد الاميركية

د. منجي الفرشيشي مؤسس شركة كام بيو تكنولوجي ان المياه المتخلفة عن فضلات التنظيف في السوق ملوثة بمركبات عضوية ومركبات وغازات ثاني كبريتيد الهيدروجين، مبيناً أن هذا هو المسبب الرئيسي لهذا التلوث والروائح الكريهة. وصرح الفرشيشي بأن الطريقة البيولوجية التي تم تطبيقها في هذه التجربة لتحويل هذه المركبات والروائح من غاز ثاني كبريتيد الهيدروجين الى غازات خالية من الروائح ومستقرة كيميائيا، هي تفكيك الروابط بين المركبات وتحويلها الى مركبات عضوية غير ضارة وتطهير المياه، كما أنها تحول الفضلات العضوية إلى هيدروجين وهو غاز غير ضار بالبيئة.

من جانبه، قال مدير العمليات الإقليمي في الشركة د. كمال مسلماني ان غاز ثاني اكسيد كبريتيد الهيدروجين من الغازات المسببة للرائحة الكريهة، كما يسبب صعوبة في التنفس، ويصل الأمر إلى الاختناق إذا كان تركيزه عاليا، مشيراً إلى أن القضاء على هذا الغاز كفيل بحفظ اجواء السوق صحية ومنعشة.