التوتر يسود القاهرة بعد ليلة دموية خلّفت قتيلين

نشر في 09-04-2013 | 00:01
آخر تحديث 09-04-2013 | 00:01
No Image Caption
• 30 متهماً في «فتنة الخصوص»
• عودة البابا مرهونة بالهدوء
• الاتحاد الأوروبي قلق
استمر الوضع متوتراً في مصر أمس بعد ليلة من أعمال العنف أمام كاتدرائية الأقباط في القاهرة خلّفت قتيلين و89 جريحاً، بعد مراسم تشييع قتلى في "فتنة الخصوص"، التي أوقعت الجمعة الماضية 5 قتلى، ما زاد من حدة وضع سياسي واجتماعي مضطرب أصلاً.
ساد هدوء يشوبه التوتر محيط الكاتدرائية المرقسية بحي العباسية وسط القاهرة، أمس، رغم تجدد الاشتباكات صباحاً، بعد أن تبادل خلالها شباب الأقباط الذين اعتلوا سطح الكاتدرائية ومجهولون فوق أسطح البنايات المجاورة، التراشق بزجاجات المولوتوف والحجارة، قبل أن تتدخل قوات الأمن بإطلاق قنابل الغاز المسيلة للدموع، لفض المواجهات، ليسود الهدوء في ظل وجود أمني مكثف.

وألقت وزارة الداخلية القبض على 30 متهماً في أحداث العنف الطائفي بكنيسة «الخصوص» شمال القاهرة، يومي الجمعة والسبت، والتي أسفرت عن مقتل مسلم وأربعة أقباط، موضحة أن 25 جندياً أصيبوا خلال هذه الأحداث، وأعلنت وزارة الصحة مقتل شخصين وإصابة 89، عقب تشييع جثامين الأقباط الأربعة أمس الأول.

وبينما تقدم اتحاد شباب ماسبيرو أمس ببلاغ للنائب العام، يتهم فيه وزير الداخلية بالتواطؤ على استهداف الأقباط أثناء الجنازة، نفى مصدر مقرب من المقر البابوي لـ»الجريدة» أن يكون بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، تواضروس الثاني، قرر الاعتكاف في أحد أديرة وادي النطرون، شمال غربي القاهرة، وأن زيارته كان من المفترض أن تنتهي أمس الأول، إلا أن تصاعد وتيرة العنف والتوتر أمام الكاتدرائية وغياب الأمن حالت دون عودته إلى المقر البابوي، التي أصبحت مرهونة بهدوء الأوضاع حفاظاً على حياته وسلامته.

وأبدى الاتحاد الأوروبي، عبر ممثلة «الشؤون الخارجية والأمن» كاثرين آشتون، قلقه إزاء أحداث العنف أمام الكاتدرائية، وأكدت آشتون، التي قامت بزيارة قصيرة إلى مصر التقت خلالها الرئيس محمد مرسي وعدداً من رموز المعارضة، ضرورة تدخل قوات الأمن من أجل السيطرة على الوضع وإعادة الهدوء والنظام إلى البلاد.

سياسياً، حملت جبهة «الإنقاذ الوطني»، ما وصفته بنظام جماعة «الإخوان المسلمين»، والرئيس مرسي ووزير الداخلية، المسؤولية عما وقع من اشتباكات وإصابات، وطالبت بإجراء تحقيق مستقل وشفاف للوقوف على المحرضين والفاعلين الحقيقيين وراء هذه الاشتباكات.

في السياق، قال مرشد «الإخوان» محمد بديع، في تغريدة على «تويتر»، إن «الاعتداءات التي تستهدف أمن واستقرار مصر ستبوء بالفشل، ولا يمكن أن تصدر من شخص يعرف حقيقة دينه سواء كان مسلماً أو مسيحياً»، مضيفا أن افتعال الأزمات الطائفية هو محاولة يائسة لاستدراج الشعب المصري إلى فتنة طائفية، يجب على جميع المخلصين منعها بكل قوة.

وعقدت الحكومة برئاسة هشام قنديل اجتماعا عاجلا أمس بمجلس الوزراء، لبحث ومراجعة تفاصيل المشهد الحالي، واتخاذ الإجراءات الاستباقية لتجنّب تكرار حدوثها، وطالب نواب الأحزاب المدنية في مجلس الشورى، بإقالة وزير الداخلية، وحملوا الرئيس المسؤولية السياسية عن أحداث الكاتدرائية، وحذر رئيس المجلس أحمد فهمي من خطورة انتقال الصراع السياسي إلى صراع ديني بين المسلمين والمسيحيين.

قانون النواب

على صعيد منفصل، انتهت لجنة الشؤون الدستورية والتشريعية بمجلس الشورى من مشروع قانون «انتخابات مجلس النواب»، بعد إدخال التعديلات عليه، ما رفع عدد أعضاء مجلس النواب إلى 552 عضواً لدوائر القوائم والفردي، على أن تخصص 6 مقاعد منها للمصريين في الخارج.

ونظمت جبهة «الإنقاذ»، أمس مؤتمراً لبحث ملف العدالة الانتقالية، في وقت انتهى مؤتمر التيار الشعبي، بقيادة حمدين صباحي، تحت عنوان «إنقاذ الاقتصاد»، الذي استمر على مدار يومين، وذلك لتقديم رؤية متكاملة لحل مشاكل الاقتصاد المصري.

السياحة الإيرانية

من جهة أخرى، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية عمرو رشدي، أمس، رفض مصر لأيّ اعتداءات على مقار مكتب رعاية المصالح الإيرانية في القاهرة، دون أن يعتذر عن هجوم عدد من السلفيين على منزل القائم بالأعمال الإيراني بالقاهرة مجتبي أماني الجمعة الماضية.

وأجبرت الاعتراضات السلفية الحكومة المصرية على إيقاف الرحلات السياحية القادمة من إيران، التي بدأت منذ مطلع شهر أبريل الجاري، بعد رفض التيارات السلفية في مصر، التي اعتبرت ذلك بوابة «المدّ الشيعي الإيراني» في مصر.

back to top