مساعد رئيس حزب النور لـ الجريدة•: نادمون على تأييد الجيش
«مرسي كان يعلم بما سيحدث والانقلاب لا يُحدَّد موعده... وخريطة الطريق في خطر بسبب استئثار فصيل واحد بصياغة الدستور»
أعرب مساعد رئيس حزب النور السلفي عضو مجلس أمناء "الدعوة السلفية" السابق شعبان عبدالعليم عن ندمه وندم حزبه على تأييد الجيش المصري، حين أعلن "خريطة المستقبل" عقب عزل الرئيس محمد مرسي، لأنه لم يلتزم ببنودها. وشدد عبدالعليم، في حوار مع "الجريدة"، على ضرورة محاسبة كل من تورط في جرائم قتل متظاهرين سلميين في أحداث "الحرس الجمهوري" وأحداث "المنصة"، وفي ما يلي نص الحوار:
• كيف ترى الانقسام الموجود حاليا داخل «الدعوة السلفية» بشأن الأحداث الجارية، وسط حديث عن تزايد عناصرها داخل اعتصام رابعة؟ - أمر طبيعي طالما أنه يدور في فلك الخلاف في وجهات النظر، ولم يصل إلى الشقاق، فبعض علماء الدعوة السلفية مثل سعيد عبدالعظيم يؤيد عودة الشرعية، وهو مسؤول عن رأيه، بينما جزء آخر يرى ضرورة التعامل مع الأمر الواقع، طالما أن الجيش أحكم قبضته على مفاصل البلاد، والانقسام عامة أصبح الصفة الغالبة داخل المجتمع، فبينما نزل في 30 يونيو الملايين تخرج حاليا أعداد كبيرة أخرى مؤيدة للشرعية. • ألا تشعر بالقلق على مصير الدعوة السلفية؟ - القلق من ماذا؟ الدعوة السلفية لم يستطع أحد أن يدفعها للعدول عن هدفها ومنهجها الوسطي وقت الاضطهاد الأمني، إبان حكم حسني مبارك، فهي منهج دعوي للإسلام الوسطي، ربيناه في نفوس مريدينا خلال الفترة الماضية، لأن زوال الأشخاص ليس معناه زوال الدعوة السلفية. • ماذا عن دور الحزب والدعوة السلفية في المصالحة الوطنية؟ - اشتركنا مع الأزهر خلال الفترة الماضية في التواصل مع الأطراف المتصارعة، وكلما توصلنا إلى اتفاق رفضه طرف، ما يزيد الوضع احتقانا، وهذا ما يشير إلى سعي أطراف بعينها إلى استمرار الأوضاع على ما هي عليه، ومجمل الوضع ان جميع الأطراف متمسكة برأيها، الجماعة متمسكة بعودة الرئيس، والجيش والرئاسة يتمسكان بخريطة الطريق. • ألا يزال «النور» وسيطا معتبرا رغم اتهامات الحزب بالتواطؤ والمشاركة في أحداث 30 يونيو؟ - لاشك في أن اتهامات التخوين أصبحت تكال للجميع، لكن ما حدث في 30 يونيو كان معلوما للجميع، بمن فيهم مرسي، وليس مشكلة الحزب أنهم في «الإخوان» لم يتعاملوا معها بجدية، فوزير الدفاع أعطى مهلة أسبوعا ثم مهلة 48 ساعة ولم يتحرك أحد منهم، ولا يوجد انقلاب يحدد أصحابه موعده الزمني وما سيحدث فيه، وحزب «النور» تعامل بشكل واقعي مع ما حدث. • هل شعرتم بالندم تجاه تأييدكم للجيش؟ - الندم جاء بسبب عدم التزام الجيش بتنفيذ خريطة الطريق، التي اتفقنا عليها، والتي بدأت باستئثار فصيل دون غيره على الحكم، ورغبته في التفرد بكتابة الدستور، الذي اتفقنا على أن يتم إدخال تعديلات عليه لا كتابته من جديد، وكيف تتم كتابة دستور والشعب منقسم هكذا. • ما رأيك في ما يتردد عن الخروج الآمن لأعضاء الجماعة؟ - لابد من محاسبة من يثبت تورطه بشكل حقيقي في الإضرار بمصالح البلاد العليا، وفقا لما يقره القانون، من أنصار جماعة «الإخوان»، إلى جانب محاسبة من تسبب في مقتل المئات من المتظاهرين السلميين في أحداث «الحرس الجمهوري» وأحداث «النصب التذكاري» قرب مقر اعتصام أنصار مرسي في رابعة العدوية. • تحفظتم عن شخص الدكتور محمد البرادعي، رغم كونه أكثر المدافعين عن التيار الإسلامي حالياً؟ - الدكتور البرادعي قامة وطنية كبيرة، والجميع تقدم بالثناء على مواقفه الرافضة لفض اعتصامي «رابعة» و»النهضة» بالقوة، وتفضيله الحل السلمي على الحل الأمني، وفي ذلك وعي كبير لخطورة الحلول الأمنية في تلك المواقف، أما تحفظنا بشأنه فلم يكن لشخصه ولكن لانتمائه الأيديولوجي المعروف، وكونه كان مطروحا لتولي منصب كرئاسة الوزراء ففيه إخلال بخريطة الطريق التي تمسكنا فيها بالوزراء التكنوقراط. • كيف ترى اعتصامي رابعة والنهضة وسط اتهامات باحتوائهما أنواعا من السلاح؟ - الاعتصام حق دستوري وقانوني، ودعوة القائمين عليه للمنظمات الحقوقية لمراقبته وتفتيشه دليل على سلميته، وليس كما يروج الإعلام بامتلاك القائمين عليه للسلاح، وحتى الآن لم يتم بث فيديو يظهر امتلاك المعتصمين أنواعا من الأسلحة، ومن يمتلك فعليه تقديمه إلى الجهات المعنية.