شدد وزير الإعلام وزير شؤون الشباب الشيخ سلمان الحمود على ضرورة المحافظة على التراث، لأنه يعتبر الهوية الخاصة لأبناء المنطقة، ضمن حفل افتتاح دار الآثار الإسلامية أربعة معارض أثرية في المركز الأمريكاني الثقافي، برعاية سمو أمير البلاد الشيخ صباح، وحضور عدد كبير من الشخصيات السياسية والثقافية، ومجموعة من أعضاء السلك الدبلوماسي، وتنوعت التحف في المعارض مستعرضة ملامح من فنون عصور سالفة دوّنت حضارتها عبر سجل التاريخ.

Ad

وأكد وزير الإعلام وزير شؤون الشباب الشيخ سلمان الحمود ضرورة التمسك بمكونات الإرث الثقافي، لافتا إلى أن «الحضارة الإنسانية الإسلامية لا تقل إبداعا عن بقية الحضارات، ومن واجبنا أن نتناقل هذا التراث المنوع، تحفيزا للأجيال الصاعدة لمواصلة المشوار، وبذلك نكون أرسينا قواعد ثابتة لهويتنا، فنستحق احترام العالم برقي واعتزاز».

وذكر ان الكويت منذ بدأت نهضتها الثقافية والحضارية قبل أكثر من مئة عام وهي وفية لتراثها الإسلامي وآثارها القديمة، وهذا يترجم اليوم باحتضان دار الآثار الإسلامية لأربعة معارض جدية في مقرها بمركز الأمريكاني الثقافي، وهي «الدر المكنون في عالم الفنون» و»روائع الشرق القديم» و»الكويت في الشرق القديم» و»تحف من الشرق القديم».

وتحدث عن دور دار الآثار الإسلامية في المشهد الثقافي، مثمنا جهد المشرف العام لدار الآثار الإسلامية الشيخة حصة السالم، للدور الإيجابي البارز الذي تقوم به من خلال أنشطة الدار التي جابت وتجوب العالم على مدى 30 عاما ومازالت، ما وضع الكويت في مصاف الدول التي تعنى بالتراث الإنساني العربي والإسلامي، آملاً «تضافر الجهود لصالح بلورة استراتيجية عربية وإسلامية تهدف إلى نشر الاهتمام بثقافتنا وآثارنا على مستوى الناشئة والشباب».

لغة عالمية

وأكدت المشرف العام لدار الآثار الإسلامية الشيخة حصة السالم، في كلمتها ضمن حفل الافتتاح، أن التراث محصول إنساني ولغة يفهمها الجميع، وهو بمنزلة رسالة من الماضي للمستقبل تحمل في طياتها إبداع الأسلاف، مشيدة بالمؤسسات والمتاحف التي قدمت بعض القطع الفريدة ضمن هذه الفعالية الكبيرة».

وأضافت السالم: «ثمة أسئلة أود الإجابة عنها حول اقتناء نتاج موروث ثقافي لحضارات سادت في العالم القديم»، مبينة أن معرض الذكر المكنون في عالم الفنون يأتي محاذيا لمعرض روائع الفن القديم، في محاولة لتأصيل روابط بين الظاهرتين، ظاهرة دهشتنا وتقديرنا لإنجازات الماضي الرائعة وظاهرة  ولعنا وشغفنا بالمستقبل، والإنسان هو العامل المشترك بين الماضي والحاضر والمستقبل، ولاشك عندي أنكم -وأنا معكم- نشعر بامتنان لإدراكنا بأهمية إيجاد همزة وصل بين الماضي والمستقبل».

وعن مكونات المعرض، قالت إن «إدراكنا هذا يقودنا إلى إلقاء الضوء على ما لدينا من ثروات حضارية في منطقتنا، ومن هنا جاء معرض الكويت في الفن القديم بمجموعة مختارة ورائعة لتحكي قصة التفاعل الحضاري بين تلك الرقعة الصغيرة القابعة على ضفاف الخليج –الكويت- والعالم الأوسع، عالم سادت فيه حضارات أفرزت للبشرية الكتابة والقوانين والنظم الإدارية، وهي حضارة بلاد الرافدين وإمبراطورية الإخمنيين وفضاء بختيريا وعالم الإسكندر، وكل من هذه الحضارات تمثله تحفة فنية معارة من متاحف دول شقيقة وصديقة لتشاركنا الاحتفاء بالتراث الفني للعالم القديم».

وكان الحفل انطلق بكلمة لرئيس اللجنة التأسيسية لدار الآثار الإسلامية بدر البعيجان، مثمنا مشاركة الدول الشقيقة والصديقة التي قدمت تحفا من تراثها الفني القديم لعرضها ضمن هذه الاحتفالية التي تركز على مد جسور الثقافة بين الكويت والعالم.